Jun 29, 2024 10:52 AM
مقالات

استسلام أم مقاومة؟!

كتب البروفيسور إيلي الزير: الاستسلام للواقع المزري الذي نعيش به منذ العام 2019 حتى هذه اللحظة، لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال أن نعتبره إيماناً بالقدر، لأنّ الإيمان يرادف فعل المقاومة والمواجهة وبالتالي إن كنّا نؤمن بالله وبالوطن علينا كمواطنين صالحين أن نقاوم هذا الواقع المرير الذي نعيشه.

الإنسان هو الذي يصنع مستقبله ويحدّد مآلاته. المقاومة المطلوبة منّا كمواطنين تكون عبر التمسّك بالدولة ومؤسساتها والدستور والقوانين الصادرة عنه. إنّ تخلّي البعض عن الدولة والدستور لا يجب أن يشكّل لنا عذراً أو مبرراً كي نتخلى نحن بدورنا عن الدولة ودستورها. لا شيء يحمينا ويحقق أحلامنا وأحلام أولادنا إلا في الحفاظ على الوطن، ولا يمكن الحفاظ على الوطن من دون الحفاظ على الدستور ومؤسسات الدولة.

لقد وصل لبنان إلى حالة من الاهتراء الكبير الذي طال كافة المؤسسات رسمية وغير رسمية، اقتصادية وأكاديمية وأهلية. هذا الاهتراء قادرون نحن اللبنانيين أن نواجهه بالإصرار على الحياة ومواجهة ثقافة الموت وعدم الاستسلام لهذه الثقافة وظلامها. إنّ هذه الارض التي نعيش عليها لا يمكن استبدالها بوطن آخر نُهاجر إليه، ولا يمكن الاستغناء عنها تحت أي حجة تساق من أجل التضليل والتدليس. فأي صفة تُمنح لنا في أي دولة أخرى لا تصل إلى رتبة مواطن. نحن خارج هذه الأرض إمّا مهاجرون أو لاجئون أو نازحون. وحدها هذه الأرض تمنحنا صفة المواطنة، فيها نكون لبنانيين على أرضٍ لبنانية. ما يوجد تحت هذه الأرض من تاريخ ورفات أحبة أكبر بكثير من ما يوجد فوقها.

إنّ وطننا يمرّ بمرحلة مصيرية ونحن بالخيار بين أمرين: الاستسلام أو المقاومة بثقافة الحياة. لا يحتمل الأمر منزلة بين المنزلتين ولا مكان للون الرمادي. إنّها لحظة الحقيقة التي علينا جميعاً مواجهتها كل في موقعه ومنصبه وداخل عائلته. فما نفع الإنسان إن ربح كل شيء وخسر وطنه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o