Jun 26, 2024 4:35 PM
تحليل سياسي

قلق فاتيكاني على لبنان واشارة الى دور عين التينة في الحل
بارولين: المسيحيون لا يتحملون وحدهم مسؤولية الشغور
زكي يؤكد دعم العرب وجولة خارجية لبوحبيب ونتنياهو على الحدود

المركزية- من عين التينة بالذات التي غاب مرجعها الروحي عن لقاء بكركي الجامع امس، وجه امين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين رسالة قوية "لمن يعنيهم الامر" باعلانه ان حل ازمة الرئاسة يبدأ من هذا المقر، وان المسيحيين يتحملون المسؤولية طبعا لكنهم ليسوا وحدهم في السلطة وعلى الاخرين تحمّل مسؤولياتهم"، واللبيب من الاشارة يفهم...

وفي وقت بقيت المقاطعة الشيعية للقاء السياسي الروحي مع بارولين في الواجهة، من خلال دفق ردات الفعل عليها كما على نداء الشيخ محمد قبلان الى بارولين بما تضمن من هجوم على الكنيسة، استكمل الكاردينال بارولين جولته اليوم فزار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعد لقاءات عدة عقدها مع شخصيات سياسية بعيدا من الاضواء، اطلق خلالها مواقف محذرة من استمرار الشغور الرئاسي ونقل قلق البابا فرنسيس جراء عدم انتخاب رئيس حتى الان.

الحل هنا: في السياق، زار بارولين قبل الظهر، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وبعد اللقاء، قال بارولين "اعتقد ان الحلّ لازمة الرئاسة تبدأ من هذا المقرّ فالافرقاء المسيحيون يتحملون المسؤوليّة طبعًا ولكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة وعلى الآخرين تحمّل مسؤولياتهم". أضاف "يوجد عِقد داخلية كثيرة تمنع انتخاب رئيس للجمهورية".

اولويات جامعة: ثم انتقل بارولين والوفد المرافق الى السراي، حيث عقد لقاء ثنائيا مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، قال ميقاتي " ثمة اولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف الى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي. ومن هذه الأولويات: - إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لأن استمرار الفراغ يتسبب بتداعيات على المستويات كافة. اعادة بناء الدولة ومؤسساتها والاحتكام الى الدستور من أجل المصلحة اللبنانية المشتركة، وتعزيز العيش المشترك. العمل على تثبيت الاستقرار الداخلي وايجاد حل للازمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة منذ سنوات. السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب ، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وذلك من أجل وضع حد لأطماع اسرائيل التوسعية وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي.

قلق البابا: بدوره، قال بارولين "أود أن أعرب عن سعادتي لزيارة لبنان الذي يراهُ البابا فرنسيس بلداً للعيش المشترك والأخوي". وأضاف: "البابا فرنسيس قلقٌ لجهة عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن". وتابع "رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم لانتخاب رئيس جديد". وأشار الى أنّ "الشرق الأوسط يعيش فترة عصيبة والبابا الذي لديه علاقات دائمة مع الفلسطينيين والإسرائيليين يدعو لإحلال السلام ووقف الصراع وإطلاق الرهائن في غزة وإيصال المساعدات من دون عوائق إلى القطاع الفلسطيني". ورأى بارولين أنّ "كل حرب تترك العالم أسوأ مما كان عليه وهي بمثابة استسلام أمام قوى الشر". وتابع "سأحمل إلى البابا الدعوة لزيارة لبنان ونأمل أن يتمكن من ذلك ويحمل المصالحة إلى هذا البلد".

