عبد المسيح: بري يصرّ على الحوار في انتظار للمتغيرات
أكد النائب المستقل أديب عبد المسيح في حديـث لـ «الأنباء»، أن انسحابه من كتلة «تجـــدد» لا يعنـــي انسحابه من صفوف المعارضة، أو «ترجله عن الصهوة الوطنية في مواجهــة خطـف الدولـــة والهيمنـة علـى مقـررات السلطتين التنفيذية والتشريعية».
وقال إن انسحابه «أتى اعتراضا على آلية المواجهة سواء لجهة الخطاب السياسي وكيفية مقاربة التحديات، أم لجهة التحاور والتواصل بين أقطابها بالتوازي مع ضرورة الاستماع إلى آراء القوى المستقلة منها، ومناقشة ما لديها من أفكار واقتراحات وتوجهات وطنية بناءة».
ولفت عبد المسيح إلى أن تموضعه «في الضفة المستقلة صرخة وطنية من ضمير وطني لتوحيد المعارضة تحت سقف التفاهم والتماهي بين مكوناتها»، لاعتباره «أنه بقدر ما المعارضة قوية وصلبة في مواجهة التعديات على الدستور ودور المؤسسة العسكرية وعلى مفهوم الدولة ككل، بقدر ما هي هشة في قدرتها على تمتين اللحمة بين أعضائها».
وأشار «على سبيل المثال لا الحصر، إلى ما انتهت اليه الانتخابات النيابيــة الأخيرة، بحيث حقق فيها بعض المعارضين انتصاراتهم على حساب معارضين آخرين، والمطلوب بالتالي صناعة جسم معارض واحد موحد فـــي كل شيء، لا البقاء على اجسام معارضـــة تتناحر وتتواجه عند كل استحقاق نيابي أو بلدي».
وأردف: «المطلوب بمعنى آخر إنشاء جبهة وطنية على غرار الجبهة اللبنانية في السبعينات، فالشعب الموجوع والخائف على مصيره ومصيــر وطنه، يريد جبهة معارضة غير قابلة للتفكــك بمثل ما تفككت 14 مارس وقبلهــا لقــاء قرنة شهوان. نحن بحاجة ماسة اليــوم إلى حوار جدي بين أعضاء المعارضة لإخراجها من واقع الاستفراد في اتخاذ القرارات ورسم المسارات، ومن التعاطي بالقطعة مع الملفات الوطنية والاستحقاقات الدستورية، كل بما تمليه عليه مصالحة المناطقية والشعبية. لن نقبل بعد اليوم بفحوصات دم لتصنيف النواب المعارضين على قاعدة هذا خبير بالشـــأن السياســي النضالي، وذاك حديث الانتماء إلى ساحات النضال».
وعما اذا كانت الخلافات بين مكونات المعارضة تؤشر إلى حتمية خسارة الأخيرة للانتخابات الرئاسية امام وحدة الممانعة بقيادة «الثنائي»، ذكر عبد المسيح «أن الاستحقاق الرئاســي هو الملف الوحيد غير المدرج على قائمة الخلافات بين مكونات المعارضة، فالجميع متفقــون على انتخاب رئيس بمواصفــات سيادية كاملة، وهذا بالتالي مفصول كل الفصل عن الحساسيات القائمة».
وعن قراءته لمصير هذا الاستحقاق في ظل رفض المعارضة دعوة رئيس مجلس النواب نبيـه بري إلى حــوار لسبعة أيام تليه جلسة انتخاب بدورات متتالية، اعتبـــر عبد المسيح «أن إصــرار الرئيس بري على حوار، يدرك سلفا أنه عقيـم ولن يصل إلى أي نتيجة، يحمل في خلفياته محاولة للهروب إلى الأمام في انتظار المتغيرات الخارجية وما ستنتهـــي اليه الأوضــاع فــي المنطقـــة الإقليمية، ناهيك عن أن الرئيس بري يريد مــن خــلال لعبة توزيــع الأدوار بينه وبيــن حزب الله إيقــاع المعارضة فــي فخ تشريع الحوار على حساب النص الدستوري».
وختم بالتأكيد «على أن مطبخ الممانعة في طهران، فيما تنحصــر مهمــة الممانعيـن في لبنان بتوزيع الأطباق».
المصدر - الأنباء الكويتية