نداء الوطن تتوقف ورقيا وإلكترونياً.. القصيفي ونادي الصحافة يأسفان

تختتم جريدة "نداء الوطن" مسيرتها بالكامل، يوم السبت المقبل، إثر تعثر المفاوضات لتأمين ممول جديد للجريدة.

وتلقى الموظفون رسالة داخلية ممهورة باسم المدير المفوض، رجا الراسي، يبلغهم فيها بأن يوم الجمعة في 14 حزيران/يونيو الحالي، سيكون آخر يوم عمل، وأن الإدارة ستدعو الموظفين خلال الأسبوعين التاليَين على هذا التاريخ الى مركزها لتسلّم أجورهم وتعويضاتهم بما يتلاءم مع وضعها المالي، ولتوقيع ما يلزم من مستندات.

وأعاد الراسي هذا القرار الى الظروف الاقتصادية التي حالت دون متابعة الجريدة نشاطها، ودون الاستمرار في اصدارها في ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية المتردية التي تسود البلاد منذ 5 سنوات.

وفي الوقت نفسه، تلقى مشتركون في الصحيفة إشعاراً بأن العدد الاخير سيكون يوم السبت،  وقالت إدارة الجريدة في الرسالة التي تلقاها المشتركون، إن القرار "ناجم عن ظروف اقتصادية صعبة، وبعدما جرت محاولات كثيرة في الأشهر الماضية لم تنجح في انقاذها". وقالت الإدارة في الرسالة للمشتركين: "نعلم ان العلاقة التي نشأت بين الجريدة ومشتركيها هي علاقة تتجاوز توصيل الجريدة، ولذلك نكرر اعتذارنا إذا تسببنا بإزعاج للبعض وبخيبة أمل للبعض الآخر".

وأوقفت الصحيفة إصدار نسختها الورقية في أواخر آذار/مارس الماضي، وواصلت الصدور الكترونياً بشكل يومي كالمعتاد على أمل ايجاد ممول. وبدأت في مفاوضات مع مستثمرين محتملين، كان آخرهم رئيس مجلس ادارة قناة "ام تي في" ميشال غبريال المر، لكن المفاوضات فشلت، ولم تجد الصحيفة ممولاً يعيد إصدارها.

القصيفي: من جانبه، اسف نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي لقرار إدارة جريدة " نداء الوطن" بوقف العمل فيها يوم الجمعة المقبل في 14 الجاري بموجب مذكرة إدارية صدرت اليوم بهذا الصدد.  واضاف القصيفي: وعلى الرغم من أن إدارة الجريدة دعت الزميلات والزملاء والموظفين العاملين فيها الحضور لتسديد الرواتب والتعويضات، فإننا نتمنى أن تتناسب هذه التعويضات مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها هؤلاء ،خصوصا بعد تدني سعر صرف العملة اللبنانية وتآكل القيمة الفعلية للرواتب، وأن مقارنة موضوعية بين ما كانت عليه الرواتب لدى انطلاقة الجريدة وواقعها اليوم ، يدفعنا إلى المطالبة برفع قيمة التعويضات ،واعتبار وقف العمل بمثابة صرف كيفي تضاف قيمته إلى التعويض. فالاجراء المتخذ كان موجعا جدا للزميلات والزملاء والعاملين، خصوصا انه اتخذ في أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة،وأن اي تعويض لا يساعد المصروفين على الثبات والعيش بكرامة حتى تدبر عمل جديد،لا قيمة له ولا يستحق أن يسمى تعويضا.                                   

وختم نقيب المحررين: إن النقابة تقف إلى جانب الزميلات والزملاء في " نداء الوطن" وحريصة على نيلهم حقوقهم كاملة وستواكب مرحلة ما بعد إقفال الجريدة معهم ومع إدارتها التي نتمنى عليها أن تتعامل مع هذا الملف بانصاف يتلاءم مع التضحيات التي بذلوها طوال فترة عملهم في الجريدة.

نادي الصحافة: بدوره، أسف نادي الصحافة للإعلان أن يوم الجمعة المقبل هو آخر يوم عمل لصحيفة "نداء الوطن"،واعتبر في بيان  "أن هذه المؤسسة الإعلامية شكلت قيمة مضافة في الساحة الإعلامية اللبنانية وكانت تعبر عن رأي وتوجه شريحة كبيرة من اللبنانيين وخلقت المزيد من الدينامية على الساحتين الإعلامية والسياسية في لبنان".

وقال "إن نادي الصحافة يأمل في أن تعود هذه الصحيفة في القريب العاجل إلى لعب دورها، ويأمل في أن يتم الحفاظ على حقوق العاملين فيها وأن يتقاضوا ما يحق لهم من رواتب وتعويضات وفق القانون اللبناني لا سيما وأن الأوضاع المعيشية والاجتماعية والمالية تحتم عدم المس بأي شكل من الأشكال بهذه الرواتب والتعويضات".
وأضاف "إن نادي الصحافة بوقوفه إلى جانب "نداء الوطن" في محنتها هذه، يقف إلى جانب الزملاء والزميلات وكل العاملين في الصحيفة، وإن النادي على ثقة بأن الإدارة الحالية للصحيفة وأي إدارة مقبلة لن تقبل بأي اجحاف في حقوق من ضحّوا من أجل إثبات مهنية ومصداقية هذه الصحيفة".