Apr 16, 2024 12:04 PM
خاص

نصرالله يتهم السياديين بما يفعل...محاولة حجز مقعد في قطار التسوية

نجوى ابي حيدر

المركزية- اثبتت معطيات  وحوادث الايام الاخيرة ان لبنان يقبع في حالة من الانكشاف الأمني ، تتداخل فيها الوقائع الأمنية الداخلية بالعسكرية الحدودية، فيما الانقسام السياسي الواسع ينذر بمخاطر لا تحمد عقباها تحذر منها بعض الدول المهتمة بلبنان من دون اذان لبنانية صاغية.  ووسط تضارب في الرؤى والتوجهات، وفيما يسعى بعض القيادات السياسية والحزبية الى نكء الجراح ومحاولة ضبضبة الوضع حرصا على السلم الاهلي ودرءا لخطر الفتنة يصر آخرون على المضي قدما في لغة التهديد والوعيد وتخوين كل مطالب بالسيادة ورافض للانضمام الى مشاريع واجندات اقليمية أثبتت مدى تداعياتها البالغة الخطورة على لبنان واسهمت في بلوغه أسوأ حال.

في معرض تفنيدها لمواقف امين عام حزب الله الاخيرة، تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" ان السيد حسن نصرالله الذي يمنن اللبنانيين بأمنهم وامانهم وحمايتهم من الشر الاسرائيلي المستطير يصرّ على بعث رسائل تهويل وتهديد الى قوى سياسية سيادية ويتهمها بالجنوح نحو التقسيم والفديرالية والسعي لتحقيق مشاريع مماثلة ، في حين انه وحزبه ينفذان عمليا التقسيم  اذ يتهم الاخرين بالسعي اليه بدءا من قطع طريق الرئاسة الا لمرشحه وصولا الى ممارسات الحزب في الميدان. وتسأل" هل بامكان دورية لقوات اليونيفيل ان تتجول بحرية في المنطقة الدولية التابعة للقرار 1701 من دون مواكبة من الجيش وفق القرار 2650 ومن دون ان يعترضها "الاهالي" وهي تسمية  يستخدمها الحزب ليبعد الشبهة والمسؤولية عن "جماعته" ويلقيها على "الاهالي" وهم ليسوا سوى عناصر في حزبه، يعترضون  الدورية لانها دخلت في طرق فرعية، فهل يعقل ان يقوم الاهالي بفعلتهم من دون غطاء حزب الله. واذا كان حزب الله يمنع عناصراليونيفيل من تنفيذ مهماتهم،,وهم قوة ومراقبون دوليون لتنفيذ القرارات الدولية، كيف سيسمح لعناصر الجيش اللبناني وقوى الامن او اي عنصر امني  ممارسة مهمته في الجنوب بحرية ومن دون اي تدخل او عرقلة؟ الادلة على ذلك كثيرة من انفجار قانا بعد تفجيرمرفأ بيروت الى حوادث اعتراض دوريات اليونيفيل ووقوع ضحايا نتيجة المواجهات واستخدام السلاح. كل ذلك من دون توقيف احد ممن اعتدى على القوة الدولية او تجاوز القانون، وإن اوقف يطلق بأسرع الممكن.

وبعد، تسأل المصادر، لماذا لا يطبق الحزب حكم المحكمة الدولية بتسليم المتهمين "القديسين" باغتيال الرئيس رفيق الحريري، واين قتلة لقمان سليم والياس الحصروني وجو بجاني وشهداء قوى 14 اذار.عشرات الجرائم والقتلة يسرحون ولا تجرؤ الدولة واجهزتهاعلى  تطبيق القانون لان المقترفين يتمتعون بغطاء فائض القوة؟ حتى في غزوة عين الرمانة اوقفت الدولة المعتدى عليهم من شباب المنطقة المدافعين عنها ولم توقف احدا من القوة المهاجمة من عناصر حزب الله وحركة امل ، على رغم فيديوهات اظهرت جحافل المهاجمين بسلاحها الحربي من رشاشات وبنادق يطلقون النار باتجاه عين الرمانة ، حيث تمركز الجيش .

الشواهد والوقائع اكثر من ان تُعد في مجال  رفض الحزب الالتزام بالقانون، ناهيك عن تهديد قضاة وموظفين وامنيين بوقاحة من دون ادنى اعتبار لهيبة المقامات في الدولة اللبنانية، ولا عجب ما دامت لهؤلاء دويلتهم المتفلتة من اي ضوابط او قوانين ، دويلة السلاح والكبتاغون والتهريب والحدود السائبة ، دويلة وُجدت لخدمة المشروع الفارسي لاتهمها دولة لبنان بقيت ام زالت من الوجود.

واذا كانت ممارسات الدويلة ومواقف قادتها السياسيين والروحيين تتجه الى مزيد من التصلب والتشدد وكَيل الاتهامات للسياديين، فمرد ذلك بحسب مصادر المعارضة، الى ان الحزب يراقب ويعلم ان المنطقة تتجه الى شرق اوسط جديد وتسوية كبرى سينتهي معها الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني وفق حل الدولتين وتنتفي مهمة كل سلاح خارج شرعيات الدول. انذاك سيطبق القرار 1701  وينتهي دور المقاومة.

تبعا لذلك، تسعى قيادة حزب الله الى ايجاد وظيفه وحجز مقعد لها في قطار التسوية، عبر لعب دور حارس الاستقرار في الجنوب يجسده ، وفق اعتقاده، بسرايا الحدود المؤلفة من عناصره الثمانية الاف، فيكون صمام امان للبنان وحدوده ونفطه وغازه. وقد قالها بالفم الملآن منذ ايام، نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في الاحتفال التأبيني للشهيد عباس ‏ديب دعيبس في بيروت،" نحن نعتقد أنَّ المقاومة بسلاحها مطلب أساسي لغالبية اللبنانيين، وأكثر من ذلك نحن نؤمن بأنَّ الدولة هي ‏التي يجب أن تحتكر السلاح من أجل الأمن الداخلي ومن أجل حماية البلد، ولكن سلاح المقاومة لا علاقة له ‏بالأمن الداخلي،  فسلاح المقاومة له علاقة بمواجهة إسرائيل، فكفى تحججاً بالسلاح والسلاح.... لولا هذا السلاح ‏المقاوم لما استقر البلد ولما تحررنا من إسرائيل، وسيبقى معلماً أساسياً لحماية البلد، ولحماية استقراره".

ولكن يبقى ان نسأل ...ماذا عن موقف ورأي الفريق الداخلي المناهض للطرح هذا ،وهل تقبل واشنطن بابقاء الحزب شوكة في خاصرة لبنان بعد انطلاق قطار التسوية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o