May 20, 2024 4:56 PM
خاص

الإعتدال السياسي يواجه تفشي التطرف...تداعيات قد تصيب لبنان والهيمنة إلى خارج الحدود

جوانا فرحات

المركزية- دحضاً لأي كلام أو قراءات مسبقة عن أهداف الزيارة التي قام بها الرئيس فؤاد السنيورة والنائب السابق فارس سعيد إلى بكركي حيث اجتمعا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن أبرزها إعادة تكوين لقاء على غرار لقاء البريستول، فإن العنوان الرئيسي الذي سيكون مدار بحث ومتابعة مع الراعي هو التطرف في ضوء التوجهات المتزايدة في العالم والمنطقة العربية نحوه، في ما المطلوب هو الإعتدال ثم الإعتدال.

ولأن المشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان هي عدم القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، وما ينتج عن هذا الفراغ الرئاسي من تفريغ مؤسسات الدولة ووضع لبنان على قاب قوسي اللاسيادة، شدد المجتمعون على ضرورة العودة الى المبادىء الأساسية التي يُجمع عليها اللبنانيون وهي سيادة وحرية لبنان، واحترام الدستور، وعلى أن رئيس البلاد هو الحكم بين السلطات ورأس البلاد، وتضافر وحدة اللبنانيين حول احترام الدستور. اللقاء انتهى لكن المتابعة هي الأساس خصوصا مع دخول المنطقة منعطفا خطيراً نتيجة وفاة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في حادث تحطم الطائرة التي كانت تقله من أذربيجان الشرقية إلى إيران.

النائب السابق فارس سعيد يلفت عبر "المركزية" أنه إلى جانب المواضيع الداخلية التي تمت مناقشتها مع الراعي ومن أبرزها ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ومسألة النازحين السوريين من خلال إجماع اللبنانيين على عدم قبول استمرار الوضع على ما هو عليه، وليس من خلال تحويل هذه القضية الى مشكلة ينقسم حولها اللبنانيّون، وهذا الأمر يتطلب المزيد من الحكمة وإصدار موقف موحّد ليُصار الى التعامل مع المجتمع العربي على هذا الأساس".

أما الهدف الرئيسي والشمولي الذي يهدد لبنان والمنطقة بحسب سعيد فهو ارتفاع منسوب التطرف في المنطقة "وقد ظهر جلياً مع التطرف الذي يمثله نتانياهو في إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة والتطرف الإيراني الذي سيقبض بيد من حديد بعد وفاة رئيسي. وهذا الصعود الثلاثي الذي يغذي بعضه البعض، سيأخذ المنطقة إلى منعطف خطير وستكون له تداعيات وتأثير مباشر على عواصم العالم والدول العربية ولبنان".

ثمة من قرأ في ثنائية سعيد -السنيورة في بكركي وفي حضرة البطريرك الراعي تسويقا وتمهيدا لإعادة ترتيب لقاء بريستول جديد. إلا أن سعيد ينفي الأمر جملة وتفصيلا ويؤكد أن "ليس المطلوب بريستول جديد إنما إعادة الإعتبار لفكرة الوسط السياسي التي ترتكز على الشرعية اللبنانية والعربية والدولية. ولا يمكن احتضان  فكرة الوسط السياسي اللبناني إلا إذا تكامل مع مساحة اعتدال عربية. وإزاء مشهد تنامي التطرف من هنا وهناك وتراجع في فكرة الإعتدال السياسي عربيا ودوليا ومن ضمنها لبنان تبقى الأولوية في ضرورة إعادة تكوين الإعتدال السياسي". والسؤال الذي يطرح كيف يمكن إعادة تكوين هذه النواة وضمن أية مساحة خصوصا أن الفكرة شمولية.

يرى سعيد أن الإنطلاقة "تكون من خلال احترام النصوص المرجعية لهذا الوسط السياسي وهي متوافرة في لبنان من خلال وثيقة الوفاق الوطني على عكس الحال في كل من سوريا أو العراق أو اليمن. ما نطلبه اليوم وما يفيد لبنان، يضيف، هو إعادة تكوين هذا الوسط السياسي دحضا لفكرة وضع اليد على لبنان ومواجهة من ينظر إلى الإرباك في المنطقة ويخشى من المجهول.

وبقناعة المؤمن بأن هذا البلد قادر على النهوض يشدد على  أن "النهوض إما أن يكون للجميع وبالجميع أو لا يكون، وأيضا يكون بالتكامل بين الشرعيتين اللبنانية والعربية لأن الإعتدال يمتد على مساحة العالم العربي .

ويختم سعيد "المطلوب مبادرة اعتدال عربية نتكامل معها كفريق اعتدال استنادا إلى وثيقة الوفاق الوطني. فلبنان لا يمكن أن يكون إلا سيداً حراً مستقلا .هذه هي الصيغة التي نريدها ونتمسك بها أما من يريد الهيمنة، فعدا عن أننا لا نرتاح له، لا مكان له على أرض لبنان".   

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o