البيت الأبيض يُكذب "نيويورك تايمز".. "بايدن لن يتنحى"

سارع البيت الأبيض إلى نفي ما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس جو بايدن أبلغ أحد مناصريه أنه يدرس ما إذا كان سيستمر في السباق الرئاسي.

المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس ردّ على الفور على ما جاء في الصحيفة، وقال عبر منصة إكس، إنّ "هذا غير صحيح تماماً. لو أعطتنا صحيفة نيويورك تايمز أكثر من سبع دقائق للتعليق لكنّا أخبرناها".

وكانت الصحيفة نقلت عن أحد المقرّبين منه من دون أن يذكر اسمه قوله "إنه يعلم أنه إذا واجه حدثين آخرين من هذا النوع، فستكون الأمور مختلفة تماماً". وأشار إلى أنّ بايدن يتساءل في المجالس الخاصّة عن مستقبل ترشّحه.

و ذكرت أن بايدن أبلغ أحد حلفائه أنه يعلم أنه قد ينسحب من سباق الرئاسة إذا لم يتمكن من إقناع الجمهور في الأيام المقبلة أنه مستعد لتولي المنصب.

والتقرير الذي نشر الأربعاء، يأتي بعد أيام من أداء بايدن في مناظرة أمام منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي وصف بـ"الكارثي".

ونقلت الصحيفة عن هذا الحليف قوله إن بايدن "يعلم أنه إذا كان لديه حدثان آخران من هذا القبيل (مناظرتان)، فنحن في مكان مختلف"، في تلميح للتنحي على ما يبدو.

ويستقبل حكّام الولايات الديموقراطيين

ويستقبل بايدن اليوم الأربعاء حكّام الولايات الديموقراطيين بهدف محاولة طمأنتهم بشأن قدرته على مواصلة حملته الانتخابية للفوز على دونالد ترامب، الأمر الذي تُثار حوله الكثير من الشكوك منذ المناظرة الفاشلة التي خاضها مع ترامب الخميس الماضي.

إجراء مقابلة تلفزيونية الجمعة

ويعتزم بايدن إجراء مقابلة مع قناة "ايه بي سي" الجمعة وعقد مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل، بهدف إظهار قدرته على التحدّث بطلاقة.

أمّا في ما يتعلّق بالأداء الضعيف الخميس، فقد كانت "ليلة سيئة" بالنسبة إلى مرشّح كان يعاني من أكثر من "نزلة برد"، وفقاً لمناصري جو بايدن.

غير أنّ الأخير قدّم الثلاثاء توضيحاً آخر. وقال للمانحين إنّه "لم يكن من الذكاء السفر حول العالم عدّة مرّات" قبل وقت قصير من المناظرة، مضيفاً أنّ هذا الأمر دفعه إلى "النوم تقريباً على المنصّة".

وبعد حوالي أسبوع، لا يزال الرئيس الأميركي بعيداً من محو الانطباع المحبِط الذي تركته 90 دقيقة تلعثم خلالها في بعض الأحيان أو حملق في الفراغ، كما فقد تسلسل أفكاره في أحيان أخرى.

ويأتي ذلك بعدما تساءل عدد من الديموقراطيين، بمن فيهم شخصيات بارزة في الحزب مثل نانسي بيلوسي، بشأن صحة بايدن العقلية فيما برزت مطالبات بانسحابه حتى لو كانت هذه الدعوات لا تزال حتى الآن مقتصرة على برلمانيين قلائل وغير معروفين.

ومن المقرّر أن ينعقد لقاء الحكّام مع الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً عند الساعة 22,30 بتوقيت غرينتش في البيت الأبيض. ويوجد في الولايات المتحدة حوالي عشرين حاكم ولاية ديموقراطيين، غير أنّه لم يتمّ الإعلان عن القائمة المحدّدة للمشاركين في الاجتماع.

"نقاش صحي"

وقال جي بي بريتسكر الحاكم الديموقراطي لولاية إيلينوي على شبكة سي إن إن مساء الثلاثاء، "سنُجري نقاشاً صحياً مع الرئيس".

وأضاف "في الوقت الحالي، جو بايدن هو مرشّحنا، أنا أؤيد ترشيحه بنسبة مئة في المئة ما لم يتخذ قراراً آخر، وفي هذه الحالة سنناقش جميعاً أفضل مسار نتبعه".

ويعتبر حاكم إيلينوي وحكام كاليفورنيا غافين نيوسوم وميشيغان غريتشن ويتمر وبنسلفانيا جوش شابيرو، مرشّحين محتملين في المستقبل للرئاسة.

ولكن لم يشكّك أحد علناً حتى الآن في ترشح جو بايدن الذي حقّق فوزاً في الانتخابات التمهيدية.
ولم تُظهر استطلاعات الرأي التي أُجريت بعد المناظرة تغييرات كبيرة، ممُا يُثبت أنّ الأميركيين لم ينتظروا هذه المناسبة كي يقلقوا بشأن الرئيس الأكبر سنّاً في تاريخ الولايات المتحدة، غير أنّ هذه الاستطلاعات أظهرت تقدّماً بسيطاً لدونالد ترامب.

أميركاأميركا وبايدنملمحاً بالتنحي .. بايدن يقر لأول مرة بصعوبة ترشيحه بعد المناظرة الكارثية

ومنح استطلاع نشرته شبكة "سي بي اس" الأربعاء الرئيس السابق دونالد ترامب 50 في المئة من نوايا التصويت مقابل 48 في المئة لمنافسه الديموقراطي على المستوى الوطني، و51 مقابل 48 في المئة في الولايات الحاسمة.

ويسكونسن وبنسلفانيا

وفي إطار حملته الانتخابية، يتوجّه جو بايدن في الأيام المقبلة إلى ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا اللتين تعدّان "ولايتين متأرجحتين" حاسمتين في السباق إلى البيت الأبيض.وبثّ فريق حملته الأربعاء فيديو جديدا بعدما أقرّت المحكمة العليا الاثنين تمديد الحصانة الرئاسية لترامب، في ما يشكّل انتصاراً له خصوصاً في مواجهة الاتهامات الجنائية التي وُجهت إليه.

وزار جو بايدن فرنسا وإيطاليا في حزيران/يونيو، ثمّ عاد إلى الولايات المتحدة في 15 حزيران/يونيو، قبل 12 يوماً من المبارزة التلفزيونية ضدّ دونالد ترامب والتي أمضى ستة أيام في التحضير لها من دون جدول أعمال رسمي أو ظهور علني خلال هذه الفترة.

المصدر: فرانس برس