لقاء ورسالة: وفيما تحدثت معلومات صحافية عن ان "الكاردينال بارولين التقى في لبنان اقلّه ٣ شخصيات سياسية وازنة بعيدا عن الكاميرات واستمر اللقاء بينه وبين أحد رؤساء الاحزاب ساعتين"، علمت "المركزية" ان اللقاء مع إحدى الشّخصيات الوازنة في مسار الانتخابات الرئاسيّة، في السّفارة البابوية هدف الى توجيه رسالة واضحة بضرورة تسهيل انتخاب رئيس جامع لا رئيس ينحاز إلى محور.كما كانت رسائل واضحة في اللّقاءات إلى أن تبنّي خيار حلف الأقليّات والقبول بالتحكّم بالدّولة من خارج الدّولة لم يكن مقبولاً في الأساس وليس مقبولاً، ومن الملحّ العودة إلى تطبيق اتّفاق الطّائف بكامل مندرجاته والقرارات الدوليّة بكامل مندرجاتها، مع تنبيه من أن طرح خيارات تفتيتية للدولة لن يكون بمصلحة سوى من يريد إنهاء النموذج اللبناني بصيغة المواطنة التي تحترم التنوّع فيه، وهذا يخدم أيضا مسعى الانقضاص على هوية لبنان من أطراف باتت معروفة، كما كانت دعوة إلى تغليب لغة العقل والحكمة تحت سقف الدستور.

زكي: رئاسيا ايضا، زار الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الذي وصل الى بيروت اليوم، في عين التينة الرئيس نبيه بري. واعتبر زكي بعد اللقاء، ان "لا بد من إبداء المرونة من قبل الجميع".وقال بعد اللقاء "إستشعرت أن الوضع الداخلي اللبناني يعاني كثيراً والشغور الرئاسي من ضمن أمور أخرى تؤثر على أداء الدولة والمؤسسات ". ورأى ، ان "اللقاءات في لبنان تشمل الحديث عن التصعيد في الجنوب". وأكد وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل، لافتاً إلى أن "الوضع الداخلي في لبنان يعاني كثيرا".

الصيفي: وزار ذكي رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مكتبه في بكفيا وتركز البحث على ملفين أساسيين، الانتخابات الرئاسية والوضع الإقليمي المتأزم والحرب التي يخوضها حزب الله في الجنوب. وأكد رئيس الكتائب رفض استئثار حزب الله بقرارات الحرب والسلم وزج لبنان في حرب لن تجر عليه سوى المآسي وقد اثبتت انها لم ولن تخدم غزة او حل الدولتين الذي يمنح الفلسطينيين حقهم بوطن قابل للحياة وهو المخرج الوحيد لوقف الحرب واستقرار المنطقة .وفي الملف الرئاسي كرر الجميّل التأكيد على موقف الكتائب الثابت ورفضه الخروج عما ينص عليه الدستور في هذا الإطار والتمسك بالعملية الديمقراطية وبضرورة انتخاب رئيس يتوافق عليه اللبنانيون ويكون قادراً على محاورة كل الأفرقاء والخارج ووضع لبنان على سكة الحلّ.

باسيل: وكان زكي التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتطرق البحث إلى الوضع الداخلي اللبناني والمبادرات الحوارية سعياً لحصول الانتخابات الرئاسية وإلى دور الجامعة العربية في المساعدة على تحقيق هذا الهدف.

مرفوض كليا: على خط المقاطعة الشيعية لبكركي، صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بيان قال فيه: الخلافات السياسية في لبنان والانقسامات بين اللبنانيين موجودة بشكل دائم ومستمر، ولكن الخطاب السياسي كان يقف دوما عند حدود الاحترام المتبادل والموضوعية في مقاربة النقاط الخلافية، إلا اننا في اليومين الأخيرين شهدنا بعضهم يخرج عن طوره باتهام الكنيسة وراعيها اتهامات مرفوضة جملة وتفصيلا، لاسيما باعتبارهما في خدمة الإرهاب الصهيوني. يستطيع المرء ان يكون له الرأي الذي يريد، ولكن لا أحد يستطيع القول ان الكنيسة وراعيها في خدمة الإرهاب الصهيوني، فهذا مرفوض كليا بين المكونات اللبنانية، وخصوصا مع مرجعية تاريخية على غرار بكركي، ولأنه بعيد أيضا كل البعد عن الواقع والحقيقة. وفي هذا السياق تجدر الملاحظة أن الكثير من اللبنانيين يشاركون بكركي رفضها الحرب الدائرة في الجنوب والتي لم تخدم غزة في شيء، لا بل دمرّت جنوب لبنان وهجرّت شعبه. إن من يخدم الإرهاب الصهيوني هو من شرّع بأفعاله جنوب لبنان للإرهاب الصهيوني. يبقى ان الحد الأدنى من الموضوعية، كما الحد الأدنى من الحفاظ على أدبيات التخاطب بين اللبنانيين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمرجعيات الدينية، هذا الحد الأدنى هو أساسي وضروري للحفاظ على لبنان.

