May 17, 2024 12:21 PM
خاص

المساعدات الدولية لغزة: رسالة ضغط على تل ابيب

لورا يمين

المركزية- أعلن الجيش الأميركي امس استكمال بناء رصيف بحري بساحل قطاع غزة بهدف استخدامه في إدخال المساعدات للفلسطينيين هناك. ونقلت أسوشيتد برس الخميس عن القيادة المركزية الأميركية قولها إنها لم تدخل أي قوات إلى غزة في إطار هذا الجهد. وأوضحت القيادة أن من المتوقع أن تبدأ الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية لغزة بالتحرك إلى الشاطئ في الأيام المقبلة. كما أفادت بأن منظمة الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات وتنسق توزيعها في غزة، لافتة إلى أن بناء الرصيف يأتي في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة. وأشارت إلى أن جنود أميركيون قاموا بتثبيت رصيف مؤقت على الشاطئ في غزة لإدخال المساعدات.

وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق إن الجيش بدأ في نقل رصيف بحري إلى ساحل غزة تمهيدا لتشغيل ميناء بحري وعد به الرئيس جو بايدن لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين. واختار الجيش الأميركي تجميع الرصيف أولا في ميناء أسدود في وقت سابق من هذا الشهر بسبب الظروف الجوية في الموقع الذي سيقام فيه الرصيف الآن في غزة. وقال مسؤول أميركي "في وقت سابق من الأربعاء، بدأت مكونات الرصيف المؤقت... إلى جانب سفن عسكرية مشاركة في بنائه، بالتحرك من ميناء أسدود إلى غزة حيث يرسو على الشاطئ للمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية الدولية".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في اليوم نفسه إن شحنة بريطانية تبلغ نحو 100 طن من المساعدات غادرت قبرص متجهة إلى رصيف مؤقت جديد في غزة.

المجتمع الدولي بعواصمه الكبرى، وعلى رأسها تلك الحليفة لاسرائيل، اي واشنطن ولندن، تصر على ايصال المساعدات الى الشعب الفلسطيني، بينما ثمة تشدد في اسرائيل، اقله على الصعيد الشعبي وكي لا نقول السياسي ايضا، في تعاطيها مع هذه القضية "الانسانية"، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". في الايام الماضية، اعترض محتجون إسرائيليون طريق شاحنات مساعدات كانت متجهة إلى غزة، وألقوا المواد الغذائية على الطريق في حلقة تأتي ضمن سلسلة حوادث مماثلة. وقد أشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الإثنين، إلى أن "الولايات المتحدة أثارت مع إسرائيل واقعة قيام محتجين باعتراض طريق شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة"، مضيفا "لا ينبغي إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

ووفق المصادر، يحمل هذا الاصرار الدولي "الانساني" بُعدا سياسيا ايضا، اذ يدل على ان الغرب لم يعد راضيا لا عن تصلّب تل ابيب وعرقلتها الحلول ومساعي التسوية والتوصل الى هدنة، ولا ايضا عن سلوكها انسانيا. فهي اولا استخدمت السلاح الاميركي ضد المدنيين، ما اثار ازمة بين واشنطن وتل ابيب، واليوم هي تعوق درب المساعدات الى غزة رغم كونها تعهّدت بخلاف ذلك في العلن.

انطلاقا من هنا، يأخذ التشدد الدولي انسانيا، طابعا سياسيا، ويشكّل رسالة اضافية الى الحكومة الاسرائيلية بأن كل ما تفعله لم يعد مغطًى مِن قبلها لا بل هو مصدر إحراج وإزعاج لها، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o