Jul 11, 2024 3:19 PM
خاص

اقتراح بريطانيا تكثيف ابراج المراقبة الحدودية من افشله...الحزب ام اسرائيل؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- لم يعد من مجال للشك في مدى ارتباط الجبهة الجنوبية اللبنانية بإعلان فصائل المقاومة في فلسطين انتهاء الحرب على غزة. كل قيادات الحزب تكرر منذ 8 تشرين الاول الماضي المقولة نفسها،
وقد ذكّر بها امس نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم " نحن في لبنان إن أوقفوا في غزة سنوقف وإن أكملوا سنكمل". المعطيات المتوافرة في شأن مفاوضات الدوحة تؤشر الى ايجابيات واسعة قد تفضي في وقت غير بعيد، إن لم يطرأ ما ينسف التقدم، الى نجاح ينقل الواقع الى المرحلة التالية، ، وقد طال انتظارها.

استباقا للتطورات هذه، وبينما تجهد كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وقطر ومصر لمنع الحرب الشاملة وحماية لبنان وسيادته وضمان استقراره، كما أمن اسرائيل ، وهو الاولوية على الارجح لدى هؤلاء، تحركت بريطانيا طارحة عرضا يناسب خطة اليوم التالي في جبهة جنوب لبنان ومقترحة آلية تنفيذية قبل تطبيق القرار 1701 ، سعت الى تسويقها لدى حزب الله واسرائيل  تقضي بمراقبة الحدود من خلال توسيع شبكة ابراج المراقبة المنتشرة شرقا وامتدادها  شمالا وجنوبا من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا ، بما يضمن عدم خرق القواعد التي سيتم الاتفاق عليها، على ان تُشَيّد الابراج بتقنيات متطورة وتوجه الكاميرات الى العمق الاسرائيلي، ضمن مواقع عسكرية للجيش اللبناني، على غرار الموجودة راهنا ، بالتوازي مع نشر فوج حرس حدودي يؤازرها تتكفل الجهات الدولية الداعمة للمؤسسة العسكرية وغيرها بتمويل الخطة الكفيلة بضبط الامن وتثبيت الهدوء على الحدود وتأمين الاستقرار في جنوب لبنان وشمال اسرائيل.

وفي حين صوبت  مصادر الحزب  سهامها على الخطة رافضة نصب ابراج داخل الحدود اللبنانية، لا سيما في الجنوب والشمال وتحديدا في مناطق تواجد الحزب العسكري قرب الحدود مع سوريا اعتبارا من عرسال، بما يعيق حركته، تقول اوساط سياسية قريبة من الضاحية  لـ"المركزية" ان اسرائيل رفضت العرض البريطاني واشترطت توجيه الكاميرات  الى الداخل اللبناني لمراقبة حركة حزب الله في الجنوب.علما ان اسرائيل اكدت انها لن تتوقف عن اتخاذ الاجراءات التي تناسب امنها بما في ذلك "استمرار الطلعات الجوية عبر طائراتها او مسيراتها لضمان مراقبة ما يقوم به حزب الله.  وتضيف ان تل ابيب تحول  دون حصول لبنان على مساعدة امنية بريطانية لضمان امن الجنوب، وتصر على تطبيق القرار 1701 بحذافيره واقامة منطقة عازلة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلحيين غير الشرعيين. وتسعى عشية تجديد تمديد مهمة اليونيفيل في مجلس الامن الدولي ان تدخل تعديلا الى متن القرار تضع تنفيذه تحت الفصل السابع. الا ان اوساطا دبلوماسية تتابع الملف عن كثب تؤكد استحالة التعديل  لان فرنسا "الممسكة بالقلم" عازمة على اقتراح تجديد روتيني من دون اي تعديل لاستحالة حصوله  في ظل الوضع الدولي القائم وعدم وجود اتفاق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن.

على اي حال، وفي انتظار تظهّر الخيط الابيض التسووي من الاسود الممكن ان يفجر المنطقة، إن استمر نتنياهو على تعنتّه، مراهنا على تبدلات جوهرية من ضمنها امكان فوزحليفه دونالد ترامب في الانتخابات الاميركية ،ستبقى الحيرة تعتري الجهات الراعية لمفاوضات غزة ومعها اعصاب اللبنانيين مشدودة الى ما قد تفضي اليه لتحديد مصير جبهة الجنوب ومستقبل لبنان عموما والمنطقة الحدودية شبه المُسَوَية بالارض جراء الدمار الهائل اللاحق بها، في شكل خاص.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o