عَمّان تتصدى..ايران تحاول استلحاق الاردن؟
لورا يمين
المركزية- اشارت وكالة الأنباء الأردنية امس الى ان "الأجهزة الأردنية الأمنية أحبطت محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة أرسلتها ميليشيات مدعومة من إحدى الدول إلى خلية في الأردن".
واكدت الوكالة بذلك معلومات نقلت عن مصدرين أردنيين، حيث افادا ايضا عن "ان الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس). وقال المصدران اللذان لم يرغبا الكشف عن هويتهما لوكالة رويترز في تقريرها الذي ترجمته وكالة عمون الأردنية، إن الهدف من المؤامرة هو زعزعة استقرار الأردن، مشيرين إلى أنه تم ضبط مخبأ الاسلحة بعد القاء القبض على أعضاء الخلية، في أواخر آذار. ورفض المصدران الأردنيان، الكشف عن الأعمال التخريبية التي تم التخطيط لها، مستشهدين بالتحقيقات الجارية والعمليات السرية. ولم تحدد المصادر الأسلحة التي تم ضبطها في آذار، على الرغم من قولها إن الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب الأسلحة بما في ذلك ألغام كليمور ومتفجرات C4 وسيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم. ووفقا للمصادر الأردنية، فإن بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم ضبطها في آذار، كانت مخصصة للاستخدام في الأردن من قبل خلية الإخوان. وقال أحد المصادر وهو مسؤول قريب من الأجهزة الأمنية، "إنهم يخفون هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، ويحددون موقعها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ويصورون موقعها ثم يأمرون الرجال باستعادتها من هناك".
وأكد ممثل كبير لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن بعض أعضائها اعتقلوا في آذار وبحوزتهم أسلحة، مؤكدا أن كل ما فعلوه لم توافق عليه الجماعة.
في المقابل، عبرت حركة حماس عن استهجانها من المعلومات عن علاقتها بأعمال "تخريبية" تم التخطيط لتنفيذها في الأردن. وأكدت حماس في بيان أن الحركة لا علاقة لها بأي أعمال تستهدف الأردن وهي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
تأتي هذه المعطيات في ظل اجواء غير ودية تسيطر منذ اسابيع لا بل اشهر على علاقة عمان بحماس وبحلفائها من الفصائل الفلسطينية وبالمحور الممانع الذي تتزعمه ايران في المنطقة ككل، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". ذلك ان الاردن يستشعر محاولات ايرانية الطابَع لزعزعة استقراره عبر التظاهرات الشعبية المشاغبة تارة وعبر محاولات تهريب الممنوعات عبره تارة اخرى وعبر الحديث عن انتقال قيادات حماس من قطر الى اراضيه طورا وصولا الى نقل الاسلحة اليه اخيرا.
وترى المملكة في هذا السلوك محاولة من قبل ايران لاستتباع الاردن ولجعله ساحة من ساحات الممانعة والمواجهة مع اسرائيل والغرب ككل. انطلاقا من هنا، عمان تبدي حزما في التصدي لهذا المخطط وهي أبلغت من يعنيهم الامر من حلفاء وخصوم، انها ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن سيادتها.