Aug 20, 2018 6:28 AM
صحف

رسالة ايرانية من الضاحية الى السعودية!

 فيما الملف الحكومي على حاله من المراوحة، طفا على سطح الخلافات الداخلية ملف خلافي جديد، يُضاف إلى الخلاف المستمر على التطبيع مع النظام السوري، والانقسام اللبناني حوله. فقد اثار إعلان "حزب الله" استقبال امينه العام السيد حسن نصرالله وفداً من "انصار الله" اليمنية (الحوثيين)، برئاسة الناطق الرسمي محمد عبد السلام، جدلاً لبنانياً وإماراتياً ويمنياً واسعاً.

وقالت مصادر معارضة لـ"حزب الله" "ان كان في استطاعة السيد نصرالله ان يلتقي الوفد الحوثي من دون ان يُعلن عن هذه الزيارة، لكن كشف النقاب عنها يشكّل رسالة تُضاف إلى تصعيده الكلامي في خطابه الأخير، وبالتالي من الواضح ان الأمور في المنطقة بدأت تَستعر.

فنصرالله يقول للمملكة العربيّة السعودية من الضاحية الجنوبية "أنا أستقبل "الحوثيين" وأنا في مواجهة معك". فالزيارة تُشكّل رسالة بأنه لا يلتزم بسياسة النأي بالنفس، كذلك هي رسالة من قلب الضاحية ضد الرياض، وهي رسالة خطيرة، تؤكد الإصرار على إقحام لبنان في مشاكل المنطقة.

وطبعاً هذه الرسالة تضاف إلى الرسائل المتتالية منذ نحوالشهر إلى اليوم، والمتعلّقة بالتطبيع مع النظام السوري. لذلك، خلفيات عرقلة تشكيل الحكومة باتت معلومة وهي خلفيات إقليمية. فمن طرح التطبيع مع سوريا، ومن يستقبل اليوم وفداً حوثياً، ومن يتهجّم على السعودية على هذا النحو، يريد إقحام لبنان في الصراع الإقليمي.

فما يحصل ليس بريئاً ويدل إلى أن هناك رسائل إيرانية بضرورة التصعيد من اجل حرف الأنظار عمّا يجري في طهران، وعن العقوبات الأميركية، أو أن إيران ارادت القول للولايات المتحدة إنها قادرة على تحريك الساحات في المنطقة رداً على هذه العقوبات. وبالتالي، فلبنان يدفع الثمن دائماً، ولا يُفترض أن يمرّ هذا الأمر مرور الكرام، لأن السكوت عنه يعني التمادي في سياسة خرق النأي بالنفس وتحويل لبنان ساحة نفوذ وصراعات مفتوحة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o