Jun 24, 2024 5:10 PM
تحليل سياسي

تقرير "التلغراف" يستنفر المطار والحزب...جولة ومنع
وزراء وسفراء واعلام ...واجراءات قانونية بحق الصحيفة
اليونان: تهديد حزب الله غير مقبول...ايران: المحور لن يبقى صامتا

المركزية- منذ لحظة نشره امس، شغل تقرير صحيفة التلغراف البريطانية في شأن تخزين حزب الله السلاح في مطار رفيق الحريري الدولي الوسطين السياسي والشعبي ومعهما الوسط الدبلوماسي، فتسابقت وسائل الاعلام المحلية والاجنبية على متابعته والتحقق مما تضمنه،وتولى وزير الحزب علي حميه بنفسه المهمة، وأخذ على عاتقه تنظيم جولة "لمن يهمه الامر" من بين كل هؤلاء لدحض مزاعم التلغراف والتأكيد ان لا سلاح في المطار . دعا الوزراء والسفراء المعتمدين في لبنان ، مستعيرا المهمة من وزارة الخارجية، وحشد الاعلام فكان له ما اراد. جال جميع هؤلاء في حرم المطار وعلى امتداد سوره وفي مخازنه ومركز الجمارك ، وسط تساؤلات عن اسباب كل هذه الضجة حول تقرير لم تعره الدولة العدوة نفسها اهتماماً، في حين كان يمكن ان يكتفي الوزير النشيط بدعوة الصحيفة البريطانية المعنية نفسها ومعدي التقرير المفبرك هذا الى جولة مماثلة من دون عراضات واستعراضات وحملها على نفي تقريرها التحريضي ضد لبنان ومطاره .

الرد بالوقائع: تصدّرت معلومات تقرير تلغراف وجولة دحضها في المطار ، الحركة السياسة الرسمية اليوم. في هذا الاطار، شهد مطار رفيق الحريري الدولي حضوراً إعلامياً كثيفاً محلياً وعربياً ودولياً شارك في الجولة الميدانية التي نظمها وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية للاعلاميين والسفراء المعتمدين في لبنان، رداً على الادّعاءات التي وردت في صحيفة "تلغراف" البريطانية. على أن يصار إلى إصدار إعلان يُرتقب أن يكون هاماً، في نهاية الجولة من جانب الوزراء المشاركين. وشارك وزراء الإعلام زياد المكاري والخارجية عبدالله بو حبيب والسياحة وليد نصار في الجولة الى جانب وزير الاشغال والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن وقائد جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار.

منع الصحافيين: وحضر ايضا سفراء معتمدون في لبنان ومنهم الصينيّ والعراقيّ والمصريّ بالإضافة إلى المتحدث باسم السّفارة الإيرانيّة. وانضوت الجولة الميدانيّة، تجوالًا على امتداد سور المطار ومخازنه ومركز الجمارك، وسُمح بالتصوير والنقل المباشر من داخل هذه المخازن، إلّا أنّه وعند وصول الصحافيين إلى مركز الشحن الجويّ، مُنع هؤلاء من الدخول لتصوير المركز من الداخل، فيما سُمح للسفراء الحاضرين بالدخول والمعاينة، الأمر الذي أدّى إلى وقوع إشكال بين أحد المصورين والأجهزة الأمنيّة الحاضرة، عند سؤال المصوّر عن أسباب منع الدخول والتصوير.

اجراءات قانونية: وعُقب الجولة، شكر وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، كل "من شارك بهذه الجولة الميدانيّة"، مؤكدًا أنَّ "مطار بيروت يخضع لكافة المعايير الدوليّة"، وأضاف: "لقد تمّ إطلاع السّفراء الذين زاروا المطار على آلية العمل المُعتمدة هناك. خصوصًا على صعيد عمليات النقل والتصدير الملتزمة بكافة المعايير الدوليّة. كذلك، زار السفراء سور المطار للإطلاع على كافة الإجراءات الأمنية المُتخذة هناك". واضاف: بحثنا مع رئاسة الحكومة في الإجراءات القانونية اللازمة التي سنتخذها بحقّ "التلغراف" لما شكّلته من ضرب معنوي ليس فقط للمطار بل لكل لبنان واللبنانيين. أضاف "لن نكتفي بجولة اليوم ونحن جاهزون لزيارات ميدانيّة لكلّ سفير في المطار". وأكد "إننا انتقلنا من الخروقات الجويّة إلى حرب نفسيّة عبر مقالات مكتوبة "سخيفة". وأجاب ردًّا على سؤال عمّا إذا كان مقال "التلغراف" مقدّمة لعمل ما قد يحصل: لا أعلم بالغيب.

