May 18, 2024 8:01 PM
أخبار محلية

الصايغ: هناك مسؤولية مباشرة وغير مباشرة على حزب الله بموضوع الوجود السوري

علّق النائب الدكتور سليم الصايغ على "بيان الخماسية" الاخير، مشيرًا الى ان الكباش ليس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والبقية انما اكبر بكثير من لبنان وهو بين الدول الخماسية وايران، وهل سيتمكنون من اقناعها بإفلات الورقة اللبنانية والاتيان برئيس لبناني توافقي يستطيع جمع البلد وحجز مكان للبنان على طاولة المفاوضات حول النظام الاقليمي الجديد نعم او لا، مضيفًا:" هذه هي المشكلة اليوم وعليهم الا يحملوننا اياها، فقد بتنا بنظرهم هنود حمر في لبنان يقاتلون بعضهم البعض لا يعلمون كيفية قيام دولة، وعلى العكس نحن بنينا دولة في لبنان ولكن مع دخول العوامل الخارجية بقوة ضربت التوازنات الداخلية وهذا الامر ليس جديدًا انما من العام 1958 وما بعده، حتى بات الوضع الداخلي منهارًا في لبنان، ينما هي الدولة الديمقراطية الوحيدة التي فيها ادارة للتعددية من بين الكثير من البلدان".

الصايغ وفي حديث لـ "بالاول" عبر صوت لبنان، اعتبر ان مطالب اللجنة الخماسية صائبة ونحن نطالب بالامر نفسه، مضيفًا:" كيف يمكن ان يواجه لبنان موضوع النزوح السوري في ظل غياب الناطق الرسمي باسمه امام المحافل الدولية؟ نريد رئيسا لديه مهمة واضحة لا ان يكون استمرارًا للفراغ انما ان يخرجنا من الفراغ وهذه القناعة يجب ان تكون عند حزب الله لان من يمنع لبنان من مواجهة مسألة النزوح بالطريقة السيادية والقانونية المحترمة هو نفسه من يفتح الحدود مع سوريا ولا يسمح بضبط تهريب البشر والبضائع ويستبيح السيادة اللبنانية شرقًا وشمالًا، وهو يتحمل المسؤولية اي حزب الله،".

وردًا على سؤال، قال:" نحن على تواصل دائم مع عواصم الدول الصديقة مع لبنان والجميع حريصون على البلد، ويريدون رئيسا يجمع البلد،
لهذا السبب يريدون رئيسا توافقيا وبالنسبة لحزب الله المرشح التوافقي هو مرشحه، وقد أبلغنا "الخماسية" في اللقاءات التي جمعتنا ألا مشكلة لدينا بالذهاب الى مجلس النواب للتشاور، وعلى الافرقاء ان يعلنوا عدم التزامهم بمرشحهم، اما النقطة الثالثة وفي حال عدم التوافق على رئيس هل هناك التزام واضح من بري بالذهاب الى التصويت مهما كانت نتيجة المشاورات؟ وقلنا للخماسية اننا غير مستعدين للذهاب الى حوار طرشان من دون التزام مسبق بإجراء انتخابات".

وردًا على سؤال حول مراهنة حزب الله على الوقت للاتيان بمرشحه للرئاسة، لفت الى ان "الخماسية" تقوم بجهدها مع الرئيس بري الذي يتواصل بدوره مع حزب الله وبالتالي ليبلغ الاخير بري بموقفه الذي  لم يكن ايجابيًا في المشاورات الاخيرة، مضيفًا:" بالنتيجة حزب الله لا يريد ان يفلت من يده ورقة مرشحه الوحيد بيننا فكرة مبادرة الاعتدال التي انتقل منها هي التوافق على  لائحة أسماء مقبولة خلال المشاورات  فلا تختصر  هذه المشاورات  العملية الديمقراطية انما تكون ممهدة لها، وعندما تحدثنا عن هذا الموضوع مع الخماسية وبعض النواب لم نتلقَ أي جواب حاسم وهذا يعني الا نضوج بعد للطبخة الرئاسية وحرص "الخماسية" على وضع الانتخابات الرئاسية على نار حامية يترجم قلق عميق من خطر داهم سيتعرض له لبنان وكأنه أمر محتوم، وبالتالي وحدة اللبنانيين بالمؤسسات قادرة على المواجهة والمحافظة على البلد. 

