تقدم كبير لقوى أقصى اليمين في انتخابات أوروبا وماكرون: أثق بـ"خيار" الفرنسيين
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التأكيد غداة إعلانه حل الجمعية الوطنية، أنه “يثق بقدرة الفرنسيين على القيام بالخيار الأنسب” خلال الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد ثلاثة أسابيع، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وكتب ماكرون في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “أنا أثق بقدرة الشعب الفرنسي على القيام بالخيار الأنسب له وللأجيال المقبلة. طموحي الوحيد هو أن أكون مفيدا لبلادنا التي أحب”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية وعضو حزب الشعب الأوروبي أورسولا فون دير لاين مساء الأحد إن الحزب الذي ينتمي إلى يمين الوسط سيبني حصناً ضد أقصى اليسار وأقصى اليمين.
أدلت فون دير لاين بهذه التصريحات في رد فعل على النتائج الأولية لانتخابات الاتحاد الأوروبي التي أظهرت أن حزب الشعب الأوروبي هو أكبر حزب ولكن من المتوقع أن تحقق الأحزاب القومية اليمينية والمشككة في الاتحاد الأوروبي أكبر المكاسب.
وقالت: "لا يمكن تشكيل أغلبية بدون حزب الشعب الأوروبي ومعاً.. سنبني حصنا ضد المتطرفين من اليسار ومن اليمين".
اليمين والاشتراكيون والليبراليون يحتفظون بالغالبية
هذا وقد احتفظت كتل الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي رغم تقدم كبير لقوى أقصى اليمين، على ما أظهرت تقديرات نشرها البرلمان الأحد.
ومع 181 مقعداً متوقعاً للحزب الشعبي الأوروبي و135 للاشتراكيين والديمقراطيين و82 لـ"تجديد أوروبا" (رينيو يوروب) تشكل هذه الكتل "الائتلاف الكبير" الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعداً من أصل 720.
إلا أن هذه الغالبية ستكون أقل مما كانت عليه في البرلمان المنتهية ولايته.
وقد فازت كتلة الحزب الشعبي الأوروبي، حزب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بعدد إضافي قليل من المقاعد، في حين تراجع عدد مقاعد الاشتراكيين والديمقراطيين بشكل طفيف، وخسرت كتلة "تجديد أوروبا" التي تضم حزب النهضة بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حوالي عشرين مقعداً.
وسجل أقصى اليمين صعوداً ملحوظاً في فرنسا وألمانيا، حيث يتقدم على حزبي الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس.
وتنقسم قوى أقصى اليمين بشكل أساسي إلى كتلتين في البرلمان الأوروبي، ولكن يمكن إعادة تشكيلهما في أعقاب الانتخابات.
أما كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي تضم خصوصاً حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وحزب القانون والعدالة البولندي، فقد فازت بمقعدين إضافيين وفق التقديرات.
وارتفع عدد مقاعد كتلة الهوية والديمقراطية التي تضم حزب التجمع الوطني الفرنسي وحزب الرابطة الإيطالي، من 49 إلى 62 مقعداً. وقد استبعدت الكتلة مؤخراً حزب البديل من أجل ألمانيا من صفوفها.
ومن شأن مكاسب الحزب الألماني الانتخابية أن تؤدي إلى تضخم عدد النواب غير المنخرطين في كتل. كما أن حزب فيدس الذي يتزعمه رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان هو أيضاً من بين الأحزاب غير المنخرطة في كتل.
اليسار يحقق مكاسب بدول الشمال
في المقابل حققت أحزاب اليسار والخضر مكاسب في دول الشمال في الانتخابات الأوروبية الأحد، في حين تراجعت الأحزاب اليمينية، وفق ما أظهرت النتائج الرسمية واستطلاعات الرأي.
وفي فنلندا، حقق حزب "تحالف اليسار" تقدما بحصده 17.3% من الأصوات، أي أكثر بأربع نقاط مقارنة بعام 2019، وفق النتائج المعلنة بعد فرز 99% من بطاقات الاقتراع.
بالتالي، سيحصل الحزب على ثلاثة مقاعد من أصل 15 مخصصة لفنلندا في البرلمان الأوروبي، مقارنةً بمقعد واحد فقط خلال الانتخابات السابقة.
كما عزّز الائتلاف الوطني (يمين الوسط) بزعامة رئيس الوزراء بيتري أوربو مكاسبه بحصده نحو 25% من الأصوات، بزيادة أربع نقاط تقريباً.
وتراجعت شعبية "حزب الفنلنديين" (أقصى اليمين) المشارك في الائتلاف الحكومي، بحصوله على 7.6% من الأصوات، أي بانخفاض قدره 6.2%، ولن يحصل إلا على مقعد واحد.
في السويد، حقق حزب الخضر تقدماً بحصوله على 15.7% من الأصوات، بزيادة قدرها 4.2 نقطة، وفق استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته قناة "إس في تي" التلفزيونية.
وتقدم "حزب اليسار" أيضا (+4 نقاط إلى 10.7%)، بينما سجل أقصى اليمين الذي يمثله "حزب ديمقراطيي السويد" تراجعا بمقدار 1.4 نقطة إلى 13.9%.
وحافظ الاشتراكيون الديمقراطيون على موقعهم في المقدمة بنسبة 23.1%.
في الدنمارك، حيث المشهد السياسي مجزأ للغاية، احتل الحزب الشعبي الاشتراكي الصدارة واحقق تقدما ملحوظاً بحصوله على 18.4% من الأصوات، بزيادة قدرها 5.2% مقارنة بعام 2019، وفق استطلاع لآراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع أجراه التلفزيون العام "دي آر".
وتراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقود الائتلاف الحكومي إلى 15.4%. ومن المتوقع أن يفوز كل من الحزبين بثلاثة مقاعد من أصل 15 مقعدا في الدنمارك.