بو حبيب والمكاري: بدوره صرح بو حبيب بأن المطار آمن وان هذه الشائعات تندرج ضمن محاولات اسرائيل لتبرير اعتداءاتها على لبنان، في حين اعتبر المكاري، أن "بعد مقال "التلغراف"، كان يجب أن تحصل هذه الجولة في مطار رفيق الحريري الدولي". وقال: المطار مرفق عام يعني جميع اللبنانيين وهو صورة لبنان ونحن على أبواب صيف واعد للاغتراب لذلك فإن نيات مقال "التلغراف" واضحة جداً. وأكد أن "لا يُمكن أن يُخزّن حزب الله صواريخ في مكان يدخل إليه سفراء العالم فهناك سخافة واضحة في المقال، ولكن نخشى أن يؤثّر الأمر سلباً على الموسم وعلى حياة اللبنانيين وأعتقد أنّ كلّ هذا في سياق الحرب النفسيّة".

في السراي: ليس بعيدا، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع الوزير حمية الذي قال بعد الاجتماع: "وضعت دولة الرئيس ميقاتي في تفاصيل الموضوع الذي اثير في صحيفة التلغراف البريطانية بشأن مطار رفيق الحريري الدولي، وتناولها سمعة المطار وما كتب في هذه الصحيفة. كما ناقشنا موضوع الإجراءات القانونية التي من المؤكد أن الدولة اللبنانية ستتخذها بحقها لان هذا الموضوع يعتبر ضمن اطار الحرب النفسية على لبنان وتشويه سمعته وسمعة المطار، الذي يعتبر المرفق الجوي الوحيد في لبنان". أضاف: "كذلك، ناقشنا مع دولة الرئيس موضوع دعوتنا للسفراء جميعاً لزيارة ميدانية الى كل أقسام المطار".

مولوي: من جهته، اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي من دار الفتوى "بالنسبة إلى الموضوع الذي حكي عنه بالأمس في ما يخص مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي، انكم تعلمون أنَّ المديرية العامة للطيران المدني هي تابعة لوزارة الأشغال، ووزير الأشغال عقد مؤتمرًا صحفيًّا بالأمس، واليوم في هذه الأثناء هناك جولة في المطار، ونحن نطلب ونتمنى ونعمل حتى نحفظ كل مرافئنا وموانئنا الحدودية البرية والبحرية والجوية على أن تليق بلبنان، وأن يكون فيها الأمن والأمان، وأن تكون سليمة وآمنة من الافتراءات، ومن أي أخبار غير صحيحة، أو تفتقد إلى الدقة، ويكون من شأنها إلحاق السوء والأذى بالمطار، وبالوضع العام بلبنان".

تضليل: في الموازاة، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" البيان الآتي: لا يترك إعلام "الممانعة" فرصة إلّا ويُحاول الانقضاض فيها على "القوات اللبنانية"، انطلاقًا من مواقفها الوطنيّة والسيادية، وانطلاقًا من سعيه الدائم إلى تقويض كلّ صوت لبناني يُشكّل عائقًا أمام مشروع سيطرته على لبنان. آخر مثال على ذلك، ما ورد في جريدة "التليغراف"، والذي تبيّن أنّ أجزاء كبيرة منه مغلوطة وغير صحيحة، حيث لم يتوقّف محور "الممانعة" والتضليل، سوى عند مقطع أدلى خلاله عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غسان حاصباني، بكلامٍ عام يردّده الشعب اللبناني بمعظمه، بعيدًا من التفاصيل التي أوردها المقال. وعوض أن يقوم محور “الممانعة” بالاستجابة العاقلة لكيفيّة التصدّي للمشاكل التي أوقع فيها لبنان واللبنانيين بفعل حروبه وساحاته وارتباطاته العبثية، وعوض استنفاره لدحض التفاصيل المغلوطة التي أوردها تقرير الجريدة البريطانية درءاً لأيّ خطر قد يُهدّد لبنان، وجّه أبواقه الصفراء لبثّ السّموم والأكاذيب والفبركات ضد "القوات اللبنانية" والنائب غسان حاصباني، ليُثبت مرّة من جديد أنّ هدفه الأوّل والأخير هو خطف لبنان لا صون أمنه وأمن شعبه.