وذكّر الصايغ ان في العام 2006 في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والتي اعتبرها الرئيس بري حكومة المقاومة وهي التي اتت بالقرار 1701، حدّ وجود هذه الحكومة من الضربات الاسرائيلية، سائلاً:" اما اليوم من سيحرك الدبلوماسية اللبنانية وكيف سيواجه لبنان في حال تطورت الحرب بين حزب الله واسرائيل؟ الحديث الذي يجري في مختلف لقاءاتنا ان احتمال توسيع الحرب هو 50%، كل الدول الكبيرة وضعت الخطط لاجلاء رعاياها من لبنان، اما نحن كدولة ماذا نفعل وما هي خطتنا؟ اين هي الدولة اللبنانية وكيف ستتم الاستجابة لهذا الخطر؟ الدول الغربية خائفة من الفوضى ومن "صوملة" لبنان، والمادة 49 من الدستور تقول ان رئيس الجمهورية هو من يقبض على زمام الازمة وهذه الصلاحية لم تعط لاحد ولو اعطيت للحكومة فما علينا إلا ان نذكر ان هذه الحكومة مبتورة وليس لديها أصلا  ثقة المجلس النيابي، لذلك البلد مستمر بقوة الاستمرار التي تضعف."

وردًا على سؤال حول المواجهة بين حزب الله والمعارضة لمنعه من وضع اليد على الملف الرئاسي، قال:" اللجنة الخماسية باتت مدركة لهذا الوضع، وعندما لا يقابل سفراء الخماسية بعض النواب بسبب العقوبات وهم رؤساء احزاب فهذا له دلالات ان مستقبل لبنان لا يمكن ان يرتبط بشخصيات سياسية لديها ملفات قائمة دوليًا يجب تنقيتها في حين نحن نحتاج للشرق والغرب ولكن في الوقت عينه قوتنا بمدى استقلاليتنا عن الشرق والغرب التي تضمنها الشراكة الوطنية الداخلية المناعة والحصانة الداخلية، ومن يمنعها ان الدولة اللبنانية غير قادرة على الوقوف للاسباب المعروفة السلاح والفساد وهما وجهان لعملة واحدة، من هنا الدول باتت تقول هل نأتي برئيس فلكلوري او نتحدث باستقرار منطقة الشرق الاوسط ومستقبل فلسطين وسوريا ومصر واستقرار دول الخليج ودور لبنان في الامن القومي الشرق أوسطي؟ اليوم لدينا فرصة في لبنان لان يبقى اللبناني على تناقضاته ومشاكله الداخلية هذه المساحة المميزة لتلاقي السني والشيعي والدرزي والكاثوليكي والماروني والارثوذكسي منارة لا مثيل لها يمكننا ان نترجمها لمصالح اقتصادية وتجارية، لنتأمل بهذا الدور اللبناني الذي يمكن ان يستعيده وان يلعب دور جسر تواصل بالتجارة والاقتصاد والمال السياحة والثقافة وكل الميادين الاخرى، اللبنانيون يصنعون اليوم في الخارج عالم المستقبل ونحن نتحدث عن "الذكاء الاصطناعي" وهذا الامر غير بسيط، بينما في الداخل نقوم بتدمير ذاتي وهذا هو الخوف اليوم، ونقول لحزب الله فكر بهذا الكنز  الموجود في بيروت ولنفكر بانتصارات اخرى يمكننا ان نسجلها جميعا كلبنانيين على مساحة العالم، لان مسار حزب الله اليوم هو تدمير ذاتي وهو اكبر خدمة لاسرائيل ولكل طامع بلبنان، قوتنا بإمكانيتنا على ترجمة ذكائنا وتربيتنا في السوق العالمي لنحافظ عليها".

