May 30, 2024 1:08 PM
خاص

النووي: هل تتحفظ واشنطن على العقوبات وترد الجميل لطهران؟

لورا يمين

المركزية- أظهر تقريران سريان للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة في الوقت الذي تتعثر فيه المناقشات الرامية إلى تحسين تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وجاء في أحد تقريري الوكالة الفصليين "لم يتسن إحراز تقدم في العام الماضي نحو تنفيذ البيان المشترك الصادر في الرابع من آذار 2023"، في إشارة إلى تعهد بتحسين التعاون وقدرة الوكالة على الاضطلاع بمهام المراقبة في إيران. وأضاف "يجدد المدير العام للوكالة دعوته للحكومة الإيرانية الجديدة واستعداده لمواصلة الحوار رفيع المستوى والمناقشات الفنية اللاحقة التي بدأت... يومي السادس والسابع من ايار 2024".

وبحسب تقرير غير معد للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زادت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب في الأشهر الأخيرة، وكثفت برنامجها النووي. وبلغت المخزونات الإيرانية 6201,3 كيلوغرام في 11 أيار مقارنة مع 5525,5 كيلوغرام في شباط، أي أكثر بثلاثين ضعفاً من الحد المسموح به بموجب الاتفاق الدولي المبرم عام 2015، علماً أن طهران تنفي سعيها إلى حيازة القنبلة النووية.

في المقابل، قالت الخارجية الإيرانية إن تعاون طهران مع الوكالة كان بنّاء ولا يزال، وذلك ردا على تقرير للوكالة يتهمها بمواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من الدرجة اللازمة لصنع سلاح نووي. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي أن على الوكالة العمل بحرفية وتجنب تسييس الملف النووي ذي الأبعاد التقنية، حسب تعبيره. وأكد أن الضغط السياسي لبعض الأطراف لن يكون مفيدا في مسار علاقة إيران بالوكالة.

هذه المستجدات النووية تأتي غداة وفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين امير عبداللهيان في حادث تحطم مروحيتهما منذ ايام قليلة. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، اي شيء لن يتغيّر على الصعيد النووي الايراني بعد رحيلهما، بل السياسة ذاتها ستستمر وربما ازدادت تصلبا، وفق المصادر.

انطلاقا من هنا، تتجه الانظار الى كيفية تعاطي المجتمع الدولي والوكالة مع هذا التطور الخطير الذي كشف النقاب عنه. فرنسا وبريطانيا تضغطان من أجل إصدار قرار جديد في اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع المقبل، يفرض عليها عقوبات لعدم تعاونها مع الوكالة منذ 18 شهرا، لكن للمفارقة، الولايات المتحدة حتى الآن، لا تؤيد هذا التوجه وتخشى ان يمهّد لمزيد من التصعيد النووي. عليه، تقول المصادر ان السؤال الذي يفرض نفسه، هو عن سبب تريّث واشنطن هذه المرة ورفضها الذهاب نحو خيارات صارمة ضد ايران. فهل هو رد لجميل طهران المتعاونة مع عدم التصعيد العسكري في المنطقة تزامنا مع حرب غزة؟ وهل تفضّل واشنطن ان تناقش هذا الملف على طاولة تفاوض مع طهران بالدبلوماسية وبعيدا من الصدام، كما هو حاصل اليوم بين العاصمتين في مسقط؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o