Apr 08, 2024 4:28 PM
خاص

إسقاط "الحزب" مسيّرة هرمز 900... إنجاز عسكري؟

يولا هاشم

المركزية – في تطور نوعي جديد أعلن حزب الله عن اسقاط طائرة اسرائيلية مسيرة من نوع هرمز 900 فوق الأراضي اللبنانية. هي الطائرة الثانية من هذا النوع التي يتمكن حزب الله من اسقاطها، وبالتالي يعلن نجاح منظومته الدفاعية الجوية. فماذا يعني عسكرياً إسقاط هذه المسيّرة؟ هل يملك الحزب تقنيات عالية تمكنه من إسقاط مسيرات وطائرات على هذا المستوى من التطور؟ وهل من رسالة ايرانية خلفها؟

العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "إسقاط "هرمز" ليس إنجازا كبيرا كما يصورونه. فهذه المسيرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة وإسقاطها بصاروخ، ولو كانت متطورة، فهي متطورة بالتكنولوجيا وليس بالدفاع عن نفسها، والحزب يملك صواريخ مضادة للطائرات تسمح له باستهدافها. هذه المسيرات عملها هجومي لكن ليس لديها وسائل دفاع، إلا التشويش. فهي ليست طائرة مقاتلة. وعندما نقول هجومية فهذا يعني أنها مبرمجة مسبقاً على هدف معين او ان الهدف يُحدَّد أثناء الطيران، أي يتم إرسالها فوق الجنوب، وعندما ترسل هذه المسيرة معلومات مثلا عن الهدف، او السيارة ولونها والطريق الذي تسلكه، يتم إعطاؤها الامر بضربه.

لكن "الحزب" اعتبره انجازا؟ "فليعتبر ما يريد، بالنسبة لهم هم منتصرون في المعركة. سقط أكثر من 440 شهيداً ودُمِّر ثلثا الجنوب ودُمِّرت نحو 3000 وحدة سكنية بالكامل ونزح أكثر من مئة الف جنوبي، وما زلنا منتصرين. هذه حال العرب، كما انتصرنا عام 1967 ننتصر اليوم، ما زلنا في العام 1967 ولم نتطور. يقولون عن غزة بأن "حماس منتصرة"، في حين لم يبقَ أحد في غزة وسُجِّل أكثر من 40 ألف شهيد ومئة الف جريح وتهجر سكانها وتدمرت، وليس لدى الغزاويين مكان للعودة إليه. ما هو مقياس الربح والخسارة؟ هكذا نحن العرب.

ويشير نادر إلى ان "إسقاط "هرمز" ليس إنجازا، وليس رسالة ايرانية، لن نعطيها عسكرياً أكثر من حجمها، ولا حتى سياسياً، وبأن ايران تبعث رسائل الى اسرائيل. لا يمكن تقدير الرسائل بهذه الطريقة. إذا أرادت ايران ان ترد على اسرائيل، وأقول "إذا" لأنني أشك، فإنها سترد بطريقة أخرى، ومن المفترض ان يكون الردّ مناسباً مع الفعل، لأن في حال كان الردّ باهتاً، تسقط ايران وينتفي محور الممانعة. اسرائيل ضربت ايران، لأن أرض القنصلية ملك الدولة الايرانية، وتقصدت خروج السفير لأنها لا تريد قتله بل العسكر، وغادر ثلاثة من كبار الضباط السوريين قبل الضربة، وهذا يعني ان المعلومات مخروقة بشكل كبير جدا، لدى النظام السوري كما لدى "حزب الله"، وكل الحركة العسكرية التي يقوم بها "حزب الله" ومن خلفها ايران أصبحت تراجعية ولم تعد هجومية. عندما أعلنت اسرائيل أنها انتقلت من مرحلة الدفاع الى الهجوم، فهذا صحيح، لأنها هي من تُهاجِم اليوم وتريد الحرب، في حين ان "الحزب" لا يريدها.

لا يمكن اعتبار تدمير مُسيَرة انجازا عظيما، لكن في حال أسقط طائرة F16 عندها يمكن اعتباره إنجازا وبأن "الحزب" أصبح لديه سلاح متطور مضاد للطائرات".

وعما تقدمه هذه الُمسيرة في حال إسقاطها، يجيب نادر: "إذا أصابها "الحزب" وأسقطها فهذا يعني أنها تدمرت ولم يعد بالإمكان الإستفادة او استخراج المعلومات منها. لكن في النهاية ما هي المعلومات التي تملكها ، هي فقط مبرمجة لرصد هدف ما. وهذا امر معروف".

ويضيف: "يعتبر الحزب شهداءه "على طريق القدس"، أين طريق القدس؟ ما زلنا في لبنان وتدمر البلد. ولو أراد التوجه الى القدس لكان قام بذلك في 8 اكتوبر بعد عملية "طوفان الاقصى" مباشرة، عندما كانت اسرائيل ضائعة وفاقدة للقيادة والسيطرة".

ويعتبر نادر ان "احتمال الحرب الشاملة على لبنان زاد بنسبة 50 الى 60 في المئة لأن اسرائيل أصبحت تريد الحرب. وإذا حصلت على الضوء الأخضر الاميركي فإنها تجتاحه  اليوم قبل الغد. لكن الاجتياح البري مستبعد لأنه مكلف جدا، وليست مضطرة للقيام به، طالما أنها قادرة على الوصول الى أهدافها بالمُسيرات وسلاح الجو، وقتل القياديين والمقاتلين وهم في منازلهم من دون أي كلفة بشرية، ومن دون تحريك قواتها البرية وتعريضها للخطر. وبالتالي ستستمر بذلك، لأنها بغنى عن تسجيل خسائر بشرية إضافية. فهي حتى اليوم فقدت أكثر من 600 قتيل في غزة، وتعاني من أزمة بسبب الخسائر البشرية ولأنها لم تحرر إلا عددا بسيطا من الاسرى لدى "حماس". ولذلك فإن الاجتياح البري مكلف".

ويختم: "أتمنى ان يعي اللبنانيون مصلحة بلدهم، اليوم نتحمس لأن نصلي في القدس ونمحو اسرائيل عن الخريطة ونؤخذ بالعاطفة، في وقت لا نجد فيه أي دولة عربية تقف مع "حماس" بل بالعكس يقفون ضدها ويريدون ان تكمل اسرائيل، أكان في العلن او الخفاء او اللامبالاة، وليس هناك دولة في العالم تقف معهم، حتى الصين وروسيا، فلماذا الاستمرار في هذه الحرب التي دمرت البلد؟ اللبناني بالكاد قادر على الصمود في السلم فكيف سيعيش في الحرب؟".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o