Jun 25, 2024 12:32 PM
خاص

التطبيع الخليجي مع ايران: التواصل لا القطيعة لحل الخلافات

لورا يمين

المركزية- اتفقت طهران والمنامة على الشروع في مفاوضات حول كيفية استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ 8 أعوام، وفق ما أعلنت امس الإثنين، وزارة الخارجية الإيرانية. يأتي هذا الإعلان على هامش زيارة نادرة لوزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، إلى طهران للمشاركة في منتدى "حوار التعاون الآسيوي". وذكرت وزارة الخارجية أن خلال لقاء مع نظيره الإيراني علي باقري "اتفق الطرفان على إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".

الزياني كان زار إيران في ايار الماضي، للمشاركة في جنازة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذين قضيا في حادث تحطم مروحية في 19 ايار.

وفي مطلع الشهر الجاري، أعلن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أنّ بلاده تعمل على "إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة". إعلان آل خليفة كان خلال زيارته بكين، مضيفاً أنّ بلاده "تهدف إلى السلام والتسامح والتعايش الإنساني والحوار والدبلوماسية، وتؤمن بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

هذه التطورات بحسب ما توضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تأتي بعد ان قطعت البحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 2016، على خلفية تخريب السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، من قبل متظاهرين كانوا يحتجون على إعدام الرياض للمرجع الشيعي السعودي المعارض، نمر النمر.

وتحصل ايضا في اعقاب التطبيع في العلاقات بين السعودية وإيران اثر اتفاق بكين. فالقوتان الاقليميتان استأنفتا علاقاتهما في آذار 2023 بموجب اتفاق برعاية الصين. وفي اعقاب هذا التطبيع، كرّت سبحة اعادة ترتيب العلاقات بين الدول العربية والخليجية من جهة، وايران من جهة ثانية. فمصر ايضا، فتحت قنوات تواصل مع طهران. وقد اعلن الوزير الراحل عبد اللهيان إن رؤية طهران للحوار والتعاون الإقليميين تشمل عددا كبيرا من الدول العربية والإسلامية بما فيها مصر. وأضاف في تصريح لوكالة "إرنا" الرسمية للأنباء، في ايار الماضي، على هامش ملتقى "الحوار الإيراني – العربي" في طهران "سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائمة على الحوار والتعاون مع بلدان الجوار والمنطقة، استطاعت تحقيق نتائج لافتة في مجال بناء الثقة وتثبيت التوجهات الشاملة وإرساء الإنجازات الحقيقية والملموسة والشفافة مع الدول الإسلامية والعربية بما فيها السعودية ومصر". وأضاف أن المشاورات واللقاءات والاتصالات الهاتفية بين مسؤولي إيران ومصر، لا سيما اللقاء الذي جمع رئيسي البلدين على هامش القمة المشتركة للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية "مؤشر على الفهم السياسي المتبادل للقاهرة وطهران بشأن مدى أثر الحوار والتعامل المشترك على طريق المضي قدما بالعلاقات الثنائية ونتائجها في التطورات الإقليمية".

ووفق المصادر، قطار اعادة العلاقات بين ايران وجيرانها الى محطة الهدوء والتعاون والتحاور، انطلق بقوة ولن يعود الى الوراء، رغم ان سياسات طهران الاقليمية والعسكرية والاستراتيجية لم تتبدّل، حيث الجمهورية الاسلامية ما زالت تصدّر الثورة الى المنطقة وترسل الاسلحة والاموال الى اذرعها في الاقليم. غير ان قرار السعودية، وبالتالي دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية، مبرم: اعتماد الحوار والتواصل لحل الخلافات، بدلا من القطيعة، خاصة وان الاخيرة لم تنفع طوال السنوات الماضية، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o