لبنان وقبرص: الى ذلك، وفي جانب اخر من جوانب الواقع الجنوبي، إجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب صباحا في السراي. وتم خلال الاجتماع البحث في التحديات التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة وأهمها وأخطرها الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب والتي تترافق مع تهديدات بالحرب تطلقها اسرائيل ضد لبنان، كما جرى الحديث عن الاتصالات الديبلوماسية اللبنانية. كذلك، تم البحث في فحوى ونتائج الاتصالات التي قاما بها مع رئيس جمهورية قبرص ووزير الخارجية الاسبوع الفائت بهدف تأكيد عمق علاقات الصداقة بين البلدين التي ترسخت عبر السنوات، والتأييد والاحترام المتبادل على المستويات كافة. وكان من أوجه التعبير عن هذه الصداقة الدعم السياسي والديبلوماسي الذي ما زالت تقدمه قبرص للبنان في المحافل الاوروبية والدولية، كما تجلّى ذلك من خلال زيارتي الرئيس القبرصي للبنان هذا العام وتبنيه الدفاع أمام المفوضية الاوروبية عن موقف لبنان من قضية النازحين السوريين.وكان رئيس الحكومة قد عوّل في اتصاله مع الرئيس القبرصي على حكمته في تفهّم الخصوصية اللبنانية وفي إدراك دقة التحديات التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة خاصة لما تتركه حرب غزة من تداعيات خطيرة على دول المنطقة والجوار، وعلى جنوب لبنان بشكل خاص. كما أثنى رئيس الحكومة على البيان الرئاسي القبرصي الذي صدر الاسبوع الفائت والذي شكل خطوة اضافية مقدّرة من قبل لبنان لما حمله من حرص على افضل العلاقات مع لبنان، مناشداً الأطراف اللبنانية كافة أخذ مصلحة لبنان وعلاقاته الخارجية بالاعتبار.

الخطر يتزايد: في المواقف الدولية من الوضع العسكري الجنوبي، شدد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، اليوم الاثنين، على أن من غير المقبول أن يطلق حزب الله تهديدات ضد قبرص الدولة ذات السيادة في الاتحاد الأوروبي. كما قال إن "الاتحاد الأوروبي يتضامن مع قبرص ضد تهديدات المنظمات الإرهابية". من جانبه، أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الى أن "الخطر يتزايد كل يوم من امتداد حرب غزة إلى لبنان".

بوحبيب – اماني: ايضا، استقبل بوحبيب سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية مجتبى اماني وعرض معه الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.

المحور: في المقابل، أكد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري، أن "محور المقاومة لن يبقى صامتا أمام أي هجوم إسرائيلي على حزب الله ولبنان". وفي وقت سابق، ذكرت شبكة "سي أن أن" في تقرير نشرته، أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات لإسرائيل بالوقوف إلى جانبها في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله. وأكد مسؤولون أميركيون كبار لوفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن أن في حال اندلاع حرب شاملة على الحدود الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، فإن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مستعدة تماما لدعم حليفها، وفقا لما نقلته الشبكة عن مسؤول كبير في الإدارة.

في الميدان: على الارض، سجل قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي رب ثلاثين والعديسة بعد الظهر. بعدها، اغار الطـيران الاسرائيلي المسير مستهدفا بلدة الطيبة من جهة بلدة العديسة. ايضا، استهدف الجيش الاسرائيلي فريق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في بلدة الطيبة، بقذيفة مدفعية خلال قيامهم باخماد حريق في البلدة وأصيب عنصر بشظية في صدره نقل فورا إلى المستشفى. وشن الجيش الإسرائيلي ليل أمس، هجوما عنيفا بالفوسفور على الخيام وكفركلا وعيترون.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o