Jul 03, 2024 7:39 AM
صحف

التهديد يتراجع والدبلوماسية تتقدّم.. وطهران: سندعم "الحزب"

يستمر الجمود على جبهة الاستحقاق الرئاسي، وكل المؤشرات تدل الى انه سيطول في غياب ايّ تحرك فاعِل لتحقيق إنجازه خلال الشهر الجاري، و قبل انصراف العواصم المهتمة بلبنان، ولا سيما منها واشنطن، باستحقاقاتها الرئاسية وغيرها فضلاً عن الانشغال بصعود اليمين في اوروبا، والذي يطرح تساؤلات كثيرة عما سيؤدي إليه عالمياً مع استمرار الحرب الاوكرانية ـ الروسية، وكذلك استمرار الحرب الاسرائيلية على غزة وعلى الجبهة الجنوبية اللبنانية والتي تلوّح اسرائيل بتوسيعها متجاهلة التحذيرات الاقليمية والدولية من حرب شاملة. وقد نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن الدكتور كمال خرازي مستشار المرشد الايراني للشؤون الخارجية قوله: «في حالة نشوب نزاع شامل ستكون هناك فرصة لتوسيع الحرب لتشمل المنطقة بكاملها، حيث ستشارك جميع الدول بما في ذلك إيران». واضاف: «في حالة الحرب الشاملة لن يكون أمامنا خيار سوى دعم «حزب الله» بكل الوسائل».

تتجه الأنظار الى باريس، حيث يتوقع انعقاد لقاء بين الموفدين الرئاسيين للشؤون اللبنانية الفرنسي جان ايف لودريان والاميركي عاموس هوكشتاين للبحث في بعض النقاط التي اعتبرت نقاطاً مشتركة بين المشاريع الفرنسية والاميركية الخاصة بالحدود الجنوبية وآلية التوصّل الى وقفٍ ثابت ومُستدام للنار في قطاع غزة لينسحب على الفور الى الحدود الجنوبية.

وعشيّة اللقاء قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ لبنان لم يتبلّغ الأفكار المطروحة للبحث بين لودريان وهوكشتاين، ولكن اذا شَكّل اللقاء استكمالاً لزيارتي الرجلين الى بيروت فإنّ البحث سيتركز على عنوانين أساسيين:

– الاول، مدى تجاوب الجبهة اللبنانية مع أي قرار لوقف النار في غزة. ذلك انّ إسرائيل لا ترغب في ان تسيطر الآلية التي يريدها «حزب الله» على الوضع الحدودي الشمالي ليستمر الحزب مُتحكماً بمجرى العمليات العسكرية أو بالهدوء، خصوصاً انّ تل أبيب تخشى ان يحتسب الحزب اي عملية امنية في قطاع غزة سببا لخرق وقف النار في الجنوب.

– الثاني، انّ اي وقفٍ للنار يجب ان يقود «الثنائي الشيعي» واللبنانيين الى فك العقَد التي تحول دون دعوة مجلس النواب الى جلسة انتخاب الرئيس أيّاً كانت الاسباب التي تعوق هذا الإنجاز، فالعاصمتان تخشيان من حال الفلتان ان لم ينتخب الرئيس. وإنّ ايّ اتفاق امني او سياسي بالحجم المطروح، مهما تقدمت المفاوضات في شأنه مع اي مسؤول لبناني لا يمكن تنفيذه في غياب رئيس الجمهورية. وانّ اختيار الرئيس الذي سيكون أسير هذه المعادلة لن يكون حاكماً فعلياً ولن يُصالح اللبنانيين فيما بينهم ان لم يكن سبباً لمزيد من الانشقاق.

والى ان تتكَشّف حصيلة هذه المشاورات فإنّ الادارتين الفرنسية والأميركية تعيشان حالاً من القلق على عتبة دخولهما استحقاقين رئاسيين متشابهين. ففي باريس يشعر الرئيس ايمانويل ماكرون أنه سيكون مطوّقاً بحكومة تُعارضه في حصيلة الانتخابات التشريعية في دورتها الثانية الأحد المقبل. فيما سيدخل الرئيس جو بايدن مدار انتخابات رئاسية صعبة في مواجهة منافسه دونالد ترامب وسط نقاش ان كان بقاؤه مرشحاً سيكون لمصلحة الحزب الديموقراطي.

وخلصت المصادر الى القول «انّ التجارب السابقة علّمتنا ان تتوافق الافكار الفرنسية والأميركية ولكننا لسنا على علمٍ ببنود كثيرة يمكن ان تشكّل ورقة عمل مشتركة بينهما. وإن بقيت الامور على عواهنها كما عهدناها ولم يطرأ اي جديد مفاجىء على مستوى العلاقة بين باريس واشنطن او على مستوى دول المجموعة الخماسية من أجل لبنان، فإنّ اي إنجاز يمكن ان يؤدي الغاية المطلوبة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة ولبنان ما زال بعيد المنال».

وفي هذا الإطار نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر مطلعة قولها انّ محادثات هوكستين ولودريان ستكون حول لبنان. ونسبت إلى مصادر قريبة من لودريان انه «سيجتمع مجددًا بهوكستين كما يفعل بانتظام».

وقال مصدران آخران إن هوكشتاين سيلتقي كذلك مستشارًا في الخلية الديبلوماسية في قصر الإليزيه. وهي، وفق ما أشارت «فرانس برس»، خلية نَشطة منذ أشهر مع وزارة الخارجية للعمل على تجنّب حصول تصعيد عند الحدود الجنوبية للبنان.

وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان الأسبوع الماضي إن فرنسا التي تطلب «تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي»، تبقى «ملتزمة تماماً الحؤول دون أيّ خطر تصعيد على الخط الأزرق والتوصّل الى حل ديبلوماسي». والخطّ الأزرق يشكّل الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.

المصدر - الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o