Jul 15, 2024 2:56 PM
أخبار محلية

قبلان لرافضي الحوار: لا تراهنوا على سراب

المركزية - أحيا المجلس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى، اليوم الثامن من محرم في مقره، برعاية نائب رئيسه العلامة الشيخ علي الخطيب، في حضور  حشد من علماء الدين والشخصيات والفاعليات السياسية والنيابية والقضائية والاجتماعية والإعلامية والمواطنين.

والقى كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" النائب قبلان قبلان قال فيها: "نحن اليوم أمام كثير من القضايا والملفات، أهمها ملفان اثنان: الأول ما يجري في فلسطين والثاني ما يجري في لبنان على المستوى الداخلي والحدود، ما يجري في فلسطين اليوم هو عار على جبين البشرية كل البشرية، لأن القتل والدمار والمجازر التي تحصل كذلك لن نقرأ ونسمع عنها في تاريخنا الحديث، والجميع يشترك فيها، المشاركون والداعمون والمتواطئون والساكتون والذين يزيحون عن هذا المسار والذين يديرون ظهرهم لهذه الجرائم. المشكلة الكبرى أن ما يجري في هذا اليوم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بلبنان، وهناك من يقول لماذا أنتم منخرطون في هذا الصراع، لماذا تستشهدون على الحدود ومن أجل ماذا؟ نقول بسؤال بسيط: إذا لم نكن منخرطين في وجه هذا العدو هل تضمنون لنا أن لا تنخرط إسرائيل في قتلنا؟ هل أحد في هذا العالم يضمن لنا أننا لسنا الوجبة التالية بعد غزة أمام هذا العدو؟ من الذي يحمينا إذا أدرنا وجوهنا عن هذا العدو وأمنا جنبه؟ مجلس الامن أم الأمم المتحدة أم المجتمع الدولي أم القانون الدولي أم الأعراف والقيم والتقاليد العاجزة عن وقف هذه المذبحة الكبرى في فلسطين، وعندما نقول أننا نساند فلسطين نحن لسنا هواةً، إذا أردنا أن نكون أتباع علي ابن أبي طالب فعلينا أن نكون من يترجمون أقواله ووصيته عندما قال لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: كونا للطالب خصماً وللمظلوم عوناً، لم يُسمّ  لنا يومها لا جنسية الظالم ولا جنسية المظلوم، لا يُستثنى الظالم الإسرائيلي من الظالم الذي أراده علي ابن أبي طالب، ولا يستبعد المظلوم الفلسطيني ممن قصدهم علي ابن أبي طالب، من أجل ذلك نحن نقول لكل الذين يدعوننا إلى أن نغيّر المسار الذي نحن فيه، ستحموننا إذا حلّت ساعة الغدر الإسرائيلي فينا؟ من وقف معنا في العام 2006 ؟ ونحن اليوم في أيام حرب تموز عندما شنّت إسرائيل تلك الحرب الكبرى على مدننا وقرانا وبلداتنا وسقط منا من سقط وجرح منا من جرح ودمرت قرانا وهُجّر ابناؤنا وشعبنا".

وتابع: "نحن على يقين أن إسرائيل عندما تنتهي من غزة ستأتي إلى لبنان، لبنان المقاومة، لبنان موسى الصدر، لبنان الشهداء، لبنان الذي هزم إسرائيل من العام 1982 و 2000 و 2006، لبنان الذي مرّغ وجوه جنود الجيش الذي لا يقهر في وحول الجنوب، لن تنسى إسرائيل أنها هزمت العرب وهزمها مشروع المقاومة في لبنان، عندما تهزم أمة بأكملها وتأتي قلة قليلة وتسقط مشروع إسرائيل الكبير ستبقى اسرائيل تستعد وتتحضر وتتهيأ للساعة التي يمكنها فيها الانقضاض على لبنان، ونحن لسنا هواة موت من أجل العبث، ولسنا دعاة مقاومة من أجل الشعارات، نحن دعاة حياة كريمة إذا كنا مع الامام الحسين ومع الامام علي ابن أبي طالب، إذا كنا دعاة حياة عزيزة وكريمة يجب أن ندفع فاتورة هذه العزة والكرامة، ولا عزة ولا كرامة بدون بذل وعطاء وشهادة ومواجهة مع الظالمين مع الأعداء المتربصين على أرضنا وفي حدودنا، صحيح أننا ندفع ضريبة كبيرة هناك شهداء يسقطون، ولكن إذا لم يكن هناك شهداء يدافعون عن هذا الشعب فإن هذا الشعب كله معرض للموت وسيقتل عندها ذليلاً".

