Aug 17, 2018 6:46 AM
صحف

رسالة تحذيرية.."اعذر من انذر"!

مع الفشل في تأليف الحكومة، استمر الانقسام الداخلي حول مسألة اعادة العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا. ونُقل عن مصادر "القوات اللبنانية" قولها "ان إحياء العلاقات اللبنانية - السورية هو افتعال مقصود من بعض القوى السياسية بغية إعادة ربط لبنان بسوريا ربطاً بحاجة النظام السوري إلى دور إقليمي يستعيد عبره شرعيته المفقودة داخل سوريا وخارجها"، واستغربت "هذا الاستعجال في تطبيع العلاقات قبل ان تكون الحرب قد انتهت ونشأ نظام جديد يحظى بمشروعية سورية وعربية ودولية".

ووضعت المصادر موقف الحريري "في إطار الرسالة التحذيرية من ان الإمعان والإصرار على التطبيع سيقود حُكماً إلى عدم تأليف الحكومة او شلّ الحكومة متى تألّفت، لأن هذا الموضوع من المواضيع الخلافية التي تم الاتفاق على استبعادها عن النقاش، واي محاولة لإدخالها في صلب النقاش السياسي ستقود إلى إحياء الانقسام العمودي وليس إحياء العلاقات بين لبنان وسوريا". ودعت المصادر "إلى سحب هذا الموضوع من التداول إلا في حال وجود توجه لإحياء الانقسام السياسي"، وقالت "يخطئ من يعتقد ان في إمكانه إمرار التطبيع، ومن يعتقد خلاف ذلك ما عليه سوى المحاولة وسيتحمّل امام الشعب اللبناني مسؤولية الإطاحة بالانتظام المؤسساتي والاستقرار السياسي والنأي بالنفس، ورسالة الحريري هي على طريقة "اعذر من انذر»، لأن هناك من يحاول تهريب التطبيع، الأمر الذي لن يتحقق.

بدورها، أكدت مصادر الحزب "التقدمي الاشتراكي" "ان محاولات التسلل المتكررة التي تقوم بها جهات رسمية او غير رسمية في لبنان لتطبيع العلاقات مع النظام السوري وإعادة إحياء حقبات قديمة مضى عليها الزمن ودفع اللبنانيون في سبيل التخلص منها الاثمان الباهظة، من شأنها ان تضع مزيداً من العراقيل امام عملية تأليف الحكومة. وواضح ان مسألة العلاقات اللبنانية ـ السورية ليست محل إجماع وتفاهم وطني، هناك عدد من القوى التي تعترض عليها وفي مقدمها الرئيس المكلف سعد الحريري. وبالتالي، إعادة الانتظام للقنوات الرسمية في العلاقة المشتركة بين اي بلدين لا يمكن ان تتمّ من دون قبول رئيس الحكومة، فكم بالحري بالنسبة الى بلد مثل لبنان حيث القضايا الكبرى تتطلب تفاهماً وطنياً وإجماعاً داخلياً ليست ظروفه متوافرة حتى الآن. وبالتالي، ندعو الى عدم التسرّع في هذا الامر لأنه يَمس بتضحيات شريحة كبيرة من اللبنانيين، واذا كانت الظروف الاقليمية او الدولية توحي بأن نظام الاسد سيبقى في موقعه، فهذا لن يمحو ما قام به في خلال السنوات الماضية من قتل وتدمير وتهجير الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o