Jul 04, 2024 3:48 PM
خاص

صراعات المنطقة حرب بالواسطة ...وغزة تمنع التطبيع

نجوى ابي حيدر

المركزية- فوق ساحات دول الشرق الاوسط تخوض ايران حربا بالواسطة لمنع نزع مبررات وجود اذرعها العسكرية  وتاليا اوراق قوتها المستخدمة في ملفها الاستراتيجي النووي. هي وظفت كل مكامن تواجدها ونقاط قوتها للغاية. من اليمن الى العراق ومن لبنان الى غزة من دون ان تتكلف رصاصة او تخسر جندياً، لا بل وحينما "بلغ الموسى الذقن" تنصلت من اي صلة لها على غرار ما فعلت اثر عملية طوفان الاقصى مطلع تشرين الاول الماضي حينما نفت اي علاقة لها بما فعلت حماس وما ترتب جراء "فعلتها" من مجازر ووحشية اسرائيلية، جاءت ردا على دخول حماس مستوطنات الغلاف وأسر اسرائيليين وأجانب واطلاق اكثر من 5 الاف صاروخ على اسرائيل التي عاش سكانها رعبا وخوفا على المصير والكيان.

وكي لا تبقى حماس وحيدة، أوعزت طهران في اليوم التالي الى حزب الله بفتح جبهة جنوب لبنان للإشغال والمساندة، وتبين لاحقا وحتى اللحظة، انها لا شغلت اسرائيل ولا ساندت الغزاويين وقضيتهم، وقد تدمر القطاع وقتل ما يناهز الاربعين الف انسان واصيب اكثر من مئة الف وتهجّر ما يفوق المليوني مواطن، في حين دمرت اسرائيل جنوب لبنان وهجرت اهله وشردتهم واحرقت ارزاقهم وقتلت ما قتلت واصطادت قيادات في الحزب . كل ذلك مقابل رشقات صاروخية في الاتجاه الاسرائيلي، وسط تخوف بلغ حدّه من جر لبنان برمته الى حرب شاملة مع اسرائيل، ستكتب نهايته إن حصلت.

ولأن فلسطين قضيتها المركزية وورقتها الاساس للإبقاء على سيطرتها على العرب الذين تقاتل بشعوبهم باسمها وتستثمرهم في مفاوضاتها النووية لتحصيل المكاسب الخاصة، ولما استشعرت خطر انهاء القضية حينما انطلق قطاع التطبيع العربي، صوّبت سهامها الى حيث يجب مستهدفة مشروع التطبيع الذي كاد يشارف دول الخليج برمتها بعدما طبّعت الامارات العربية المتحدة واشترطت المملكة العربية السعودية اعتراف تل ابيب بحل الدولتين للتطبيع، فجاءت عملية طوفان الاقصى لتفرمل المسار، وقد مضى اكثر من تسعة اشهر من دون ان تتوقف الحرب او يحسمها اي طرف لمصلحته فيما تتعرقل حتى الساعة المفاوضات الهادفة الى ارساء تسوية .

تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان ما يدور على الملعب الفلسطيني من حرب ودمار وتهجير لا يخدم القضية الفلسطينية بأي شكل لا بل انعكس ضررا عليها ، وهو ليس سوى حرب بالواسطة بين واشنطن وطهران، لأن الحرب المباشرة مدمرة للمنطقة برمتها وقد تتحول حربا عالمية ثالثة. من هنا ، تبرز أهمية الجهود والوساطات التي تبذلها الولايات المتحدة  لمنع تدحرج المواجهات على الحدود اللبنانية مع اسرائيل الى حرب شاملة، خصوصا ان ايران تهدد بالوقوف الى جانب لبنان ان اقدمت اسرائيل على شن الحرب. وقد أكد  مستشار الشؤون ‏الخارجية للمرشد الايراني علي خامنئي أن" إذا شنت إسرائيل ‏هجوماً شاملاً ضد حزب الله فإنها ستخاطر بإشعال حرب ‏إقليمية تدعم فيها طهران و"محورالمقاومة"وحزب الله "بكل ‏الوسائل".‏ لكنها ،وفي اطار ازدواجية المواقف والمعاييرالتي تشتهر بها طهران،  نقلت صحيفة "فايننشال تايمز"عن مستشارالخارجية ‏للمرشد الإيراني أن إيران "غير مهتمة" بحرب إقليمية ‏وتوسيع الحرب ليس في مصلحة أحد.

جلّ ما تسعى اليه الجمهورية الاسلامية اذاً، ابقاء التوتر قائما في المنطقة واستمرار القضية الفلسطينية نازفة لمنع التسوية ، بغية استثمارها في مفاوضاتها وتوسيع نفوذها الاقليمي ، فهل  يعي العرب مخططاتها ، أم ثمة ما زال مقتنعاً ومؤمناً انها حامية العرب والمدافعة عن احقية قضيتهم المركزية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o