May 15, 2024 4:39 PM
مقالات

مجنون يحكي وعاقل يسمع

كتب  الدكتور إيلي  الزير:

كثير هو الكلام عن النازحين السوريين في لبنان، تكاد كل القوى السياسية تطالب بترحيلهم إلى بلادهم. هو مطلب محق بخاصة أنّ عدد النازحين بات يشكّل نصف سكان لبنان تقريباً. والبلد يعيش أزمة سياسية واقتصادية وأمنية لا طاقة له على تحمّل هذا الواقع الصعب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الكلام اللبناني الكثيف عن النازحين يمكنه أن يصل إلى نتيجة ما؟

كل الوقائع تقول إنه كلام لا يقدّم ولا يؤخر. لأنّ ملف النازحين متشعبٌ يمتد من مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك ليصل إلى قصر المهاجرين في دمشق، وما بينهما ألف عقدة وعقدة، من المؤكّد أنّ اللبنانيين لا قدرة لهم على فكّ أيّ عقدة من تلك العقد.

لأننا عاجزون كلبنانيين عن حلّ هذا الملف. تعالوا جميعاً نفكر بشكل مختلف من خارج الصندوق، أو كما يُقال بالعامية تعالوا نفكر كما تفكر المجانين، والمثل الشعبي يقول "مجنون يحكي وعاقل يسمع". تعالوا نساوم العالم ومنظماته الدولية على رؤية سيعترض عليها الكثيرون. لكنها للتفكير فقط للتفكير، ودائماً على قاعدة "مجنون يحكي وعاقل يسمع". لماذا؟ لا نصل إلى اتفاق مع العالم أن يعتبرونا كلبنانيين نازحين، وأن يعتبروا السوريين في لبنان مواطنين بحيث تقدّم المعونات المالية والإغاثية للبنانيين، بعد اكتسابهم صفة النازحين وليعش السوريون في لبنان الواقع الذي يعيشه اللبنانيون اليوم، حيث لا قدرة لهم على دخول المستشفى ولا على فتح باب للرزق، ولا على تأمين قوت يومهم.

نعم، فليمنحنا العالم نحن اللبنانيين صفة النزوح، وليعطوا ضيوفنا السوريين صفة المواطنة. حينها فليجرّب كلٌّ منّا الواقع الذي يعيشه الآخر، وبعدها فلنجلس جميعاً كي نقرّر ماذا نفعل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o