واردف: "اليوم يستشهد من يستشهد عزيزاً فيرتقي شهيداً في سبيل الله وفي سبيل هذا الخط ويحيا الآخرون بعزة وكرامة يرفعون جباههم عالية بوجه كل أولئك الطغاة ويشمخون على هذه الأمة التي تخلّت عن قيمها وعن دينها وعن قرآنها وعن كتابها والتي استسلمت والتي تتفرّج يومياً على ألاف الشهداء والجرحى وعلى الدمار، هذه الأمة التي أصبحت تجلس على أجهزة الإعلام كآلات الحاسوب لتعدّ الشهداء والجرحى ولتعدّ الدمار الذي يحلّ بأهلنا وشعبنا".

وقال: "الملف الآخر المرتبط في هذه الأيام هو الملف اللبناني الذي يبدأ من انتخاب رئاسة الجمهورية مروراً بإعادة الانتظام العام في كل مؤسسات الدولة، وقلنا ونقول وقد قالها الرئيس بري مرات ومرات ونحن في قاعة اسمها قاعة الحوار الوطني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، هذا المجلس الذي كان وما يزال جسر التواصل بين اللبنانيين بكل مكوناتهم وفئاتهم، نقول أن الحوار هو المدخل الرئيسي لإعادة انتخاب رئيس للجمهورية ولإعادة انتظام الدولة اللبنانية بكل أجهزتها ومؤسساتها، وكل رفض للحوار هو رفض لانتخاب رئيس للجمهورية وهو عناد سياسي وهو "أنا شخصية" تتحكم بالبعض الذين يراهنون على تغيرات في المنطقة أو في المحيط أو في البلد، نقول لهم لا تراهنوا على سراب، تذكروا ما حصل في 1982 وكيف سقطت الرهانات في 1983 و 1984، نقول أن المدخل والدعوة المفتوحة من دولة الرئيس الأخ نبيه بري إلى القوى السياسية الفاعلة كي يجلسوا على طاولة واحدة وكي يضعوا هواجسهم ومخاوفهم وتحفظاتهم كي يتم التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية  وبعد انتخاب الرئيس يجب ان تنتظم الحياة السياسية في البلد على مستوى الحكومة التي يجب أن تشكل حكومة جديدة".

ورأى قبلان "ان هذه الحكومة التي تعمل اليوم بنصف طاقتها هي حكومة مستهدفة كما ان المجلس النيابي مستهدف كما ان الادارات مستهدفة كما ان الهريان والفوضى التي تضرب كل مؤسسات الدولة أصحبت بشكل مخيف مريب على كل المستويات، الخلافات بين هذا الوزير وذاك الوزير، وهذا الجهاز وذاك الجهاز، وهذه المؤسسة وتلك المؤسسة والخلاف الذي يعصف بالقضاء والاجتهادات والأحكام التي ليس لها مثيل على كل المستويات، كلها أخطار تحيط بهذه الدولة، وهناك من يعمل كي يسقط الهيكل كل الهيكل كي لا يبقى أي أمر صامدا وواقفا في هذا البلد خدمة للعدو والإسرائيلي الذي يعتبر أن كل خلل لهذا البلد في مصلحة العدو، لأن كل خلل هو عملية إرباك لمشروع المقاومة وهو عملية إشغال للأعين الشاخصة على الحدود وهو طعن بالظهر للذين يوجهون وجوههم لهذا العدو والإسرائيلي".

واضاف: "نقول للجميع يجب أن تعودوا إلى دينكم وإلى أوطانكم وإلى ضمائركم، يجب أن يجلس الجميع ويتحاور من أجل إخراج هذا البلد، فوق هذا ومع هذا وإلى جانب هذا نحن لدينا عدو مشغولون فيه، لدينا عدو اسمه اسرائيل متربص بنا ولن ندير وجوهنا عن هذا العدو ولن نأمن له، سيبقى عدواً في الماضي والحاضر وفي المستقبل ولن نمكّنه من الانقضاض علينا مهما كلف ذلك حياتنا العزيزة أو موتنا الكريم، ألسنا مع الحسين الذي بذل حياته من أجل عزة وكرامة هذه الأمة؟"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o