بكركي ترمم العلاقات مع الشيعي الاعلى...ترفُّع ومسامحة ام تنازل؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- على مختلف الجبهات تتحرك القيادات الروحية المسيحية لرأب الصدع في جدار العلاقات المرتفع بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بعد مقاطعة الشيخ علي الخطيب اللقاء الوطني الروحي الجامع مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.

ولأن المقاطعة بين القيادات الروحية لا تنم عن احترام اسس الدين ومبادئه اكان في المسيحية او الاسلام، اللذين يدعوان الى المحبة والمسامحة والغفران، تحركت سريعا الاتصالات عبر الوسطاء بين المقرين الروحيين ونشطت اللقاءات لاعادة ترتيب العلاقات، حتى ان رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم شارك في احتفال اطلاق كتاب الغدير والامامة برعاية المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في ظل هجوم عنيف تعرض له البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وبكركي على خلفية اشارته في عظة الاحد الى "العمليات الارهابية" من لبنان . واعلن ابو كسم لاحقا أن "مشاركته في الاحتفال لم تكن باسمه الشخصي، بل بتكليف من البطريرك الماروني "، مشددا على أن "بكركي لا تقاطع أحدًا وهي تتعاطى مع القضايا بترفع". .

وفي الاعقاب زار النائب فريد هيكل الخازن بكركي مستنكرا الكلام ضده،ا ومؤكدا ان البطريرك لم يتهم حزب الله بالارهاب ، ثم كان توضيح في السياق من المستشار الاعلامي في الصرح وليد غياض صب في الاطار نفسه.

وفي السياق ومنذ يومين، زار راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في اطار مهمة معينة، وتم البحث في الشؤون العامة والمستجدات على الساحة اللبنانية.

اما اليوم ، فاستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.ورحّب الخطيب بالوفد في بيت اللبنانيين الذي أطلق مؤسسه الإمام السيد موسى الصدر مقولته التي أصبحت مقدمة للدستور اللبناني: "لبنان وطن نهائي لجميع بنيه"، ونحن في المجلس نعتبر ان اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، والمسلم مسؤول عن حفظ أخيه المسيحي كما المسيحي مسؤول عن حفظ أخيه المسلم، و التمايز المذهبي للمواطنين لا يعطي تمايزاً في الحقوق والواجبات، والتعصّب والتطرف لا يبني وطناً.وشدّد على ضرورة تمتين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين الذين نعتبرهم أهل كتاب، و صفة أهل كتاب ليست اساءة ولا دونية وإنما مساواة لأننا ايضاً أهل كتاب ونشترك معهم في القيم الاخلاقية والمعنوية، وتعزيز الحوار بين اتباع الديانتين ، وان يبقى الحوار قائماً بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية تمهيداً لتشكيل حكومة تعيد انتظام عمل المؤسسات وتتصدى للازمات المتفاقمة .

من جهته، قال المطران "كان لقاءً أخوياً و جيداً جداً، تحدّثنا فيه عن القيم الجامعة بين اللبنانيين وبين أهل الأديان، وواجبنا أن ندخل في حوار صريح من أجل لبنان ومن أجل المنطقة بأسرها لأن لبنان له رسالة خاصة في هذا المجال، نحن وأنتم أيها الاخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى، والعلاقة بيننا هي علاقة مستمرة وقوية كما أكد سماحته هذا الصباح، نحن نعمل من أجل لبنان ومن أجل رسالته ومن أجل الحوار الإسلامي المسيحي الذي هو أساس هذا الوطن.

وفي ما لوحظ ان المبادرة تأتي من جانب واحد ،وفي وقت تحدثت المعلومات عن ان لقاء مطر- الخطيب، أسس للقاء بين الأخير والبطريرك الراعي في وقت قريب، افادت مصادر مشاركة في اللقاء "المركزية" أنه أرسى لتفاهمات كانت موجودة اساسا وما جرى لا يعدو كونه غيمة صيف عبرت. اما اللقاء بين البطريرك والشيخ الخطيب فوارد، لكن لا موعد محدد حتى الساعة.

العلاقات على سكة العودة الى طبيعتها بين الصرح البطريركي والمجلس الاسلامي الشيعي اذاً، من دون ان يعني ذلك ان ايا من الطرفين سيبدّل موقفه الاستراتيجي في ما يتصل بسيادة لبنان ودوره وسلاح المقاومة، تختم المصادر. فهل العودة هذه من باب الترفّع عن الصغائر، كما اعلن ابو كسم ، بعدما شن الجيش الالكتروني للثنائي الشيعي هجوما لاذعا على بكركي وسيدها بإيعاز من قياداته، ام ان الامتعاض المسيحي من التنازل البطريركي لمصلحة من يحرّكه حزب الله صائب وفي موقعه؟