وعن جلسة مجلس النواب والتوصيات التي أقرت، اعتبر الصايغ ان هذه الجلسة عقدت بعد الاسئلة التي طرحت واولها التي طرحها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل طالبًا من رئيس الحكومة شرح موضوع الهبة الاوروبية وعندها قرر رئيسا الحكومة ومجلس النواب عقد جلسة لمناقشة الهبة، ولكن تم شرح كل شيء الا الهبة المسجلة اصلا في برنامج الامم المتحدة وهو امر معروف لكن أُعلن عنه للسنوات القادمة، مضيفًا:" توقيت اعلان الاتحاد الاوروبي في هذا الظرف مرتبط بموقف قبرص بعد هجرة 4الاف نازح، مقابل تعهد دائم اخذه من لبنان بحماية حدوده وذلك لمواجهة ايضًا اليمين المتصاعد في اوروبا، ولكن ضبط الحدود البحرية قائمة اصلا وليست جديدة".

وتابع:" الاتحاد الاوروبي يقوم بعمله لحماية دول الاتحاد من النزوح في حين هناك تخبط داخلي ولا سياسة موحدة في اوروبا لمواجهة النزوح، ادى الى تنامي اليمين المتطرف".
وقال:" اما بالنسبة للبنان، فالقوى السياسية لم يعد لديها مادة نضالية للتراشق بسبب الافلاس، وبعد استشهاد باسكال سليمان عاد النزوح السوري والتفلت الامني الى دائرة الضوء وما زاد الطين بلة اعلان الحكومة السورية ان المتورطين في الجريمة داخل منطقة يسيطر عليها حزب الله، فبدلا من ان يكون الموضوع وحدة وطنية بتنا نرى الاتهامات المتبادلة  على خلفية النزوح ونحن لم ندخل بهذا السجال واردنا ان بقى بعيدين عن هذين الموضوع في وقت علينا مواجهة الحاضر والمستقبل، وهنا اهمية كتاب رئيس الكتائب لعقلنة الموضوع. برأيي هذه الجلسة هي لتنزيل "الناس عن الشجرة" وتم اصدار التوصيات التي هي "لزوم ما لا يلزم"، وجرى مناقشة موضوع النزوح السوري خارج موضوع الهبة الى جانب ما قاله امين عام حزب الله الذي دعا الى فتح البحر، وهنا كانت اهمية رد رئيس الكتائب ان القضية هي في ضبط الحدود واعادة النازحين الى ارضهم، هناك مسؤولية مباشرة وغير مباشرة على حزب الله بموضوع الوجود السوري وبالتالي يجب معالجة الموضوع في لبنان بانتباه، وعلى حزب الله ان يعود الى لبنان ليعود السوريون الى ارضهم، هناك اراضٍ آمنة في سوريا للتحمل مسؤوليتها الدولة السورية التي تستعمل مع حزب الله هذه الورقة للابتزاز، نحن نتحدث عن مليونين ونصف نازح 500 الف منهم هم من العاملين مليون غير شرعي بأقل تقدير ومليون شرعي تعترف بهم الامم المتحدة و4 ولادات سورية من اصل 10 وبالتالي نحتاج من 8 الى 9 سنوات لترحيلهم في حال بقية عمليات الترحيل على وتيرتها الحالية، لذلك يجب ايجاد مقاربة جذرية واضحة وان نضع الحكومة السورية وحزب الله امام واجباتهما فهذه مسؤولية وطنية كبيرة الهوية اللبنانية معرضة للخطر، لذلك على الحكومة اللبنانية وقوى الامر الواقع تسهيل انتخاب رئيس لان هذا الرئيس سيخلص لبنان من الازمات السورية والازمات الاخرى".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o