Jun 20, 2024 4:11 PM
خاص

نتنياهو بين خيارين... أحلاهما مرّ!

يولا هاشم

المركزية - بعد المحادثات التي أجراها مسؤولون اميركيون مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ومسؤولين اسرائيليين في الحكومة وفي المعارضة،واثر  انسحابات لبني غانتس وغادي ايزنكوت وغيرهما من مجلس الحرب، أقدم نتنياهو على الغاء الكابينيت  وانشأ "المطبخ المصغر" كإطار بديل للتشاور. وبعد إعلان رفضه إدخال ايتيمار بن غفير الى الكابينيت  بداية ، وافق نتنياهو اليوم على إقامة "هيئة وزاريّة أمنيّة مصغّرة" بمشاركته. فما هي أبعاد الغاء مجلس الحرب وهل سيشكل نتنياهو حكومة جديدة ام يذهب الى انتخابات مبكرة؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "السياسة الداخلية الاسرائيلية متعثرة، والمسؤولون السياسيون يتخبطون يمنة ويسرة ولا يعلمون في اي اتجاه يذهبون، وصلوا إلى حالة مُربِكة، اولا بسبب اختراقات غير منتظرة للقبة الحديدية، الامر الذي أزعجهم بشكل كبير، والدليل حديث وزير الدفاع يواف غالانت أمس عن وجوب التحقيق في هذه المسألة، معتبراً أنها مشكلة كبيرة. كما ان نتنياهو يواجه ضغوطات عدة، من جهة وزيري الأمن إيتمار بن غفير والمالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والاميركيين من جهة أخرى. الاميركيون لا يرتاحون بشكل كبير لسموتريتش وبن غفير، ليس على مستوى رئاسة الجمهورية بل لا يرتاحون لنتنياهو، لكنهم لا يريدون "خربطة" الامور لأن عينهم على مصلحة اسرائيل. فهم يختلفون مع نتنياهو لكن ليس مع اسرائيل".

ويضيف طبارة: "في اسرائيل 3 مستويات حكومية: الحكومة الكبيرة (المٌنتَخبَة)، والحكومة المصغرة (للأمور المستعجلة والخطرة وهم أعضاء في الحكومة الكبيرة) وحكومة الحرب او مجلس الحرب (مؤلفة من 3 أشخاص). عندما استقال غانتس من مجلس الحرب، أراد نتنياهو اختيار خلف، فأعرب بن غفير عن رغبته في الانضمام الى المجلس. إلا ان الاميركيين لا يرضون ببن غفير، لأنهم إذا قبلوا بنتنياهو على مضض، فهم لن يرضوا ببن غفير. لذلك فإن نتنياهو يقع بين المطرقة والسندان، ويحاول الخروج منها "سالماً غانماً". فمن جهة يواجه الضغط الاميركي لعدم ضم بن غفير الى مجلس الحرب، لكن في المقابل انسحاب الأخير من الحكومة سيؤدي الى سقوطها، وهذا ما لا يريده نتنياهو، وبالتالي فهو بين نارين".

ويتابع: "لهذا أرسلت الولايات المتحدة الاميركية الموفد تلو الآخر، بدءا من مستشار الأمن القومي جيك ساليفان، مروراً بمدير الـ سي آي اي وليام بيرنز، وصولاً إلى الموفد الاميركي آموس هوكشتاين. الاميركيون يهتمون لهذه المسألة ويحاولون ممارسة الضغوط، ونتنياهو في المقابل يخضع لضغوطات داخلية. اعتقد ان هذه هي الخربطة الحاصلة في اسرائيل".

ويؤكد طبارة ان "في حال قرر نتنياهو ضمّ بن غفير تسلم حكومته، لأن استقالة الأخير تؤدي حكماً إلى تطيير الحكومة، وهذا ما لا يريده نتنياهو، لأنه سيدخل السجن، ويواجه الدعاوى المقامة ضده. لذلك يقوم بكل ما في وسعه لعدم سقوط الحكومة، لكن في الوقت نفسه لا يستطيع الوقوف ضد هذه الهجمة الاميركية، لأن الهجمة حصلت اولا من قبل الرئيس جو بايدن شخصيا، وهناك خلافات شخصية بينهما بعدما كانا صديقين، وثانياً من قبل بعض أعضاء الكونغرس خاصة الديمقراطيين (لكل عضو في الكونغرس شخص مقابله في اللوبي الاسرائيلي، خاصة في الـ"ايباك" (AIPAC))، وثالثاً الاعتراضات الشعبية والتظاهرات التي جعلت اسرائيل تخسر موقعها شعبيا، وبالتالي فإن الاميركيين يضغطون على  الجهات الثلاث".

ويتابع طبارة: "يضاف الى كل ذلك، ان الحرب لا تسير بشكل جيد، واختراقات حزب الله تخيف اسرائيل، خاصة وان الصور أظهرت التقاط مشاهد لأماكن حساسة في مرفأ حيفا. غالانت لم يستوعب الفكرة. باختصار، تعاني اسرائيل من مشاكل داخلية مع بن غفير وجماعته وخارجيا تعاني من الضغط الاميركي وحتى من الضغط الاوروبي والدولي. وخلال اليومين المقبلين قد يصدر قرار محكمة الجنايات الدولية الذي يطالب باعتقال نتنياهو".

ويختم: "نتنياهو يتهرب من انتخابات مبكرة ومن سقوط حكومته كي يبقى في السلطة، لكنه يواجه ضغوطات كبيرة. يريد إرضاء الاميركيينمن ناحية وبن غفير من ناحية اخرى، لذلك حلّ المجلس الحربي بانتظار ايجاد حلّ له".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o