May 13, 2024 4:31 PM
خاص

واشنطن للسوداني: "لا انسحاب من العراق"

يولا هاشم

المركزية – امتدت زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى الولايات المتحدة الاميركية أسبوعاً كاملاً، من 15 إلى 20 نيسان الماضي، ووصفت بواحدة من أكبر الوفود التي رافقت رؤساء الوزراء السابقين، حيث ضمت حوالي 135 شخصية، وتم التحضير لها على أعلى المستويات الحكومية نظراً لمناقشتها لملفات واسعة وشاملة، على الرغم من تأخرها مقارنة بعمر الحكومة التي تم تأليفها منذ حوالي عامين، نتيجة للتحفظات الأميركية في بداية تشكيلها، الأمر الذي دفعها للعمل خلال فترة التشكيل على تنفيذ برنامج حكومي يتضمن الإصلاحات الإدارية والمالية والخدمية، بمعزل عن المناكفات السياسية، كما حرصت على تحقيق التوازن السياسي المحلي والدولي في أقصى قدر ممكن.

ووصفت اوساط سياسية اميركية زيارة السوداني بالجيدة بالنسبة لواشنطن حيث تطرق البحث الى الوضع الامني في العراق. ودعا الرئيس الاميركي جو بايدن رئيس الحكومة العراقي الى ضرورة ضبط حكومته ونشاطات الحشد الشعبي ووقف الاعتداءات على القوات الاميركية.  كما رفض بايدن طلب السوداني بأن تقدّم واشنطن جدولا لسحب قواتها من العراق في هذه الفترة. واكد على بقاء القوات الاميركية في العراق. رغم هذا الموقف تعتبر واشنطن زيارة السوداني ونتائجها جيدة ولو انها هوجمت من قبل اطراف كثيرة في العراق من التي تدور في فلك ايران. فكيف ستُتَرجَم نتائج زيارة السوداني في الواقع العراقي؟

مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان السوداني يحاول إعطاء استقلالية للسياسة الخارجية في العراق، والقيام بتوازن بين واشنطن وطهران، لأن الحشد الشعبي والقوى العسكرية الأخرى الموالية لايران في العراق قوية، لا يمكنه تحجيمها، لكنه يسعى مع واشنطن لتقليص دورها قدر المستطاع. وتلفت المصادر إلى ان واشنطن هي من قدمت العراق على طبق من فضة لايران، منذ اسقاطها لنظام صدام حسين، ولا تستطيع إنهاءه، لكن رغم ذلك يهمها ان تحافظ على موطئ قدم لها في العراق، سياسي بالدرجة الاولى ومن ثم عسكري، ولهذا ما زال للولايات المتحدة نحو ألفي جندي في العراق، خاصة في كردستان. في المقابل، ليس لدى ايران اي مانع من تواجد الولايات المتحدة في العراق، شرط ان يكون نفوذها متقلصا الى جانب الدور الايراني البارز والكبير.

وتؤكد المصادر ان السوداني يحاول التوازن بين الطرفين، فهو من جهة لا يستطيع تخليص العراق من الهيمنة الايرانية بشكل نهائي، ومن جهة أخرى سيحافظ على الوجود السياسي والعسكري الاميركي. وهذا ما بحثه مع البيت الأبيض.

 وتؤكد المصادر ان ايران لن تقبل التخفيف من وجودها السياسي الطاغي، فهي من تشكل حكومات وتسلب أموال الشعب العراقي وتصرفه على جماعتها كالحشد الشعبي وغيره. "يا محلا لبنان"، تستطرد المصادر، صحيح في لبنان لدينا "حزب الله"، لكن في العراق الدولة هي من تتكبد مصاريف الحشد الشعبي وتدفع رواتب عناصره، وحتى وزير الداخلية لا يمون على الحشد الشعبي ولا أحد يمون عليه إلا ايران، وبالتالي فإن مسألة العراق معقدة جداً، وهذا كله من صُنع الولايات المتحدة في الاساس.

هل ندمت الولايات المتحدة على فعلتها؟ لا نعلم تضيف المصادر، لكنها من دون شك تشعر بثقل النفوذ الايراني في العراق مقابل تقلّص النفوذ الاميركي تدريجا. واخيراً، هناك صفقة أميركية – ايرانية تشمل كل قضايا المنطقة، وكل المؤشرات تؤكد ان واشنطن ستوافق بعد فترة، قد تكون بعد شهر او سنة، بعد الانتخابات الاميركية حتماً، خاصة في ما يتعلق بالمفاعل النووي الايراني، لا سيما إذا عاد بايدن. والفرق واضح بين دونالد ترامب الذي يحاول قدر المستطاع الحدّ من النفوذ الايراني في المنطقة وبايدن الذي يريد ان يشارك ايران قدر المستطاع لتكون موجودة.
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o