"التيار" يُصعّد بعد الاضحى.. وعون يتبنّى
اذا كان من "الظواهر" الطبيعية ان يغيب النشاط الرسمي والسياسي في لبنان في مواسم الاعياد والعطل الرسمية والدينية، فان التبكير في عطلة عيد الاضحى هذه السنة اكتسب دلالات مختلفة لجهة الدوافع التي املت اطفاء كل المحركات السياسية وتجميد كل قنوات الاتصال والمشاورات واخذ اجازة قسرية اضافية بدت معها الدولة برمتها "معلقة" على ازمة تأليف الحكومة. والواقع ان الوضع الداخلي يتّجه في ظل المعطيات التي تسود معظم الكواليس السياسية والرسمية نحو مزيد من التعقيدات وربما التصعيد السياسي والاعلامي بين مكونات الحكومة العتيدة التي بات يصعب كثيراً التكهن بالمواعيد المبدئية لولادتها في ظل معارك صامتة تحاصر هذه الولادة وتجعل طريق الرئيس المكلف سعد الحريري محفوفة اكثر فاكثر بالثغرات والمطبات.
ولم تخف اوساط وزارية بارزة ومطّلعة على مجريات التعقيدات التي تعترض التقدم نحو حلحلة ازمة الاستحقاق الحكومي، تخوفها عبر "النهار" من تصعيد سياسي يعقب عطلة الاضحى في ظل ما تناهى اليها من معطيات تتصل بما يسمى العقدتين المسيحية والدرزية اولاً ومن ثم بمسألة محاولات ربط الاستحقاق الحكومي بملف اعادة فرض "تطبيع" العلاقات مع النظام السوري الذي تتسع دائرة الضاغطين عبره على الرئيس الحريري وباتت تضم، وفق هذه الاوساط، الحكم وافرقاء 8 آذار جميعاً مع ما يعنيه ذلك من اثارة لمسببات مواجهة سياسية تضع عملية تشكيل الحكومة امام حسابات مختلفة عن فترة الاشهر الثلاثة السابقة منذ تكليف الحريري في 24 ايار. وكشفت هذه الاوساط ان التباينات التي فرطت "تفاهم معراب" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية " بدأت تشكّل مناخاً سلبياً للغاية مما يفاقم العقدة المسيحية في ظل اشتداد الحملات الاعلامية المتبادلة بين الفريقين من جهة والتصلب الكبير الذي يبديه "التيار الوطني الحر" حيال حجم تمثيل "القوات" والحقائب التي ستسند اليها من جهة اخرى. واضافت ان الايام الاخيرة شهدت تصعيداً لافتاً لموقف "التيار" حيال "القوات"، كذلك الحزب "التقدمي الاشتراكي" ترجم عبر تركيز حملة على الفريقين تتهمهما بعرقلة تشكيل الحكومة لمصلحة جهة خارجية (المملكة العربية السعودية) كما تتهمهما بالسعي الى الحصول على حصة وزارية تفوق الحجم النيابي لكل منهما.
في المقابل، تخوفت المصادر من ملامح تبنّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذا الموقف التصعيدي لتياره الامر الذي سيعقد الوضع الى حدود كبيرة ويدخله في متاهة التوظيف وتمديد فترة الاستنزاف بما يفاقم تكاليف هذه الفترة. وقالت "ان استنزاف المزيد من الوقت يهدد باطالة الازمة، خصوصاً مع محاولات الربط المفتعلة لعملية تاليف الحكومة بملف العلاقات مع دمشق".