Jun 03, 2024 5:03 PM
خاص

المبادرة القطرية لا تُهيء لدوحة-2... بقاء الجمهورية قبل الرئيس

جوانا فرحات

المركزية – باستثناء المستقلين والتغييريين، والتيار الوطني الحر الذي يبدي برودة ويتريث تجاه أي دعوة توجهها دولة قطر لرئيسه لزيارتها، يبدو أن عجلات قطار المبادرة القطرية لتحريك الملف الرئاسي انطلقت على نار حامية بهدف إحداث خرق ما بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية. في ما تبقى مروحة التحركات الفرنسية مرتبطة بزيارات المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان وبالتنسيق مع مصر والسعودية .وبحسب التوقعات فإن جان ايف لودريان الذي غادر بيروت على وقع القنبلة الصوتية التي فجرها في قوله بأن " لبنان السياسي سينتهي اذا بقيت الأزمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية ولن يبقى سوى لبنان الجغرافي" والتي أثارت موجة من التعليقات والردود، إلا أن عودته مرتقبة في شهر آب حاملا معه سلة بوادر إيجابية.

التعويل على الحراك الذي تقوم به دولة قطر أحدث إلى حد ما خرقاً بين جولات لودريان، سيما وأن الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط منتصف الشهر الفائت إلى قطر استكملت على الفور بتوجيه دعوة الى القوات اللبنانية لزيارة الدوحة، وذلك عقب إجتماعات ولقاءات متعددة استأثرت بالاهتمام أخيراً وشددت على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية. وتأكيدا على الإيجابية التي قوبلت بها دعوة قطر لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الشهر الماضي غادر أمس وفد من القوات اللبنانية يضم النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي والدكتور جوزيف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية في القوات، والتقى ظهر اليوم وزير الدولة لشؤون الخارجية صالح الخليفي، حيث جرى بحث مطول في الملف اللبناني، فضلا عن الجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية والدور القطري، مع أهمية البناء على القواسم المشتركة لإخراج لبنان من أزمته. ومن المتوقع أن يلتقي الوفد القواتي غدًا رئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

قبل هاتين الزيارتين أرسل رئيس مجلس النواب نبيه بري معاونه السياسي النائب علي حسن خليل للقاء مسؤولين قطريين، تبعتها زيارة جنبلاط ولقاءات عالية المستوى، ويتوقع أن يلبي البطريرك بشارة الراعي دعوة من قطر أيضا. فهل ستحمل المبادرة القطرية في طياتها إسم الخيار الثالث أم المواصفات بعدما تأكد أنه لم يعد هناك أي إمكان لإيصال المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور وهناك سلّة من الأسماء يجري الحديث عنها.

مصادر معارضة تؤكد لـ"المركزية" أن الأمور لم تنضج بعد للكلام عن مبادرة قطرية، وتنفي وجود أي دور للجنة الخماسية في الحركة التي تقوم بها دولة قطر وأيضا في الطرح الذي تقدمه للوفود النيابية. وإذ تثني المصادر على الدور الذي تقوم به دولة قطر تجاه اللبنانيين إلا أنها تجزم أن أي مبادرة تقوم بها هي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي فإن مفتاح بعبدا في يد أميركا وليس فرنسا إلا أن الحركة والضغط من قبل قطر لن ينتجا شيئا في المرحلة الراهنة طالما أن كلمة السر لم تعبر الحدود بعد.

الذهاب إلى خيار ثالث بات أمرا حتميا، إلا أن الكلام يتركز اليوم على المواصفات بحسب المصادر المعارضة وتشير إلى أنها تجمع بين نقاط عديدة "من هنا وهناك" وهنا مكمن الخطورة لأن لبنان لم يعد يحتمل أي رئيس رمادي "وبعدما جربنا الأسود يحق لنا أن نختبر الأبيض، إلا أن الضمانات تبقى مؤرجحة بين الأبيض والأسود لأن الصيغة محكومة بالأزمات نفسها كل 4 أو 5 سنوات سواء لجهة انتخاب رئيس للجمهورية أو تشكيل حكومة والحل لن يكون إلا بطرح صيغة جديدة".

تدرك القوى المعارضة التي وبفضل تكاتفها قادرة على تشكيل قوة في وجه الممانعة بفرض رئيس للجمهورية إلا أن الحلول الموقتة لم تعد تفيد البلد. وتضيف المصادر "ما يهمنا اليوم هو الجمهورية وليس رئيس للجمهورية ولا تخفي المصادر خشيتها من عدم تمكن المجلس النيابي الحالي من انتخاب رئيس مرجحة أن تطول مرحلة الفراغ الرئاسي لكن الإيجابية التي لا يمكن إنكارها هي أننا كمعارضة لن نسمح بأن تفرض علينا الممانعة الرئيس الذي تريده. من هنا المطلوب أن نتحمل ونصمد".

صحيح أن الحركة السياسية الناشطة تجاه دولة قطر تعبّر عن حسن نية حكامها واهتمامها باللبنانيين "لكنها لن تصل إلى نتيجة، والأهم أنها لن تمهد لدوحة-2"تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o