Jul 10, 2024 3:21 PM
خاص

نتنياهو يريدها آخر حروب المنطقة...هذه شروطه لانجاح مفاوضات غزة

نجوى ابي حيدر

المركزية- مع وصول الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى الدوحة للمشاركة في محادثات التهدئة في غزة، وعشية زيارة لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة الاميركية، تشهد ساحة المبارزة بين اسرائيل وحماس اقصى درجات شد الحبال لتحصيل القدر الاكبر من المكاسب قبل بت مصير المفاوضات ،وتاليا التسوية التي عبّدت حماس طريقها بتراجعها عن شرط الوقف الدائم لاطلاق النار او الهدنة الثابتة بضمانة اميركية مصرية قطرية، واكتفت بصيغة وقف العمليات العسكرية التي رفضتها سابقا، كما رفضها حزب الله حينما عرضها عليه الموفد الاميركي آموس هوكشتاين عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري.

تنازل حماس، واكبته اسرائيل  بتنفيذ الشروط القاضية باطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين المحتجزين، مقابل افراج حماس عن الاسرى الاسرائيليين لديها والالتزام بشروط الهدنة والتفاصيل التي تضعها لجان مشتركة تعقد اجتماعات في الدوحة عبرمفاوضات غير مباشرة للوصول الى الاتفاق.

في قراءة لمصدر دبلوماسي غربي في الموقف الفلسطيني المستجد والتراجع بعد الرفض، يعتبر ان حماس ارادت بموقفها هذا تسليف الرئيس الاميركي جو بايدن في معركته الحامية ضد غريمه دونالد ترامب ورقة قوية تعززموقعه لمنع وصول المرشح الجمهوري الذي، اذا ما وصل، سيكون اكثر تشددا ويقدم الدعم المطلق لاسرائيل. بالورقة هذه تعطي حماس ادارة بايدن ما يدفعه للضغط على  نتنياهو للقبول بالمقترح الاميركي وعدم المراوغة كسبا للوقت حتى موعد زيارته واشنطن، والهروب من الضغوط الممارسة عليه من الاتجاهات كافة، لاسيما تلك المتصلة بقبول حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

المعطيات اياها نقلها وفد من حماس الى حزب الله الذي سارع الى الموافقة عليها، فأكد نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم ان فور الاعلان عن وقف النارفي غزة نوقف النار في الجنوب دون نقاش وكرر الموقف اليوم قائلا:نحن في لبنان إن أوقفوا في غزة سنوقف وإن أكملوا فسنكمل".. كما ابلغ وفد حماس الاتجاه هذا الى قيادتي "الجماعة الاسلامية"  وانصار الثورة في اليمن، ووفد من فصائل المقاومة العراقية. 

في المقابل، يمضي نتنياهو في تحايله على المفاوضين ، يراوغ محتفظا بأوراقه، ويترك الباب مفتوحاً على الاحتمالات كافة بما فيها التصعيد الميداني، والعمليات الامنية، حتى اذا ما وصل الى واشنطن تنحدر المطالب الاميركية من مرتبة القبول بالطرح الاميركي الى التهدئة العسكرية. والا وخلاف ذلك، يريد رئيس حكومة اسرائيل الحصول على ضمانة بأن تكون غزة آخر حروب المنطقة وبداية السلام الشامل. ويفند المصدر الدبلوماسي شروط نتنياهو التي سيطرحها في واشنطن بـ:  تعزيزالعلاقات الاميركية- الاسرائيلية وعودتها الى سابق عهدها ، تزويد تل ابيب بالسلاح الذي تريد، ضمان مستقبله السياسي الداخلي في مواجهة الحملة الشرسة التي يتعرض لها من المعارضين.اما في شأن مفاوضات غزة فيشترط، ان اي اتفاق لوقف النار في غزة لا يمنع اسرائيل من مواصلة القتال حتى تحقيق اهداف الحرب، لأن امنها فوق كل اعتبار ولا يمكن التفريط به، خصوصا انه اليوم في مرحلة الخطر.

تبعا لذلك، يعتبر نتنياهو ان عملية "طوفان الاقصى"  شكلت حربا وجودية مصيرية لاسرائيل لا يمكن بأي شكل التسليم بخسارتها  امام  حماس، والا ستكون مرشحة للتكرار. من هنا تأتي مطالبته بأن تكون اخر الحروب وبعدها  السلام  والتطبيع .وخلال حقبة الهدنة ، والى حين نضوج التسوية ، يشترط نتنياهو منع اي تحرك عسكري لحماس داخل غزة  ووصول السلاح ، وعودة المسلحين الى شمالها ،الا بعد الحل الشامل. اتفاق كهذا يوجب حتماً ضمانة اميركية- مصرية قطرية... فهل تنجح؟ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o