Aug 08, 2018 6:35 AM
صحف

الحكومة بعد الخريف؟

اعتبر مراقبون ان موضوع الاستحقاق الحكومي بات تفصيلاً صغيراً إزاء خطورة ما تشهده المنطقة، بل انه نُقل عن احد الاقطاب السياسيين قوله في هذا المجال "ان التعقيدات الداخلية التي تمنع تأليف الحكومة لا ينبغي الاستهانة بها، مقارنة مع الموانع الخارجية"، اضاف "ان الاوضاع في المنطقة باتت تتصدر كل الاهتمامات، وتأليف الحكومة قد يتأخر الى ما بعد الخريف، خصوصاً ان بعض المعنيين مربكون ولا يحسنون التعاطي مع هذا الملف الدستوري بسبب قلق مزدوج يساورهم ويوزع اهتماماتهم بين الداخل والخارج".

كذلك، نُقل عن مصادر تكتل "لبنان القوي" تاكيدها "ان لا شيء جديداً على خط التأليف، وان الوضع على حاله والعقد على حالها.

من جهتها، قالت مصادر "القوات اللبنانية" "ان الحكومة عالقة في عنق الزجاجة، ولا مؤشرات توحي بإمكانية الخروج من مربّع التأزم الحاصل بسبب تمسّك احد الأطراف بوجهة نظره ودعوته القوى الأخرى إلى التسليم بشروطه، الأمر الذي لن يتحقق لا اليوم ولا في المستقبل". ورأت "ان المعايير التي يعتمدها هذا الطرف هي معايير خاصة لا عامة، فئوية لا وطنية، تعكس وجهة نظره لا وجهة نظر البلد، ولا علاقة لها بالانتخابات وما افرزته من نتائج، وكل الهدف منها الخروج بغلبة حكومية على قاعدة الغالب والمغلوب".

واعتبرت المصادر نفسها "ان هذه الذهنية لا تقود إلى تأليف الحكومة"، وشددت على "ان كل العقد محلية بامتياز، ولا وجود لعقد خارجية"، ودعت إلى "الليونة والتلاقي ضمن مساحة مشتركة". وقالت "ان التعقيد القائم يطرح اكثر من تساؤل عن خلفياته واهدافه، خصوصاً انه بات يؤشّر إلى ان هناك من يخطّط لأبعد من تأليف حكومة، وهذا بالذات ما يحول دون التأليف".

اضافت "ان الخيار هو بين حكومة وحدة وطنية وحكومة وحدة وطنية، ولا خيار خلاف ذلك، وكل المساعي لفرض حكومة امر واقع لن تنجح، كما ان من يراهن على تعب فريق معيّن وتراجعه لأسباب وطنية يخطئ الرهان هذه المرة، لأن أي تراجع لم يعد ممكناً وسيكون على حساب البلد والناس".

وثَمّنت المصادر نفسها جهود الحريري ونوّهت بمواقفه الأخيرة، وتحديداً لجهة قوله "إذا كان المطلوب من رئيس الحكومة أن يقدّم هو كل التنازلات فنحن ضحّينا كثيراً"، وقالت "هذا القول ينطبق بحرفيته أيضاً على "القوات»" التي قدّمت كل التنازلات ولم يعد في إمكانها تقديم المزيد، وهي تجاوبت مع دعوات الحريري إلى التهدئة وعدم رفع السقوف ولا تحديد أحجام وأوزان في الإعلام تسهيلاً لمهمة الرئيس المكلف. لكن، ويا للأسف، هناك من يصرّ في استمرار على رفع السقوف وتحديد أحجام غيره وتجاوز مهمة الرئيس المكلف وصلاحياته، كما دور رئيس الجمهورية".

"النهار": وفي هذا الاطار، قالت مصادر متابعة لـ"النهار" ان الفريق الرئاسي لم يف بما اتفق عليه ان مع "المستقبل" ‏أو مع "القوات". وان لا حكومة بأكثرية لـ"حزب الله"، ولا حكومة إلا بشروط "حزب الله". وتابعت ان ‏الحصص والأحجام ما هي الا أحد شروط الحزب، ومعه الوزير باسيل لتحجيم كل الأفرقاء المناوئين للسياسة ‏السورية ولسياسة "حزب الله". ولاحظ ان الرئيس الحريري لا يمكنه ان يهدي الى الفريقين حكومة باكثرية ضده ‏تكون قادرة على التحكم بمفاصل البلد السياسية والاقتصادية وتجعله في مواجهة المجتمع الدولي بغطاء حريري‎.‎ 
وربطاً بتلك المعطيات، صرح النائب السابق مصطفى علوش لـ"النهار" بان المفاوضات مع رئيس الجمهورية ‏ميشال عون، على ايجابيتها، تتوقف عند الوزير جبران باسيل. وقال ان "الرئيس الحريري يخرج مرتاحاً من عند ‏رئيس الجمهورية ويعلن ان الأمور ايجابية ومرنة، واذ نفاجأ بأن الامور تتوقف أو تعرقل عندما تصل الى الوزير ‏باسيل، فيما الحريري ينتظر جملة واحدة "لنشكل حكومة محلية جامعة‎".‎ 
ورداً على كلام باسيل عن فك أسر لبنان السياسي، قال علوش: "جيد جدًا. نحن مع فك أسر لبنان، لكن الوزير ‏باسيل ربما هو شريك في هذا التكبيل، فليسهل الأمور أمام التشكيل وليحشر المعرقلين الحقيقيين الذين يريدون ‏تكبيل لبنان اقتصادياً وسياسياً وديبلوماسياً، لكني اعتبر كلامه شعبوياً ليس أكثر، مع احترامي له، وهو يعلم أن هذا ‏الاسلوب لا يخدم أحداً، بل يؤدي الى التأزيم، والتواضع أفضل الحلول‎".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o