عين العقل: ايضا، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، عبر حسابه على “إكس”: “ان مبادرة الفاتيكان لا تأتي من العبث او الفراغ بل تهدف في التأكيد على الحوار وهي عين العقل في ادق مرحلة من تاريخ لبنان ومصيره وبالتالي فان مقاطعة الكاردينال Pietro Paroline من بعض الأطراف الدينية والسياسية هو موجه إلى البابا Francis الحبر الاستثنائي في تاريخ روما”.

دعم تركي: من جانبه، أكد الرئيس التركيّ رجب الطيب أردوغان، أنّ "تركيا تقف إلى جانب لبنان، وتدعو دول المنطقة إلى دعمه وسط التوتّرات مع إسرائيل". كما أشار إلى أنّ "إسرائيل التي حرقت ودمّرت غزة، يبدو أنّها وجّهت أنظارها الآن إلى لبنان، ونُلاحظ تلقيها دعما من الغرب من خلف الستار". ولفت إلى أنّ "خطط رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو لتوسعة الحرب في المنطقة ستتسبب بكارثة كبيرة، وعلى العالم الإسلامي ودول الشرق الأوسط أولا التصدي لهذه المخططات الدمويّة". وأضاف أردوغان: "نتنياهو مريض نفسي، وسكوت الدول الغربية عليه سيُؤدي لحرب موسعة في المنطقة كلها".

في اليرزة: حدوديا، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، السفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro مع وفد من وزارتَي الدفاع والخارجية الفرنسيتَين، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.

اليونيفيل: ايضا، استقبل الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلّي على رأس طاقم دبلوماسي لبناني وفدا فرنسيا مشتركا من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الفرنسيتين تحضيرا لاستحقاق التجديد لولاية قوات اليونيفيل الذي سيعرض على مجلس الامن الدولي خلال شهر آب المقبل حيث تضطلع فرنسا بمهام حاملة القلم لجهة صياغة مسودة مشروع القرار الدولي الخاص بتمديد الولاية. ويأتي ذلك بعد أن وجّه وزير الخارجية رسالة رسمية باسم الحكومة اللبنانية الى الامين العام للامم المتحدة يطلب فيها تمديد الولاية.

الى بروكسيل: وغادر بوحبيب صباح اليوم لبنان متوجهاً إلى بروكسيل لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الإتحاد الأوروبي. ثم سينتقل إلى الولايات المتحدة الاميركية حيث سيجتمع بمسؤولين أميركيين في واشنطن، وبمسؤولين أمميين في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك. كذلك سيقوم الوزير بوحبيب بزيارة رسمية إلى كندا يلتقي خلالها نظيرته الكندية. جولة بوحبيب تهدف إلى متابعة مساعي لبنان لتجنّب حرب واسعة في الجنوب قد تتطور إلى حرب إقليمية مفتوحة، وكذلك إلى شرح سياسة الحكومة تجاه مسألة النزوح السوري في لبنان ورؤيته للحلّ.

نتنياهو والاهداف: وفي وقت تواصل القصف الاسرائيلي على البلدات والقرى الحدودية،التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بجنود الاحتياط في الشمال على الحدود اللبنانية، وقال خلال لقائه الجنود، إن كل الأهداف ستتحقق حتى النصر، مشيدا بما وصفها الروح القتالية وتصميم جنود الاحتياط الذين تواجدوا في جهاز أمن الدولة لعدة أشهر. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، تشارلز براون، الذي اعتبر أن بلاده لن تكون قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن أراضيها في حال اندلعت حربًا واسعة النطاق مع حزب الله. وأكد براون، بحسب الوكالة، أنه في حالة نشوب صراع بين إسرائيل وحزب الله، فإن إيران ستقدم دعما واسع النطاق لحزب الله، الأمر الذي من شأنه إثارة صراع أكبر يمكن أن يهدد القوات الأميركية في المنطقة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o