Jun 20, 2024 4:39 PM
خاص

الحرب التمثيلية ترضي إسرائيل وجائزة ترضية لإيران...آخر الحروب شرق أوسط جديد

جوانا فرحات

المركزية – بالإنابة عن حكومة تصريف الأعمال وعن موقع رئاسة الجمهورية الذي تدور حوله سجالات حوار أو لا حوار، رئيس قوي أم رئيس إدارة أزمة أم رئيس للجمهورية اللبنانية، وجه أمين عام حزب الله حسن نصر الله أمس الأربعاء تهديدا صريحا لدولة قبرص، محذرا إياها من مغبة فتح مطاراتها وقواعدها أمام إسرائيل لشن هجوم على لبنان، لأن ذلك سيجعلها "جزءا من الحرب"، وتهديدا ثانيا لإسرائيل بأن أي مكان "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه، في حال اندلاع مواجهة بين الطرفين، غداة إعلان الجيش الاسرائيلي موافقته على "خطط عملياتية لهجوم" في لبنان".

مواقف نصرالله التصعيدية والتي تخطى فيها كل الأصول الديبلوماسية بين دولتين ذات سيادة إضافة إلى امتلاكه قرار الحرب والسلم بررها محللوا فريق الممانعة وحزب الله بالرد على توعد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة"، على وقع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اكثر من ثمانية أشهر.

وفي وقت تنظر الدولة والعالم نحو صاحب القرار في جنوب لبنان يبقى سؤال المرحلة هو الأساس : حرب أو لا حرب؟

السفير السابق الدكتورهشام حمدان يشير إلى أن حالا من القلق تسود إيران نتيجة تطور الأمور" فمنتصف الشهر الجاري اتخذ مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقفا يزعج برنامجها النووي. وقبله، بدأت ألمانيا محاكمة عناصر من حزب الله في سابقة لها دلالاتها الكثيرة. وتسير الولايات المتّحدة قدما في تنظيم علاقات استراتيجية مع المملكة العربية السعودية، في إطار رسم مستقبل الشرق الأوسط، بعد ضمان نزع فكرة الحروب، والعداء لدى المملكة، ودول الخليج مع إسرائيل.

وفي غزة يزداد الوضع سوءا والفلسطينيون لا يرون أملا في سلاح ينقذهم، بل بمواقف أخلاقية، وإنسانية دولية، تضغط على الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، والرأي العام فيها، لوقف المذابح".

على مستوى الداخل يضيف حمدان أن "اللبنانيين يرفضون فكرة اللجوء إلى العنف في مواجهة حزب إيران في لبنان خشية أن يحول سلاحه نحو الداخل دفاعا عن الولي الفقيه. يالتوازي يدرك الحزب أن أي حرب مقبلة سيفوق دمارها ما تسببت به حرب تموز 2006، وتدرك طهران أن أي هجوم من حزبها في لبنان خارج حدود الإستنزاف، سيدفع القوى الدولية كلها إلى خوض الحرب ضده إلى جانب إسرائيل، وسيدفع لذلك، ثمنا باهظا. لذلك، لا يعتقدن أحد بأن حزب الله وشريكه في حركة أمل، سيبادران إلى هجوم شامل ضد إسرائيل، وأنّ شعارات العودة، ورمي إسرائيل في البحر هي شعارات وهمية".

التصعيد في المواقف لا بد منه في علم الحروب لرفع المعنويات لكن ما مدى صحتها على أرض الواقع؟".

"تثق ايران أنّ سلاح حزبها في لبنان، لن يردع حكومة اليمين المتطرّف في إسرائيل عن الحرب في لبنان إذا قررت خوضها. ولن تتردد حكومة إسرائيل باستخدام عشرات القنابل التكتيكيّة التي ستدمر الضاحية برمتها، وتقتل عشرات ألاف المدنيين وتدمر معظم الجنوب وأي معقل يمكن أن يستخدمه لإطلاق صواريخه وطائراته المسيرة الحربية. في النهاية نتنياهو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة، فهل يضيره أن تُضاف جريمته المماثلة في لبنان إلى لائحة الإتهامات؟".

قد يصح القول بأن ما يعيق نتيناهو عن تفجير الحرب ضد لبنان، لأنه لا يملك وحدة القرار الوطني في هذا الصدد ولأنه لا يحظى بالدعم الدولي الضروري لدخول هذه الحرب. فهل يعني ذلك، أن لا حرب في جنوب لبنان؟.

"المحاذير كثيرة والسيناريوهات المرتقبة تبدأ من إيران التي تتوقع أن يغتنم نتنياهو الفرصة لضرب البنى النووية في إيران نفسها، مفجرا حربا إقليمية، ستكون حتما في غير مصلحتها، وهذا ما يسعى الغرب إلى عدم حصوله. فهو لا يريد حربا إقليمية تنهي حكما، حكم الولي الفقيه في إيران لأنه لا يزال بحاجة إليه لإقامة الشرق الأوسط الجديد وفقا لمصالحه. لكن ما يقلقني عمليا، هو أن تدفع إيران حزب الله إلى زيادة عملياته بغية تحريك تسوية مع الحكومة المتطرفة في إسرائيل ترضي الجانبين والسيناريو المتوقع يقوم على التالي:

قد يتم الإتفاق على حرب تمثيلية في لبنان، على غرار حرب عام 2006، تؤدي عمليا، إلى تهجير الشيعة من الجنوب نحو البقاع الشمالي، فتمنح نتنياهو إنتصارا يعوضه خسارته في غزة ويمنح إيران تعويضا من خلال ضم منطقة البقاع الشمالي لاحقا، لإقامة دولة علوية شيعية في إطار الفدرلة التي يطرحها البعض لكل من سوريا والعراق ولبنان. وهنا يمكن ربط هذا الدفق من النازحين السوريين إلى لبنان مع ما يحصل من طرد لأهل السنة السوريين من مناطق سيطرة حزب الله في سوريا بهدف إقامة تغيير ديمغرافي لمصلحة الشيعة فيها.

والسؤال، هل ستكون نتائج هذه الحرب التمثيلية بمثابة آخر الحروب؟ "نتائج هكذا حرب تشكل جائزة ترضية تقبل بها إيران ولا تعارضها إسرائيل.وقد يقبل بها الغرب، على رغم ما قد تؤدي إليه من خسائر. فإيران ستحظى بدويلة في المنطقة، وتفسح المجال لإقامة الشرق الأوسط الجديد المنشود. أما إسرائيل فتضمن سحب سلاح حزب إيران، ووقف تهديده لأمنها، وبالتالي السماح بتنفيذ القرار 1701 بكامله مع لبنان".

ويختم حمدان" يشكل قيام دولة علوية شيعية تحقيق حلم يستجيب للمشروع الإسرائيلي والإستعماري القديم لتقسيم المنطقة طائفيا. والتقسيم الطائفي في ظل الفدرلة لا يتعارض مع الشرق الأوسط الجديد الذي بلغ خواتيمه تقريبا".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o