2:18 PM
مقالات

أسوأ ما وصلنا إليه في لبنان

كتب البروفيسور إيلي الزير في موقع "ايوب":

أسوأ ما وصلنا إليه في لبنان أنّ لا أحد يتكلم بانتخاب رئيس للجمهورية. استسلمنا جميعاً إلى الفراغ ولم يعد الأمر يعنينا. أمورنا تسير كما هو مكتوب لها إن انتخبنا رئيساً أم لم ننتخب. هذا ما أرادنا الأعداء أن نصل إليه وإن سألتني من هم الأعداء. هم الذين لا يريدون قيامة للدولة ولا لمؤسساتها ولا للقانون ولا للدساتير. هم الذين هلّلوا لاتفاق الدوحة والذي يصح أن نطلق عليه اتفاق "التعتير" أو اتفاق "الفراغ" كل فراغ في رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة.

أسوأ ما نعيش فيه اليوم في لبنان أننا اعتدنا على كل هذا الشواذ. لم نعد نعترض ولا نقاوم ولا نرفع الصوت صارخين لماذا هذا الفراغ؟

لقد اعتدنا كل الأمور الخاطئة كانقطاع الكهرباء وتلوث المياه وفقدان المحروقات. اعتدنا أن ترتفع الأسعار دون استئذان، وأن تُقطع الطرقات لمرور موكب فلان؟ اعتدنا أن نقف في الصف ونتسول جواز السفر، ومقعداً على طائرة رغم أننا دفعنا ثمن التذكرة. لقد اعتدنا أن نتنازل عن كل شيء. ومن يتنازل عن كل شيء لا يحق له أن يسأل عن وطن ضاع في غياهب النسيان.

لا قيامة لنا إلا بقيامة روح المواطنة في دواخلنا، والمواطنة تعني التزاماَ نهائياً بهذا الكيان. أن نقف احتراماً لعلمنا، وأن نقدّس دستورنا. لا يتجاوز أحد منّا القانون ولا يتحايل عليه. لا يدفع رشوة لموظف ولا يصوّت لزعيم لا يفعل شيئاً.

المواطنة أن نتمسك بالمواعيد الدستورية، وأن نحاسب الصغير والكبير في الصندوق، أن نخصص معابدنا للعبادة وجامعتنا للعلم. لا ندخل الطائفية إليها ولا السياسة ولا التعصب فهي لم تُبنٓ من أجل ذلك.

المواطنة أن نخشى على مستقبلنا، ونعمل على حمايته بالحفاظ على وطننا.

المواطنة تعني أن يكون لك وطن. والوطن يعني أن تعيش كريماً عزيزاً على أرضه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o