Aug 12, 2018 6:58 AM
صحف

هل يتنازل الحريري عن وزارة الداخلية؟

أعادت زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى رئيس المجلس النيابي، ومن ثم استقباله رئيس التيار الوطني الحر في «بيت الوسط» الزخم الى حركة الاتصالات على خط التأليف الحكومي، بينما بدا أن للرئيس نبيه بري دوراً محورياً في كسر حالة الجمود في هذه الازمة.
وفي السياق، زار امس وزير الإعلام ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الرئيس بري حيث عرض معه اخر مستجدات الوضع الحكومي.
ووصف رياشي اللقاء بالممتاز، وأضاف ان بري يساعد الحريري في حلحلة العُقَد، وهكذا فعل جعجع الذي قدم التسهيلات امام الحريري الى الحدود القصوى، لكن تبقى بعض العقبات أهمها ان بعضهم يظن ان الحكومة تؤلف على جبل الاولمب حيث تعيش آلهة الأساطير، في حين اننا كائنات بشرية عادية، والأهم هو ان يتواضع البعض ويعرف ان وحدة المعايير هي كلٌ متكامل.
ومعروف ان العقدة المسيحية المتمثلة بحجم تمثيل كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر هي العقدة الأبرز، إضافة الى عقدة تمثيل الوزارء الدروز التي يتمسك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأن يكونوا من حصته. وفي الاطار أكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ، تمسك الاشتراكي بالحصة الدرزية كاملة في الحكومة، معتبراً أن هناك عاملاً داخلياً يحول دون التشكيل إضافة الى عوامل خارجية لا يمكن أن يتمّ فصلها عن الواقع اللبناني.
 

تحفظٌ على التفاؤل

ويتحفظ مدير مركز الارتكاز الإعلامي سالم زهران على الهَبَّة التفاؤلية الأخيرة التي أعقبت عودة الاتصالات على خط عملية التأليف، ويقول في اتصال مع القبس ان هناك الكثير من التفاصيل خاصة في توزيع الحقائب لا تزال يكمن فيها الشيطان.
وفي ما يتعلق بتفكيك العُقَد الثلاث المعروفة، يكشف زهران أن بري دخل على خط تفكيك العقدة الدرزية مع النائب جنبلاط، كما ان حزب الله ضمناً لديه ثقة بقدرة الرئيس عون على ارضاء سُنَّة ٨ آذار بطريقة ما حكومياً. اما العقدة المسيحية، فأمرها هو بيد جعجع الذي سينال أربع حقائب بينما ينال التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية عشر حقائب، واحدة منها قيد المقايضة بوزير سُنِّي مع الرئيس الحريري، بحسب زهران، اما الوزير رقم ١٥ مسيحياً فسيؤول الى تيار المردة لترسو الحكومة الثلاثينية على عشرة وزراء للرئيس عون والتيار الوطني الحر وأربعة للقوات اللبنانية ووزير للمردة (إضافة الى ستة وزراء للثنائي الشيعي وستة لرئيس الحكومة وثلاثة للطائفة الدرزية) في توزيع يحاكي الحكومة الحالية لكن مع انتقال منصب نائب رئيس الحكومة من حصة جعجع الى الرئيس عون.
والمرحلة المقبلة التي ستعقب التوافق على توزيع الحصص هي اسقاط الحقائب على القوى السياسية، وهنا يرى زهران ان النقاش سيتركز حول نوعية حقائب القوات وهل سيتنازل الحريري عن حقيبة الداخلية السيادية لمصلحة جعجع؟ ام سيتم ارضاء معراب بحقائب دسمة من دون سيادية؟.
وهنا يسكن شيطان التفاصيل الذي يحتاج المزيد من العمل والصلاة، على حدّ قول زهران، الذي يردد المثل الشعبي الاكثر ترداداً على لسان الرئيس بري هذه الايام عند سؤاله عن الحكومة: «ما تقول فول ليصير بالمكيول».
ويختم زهران حول ما يحكى عن العُقَد الخارجية بالقول: «إذا تم ارضاء الطرفين المسيحيين (التيار والقوات) فضمناً ستسلك الحكومة إقليمياً»، فالسعودية يرضيها ما يرضي جعجع. أما في الجهة المقابلة فإن حزب الله الحليف الأساس للرئيس عون فيمتلك شيفرة المحور المقابل في دمشق وطهران.

المصدر: القبس

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o