Apr 06, 2024 3:23 PM
خاص

عبوات ناسفة بعد محاولات الترهيب والتخوين ... رميش على صمودها!

خاص- المركزية

المركزية -  "مستفزاً" كان المشهد في رميش في مناسبتي الشعانين والفصح. ففي أحد الشعانين شارك أكثر من 2000 شخص في الزياح وجميعهم من أهالي البلدة الذين عادوا إلى بيوتهم في غضون أقل من شهر على نزوحهم عقب اندلاع الحرب على غزة.

وفي عيد الفصح كان قداس عيد القيامة بمثابة رسالة إلى كل من يريد جرّ القرى التي ترفض الإنخراط في الحرب التي أعلنها حزب الله لمساندة أهالي غزة بأن "لا الصواريخ الإسرائيلية ولا أساليب الترهيب والتخوين التي يحاول الحزب والفصائل الموالية  ستحرمهم فرحة العيد وهم يصرون على البقاء في قراهم ولن يستسلموا.

هذا المشهد "الإستفزازي" كما وصفته بيئة مشروع الحرب والتدمير والتهجير لم يمر على خير. الرسالة الأولى كانت عبرمحاولة نصب منصة صواريخ بالقرب من حي سكني من قبل مجموعة مسلحة منذ حوالى الأسبوعين ، بعدما نفى حزب الله وجود أي صلة له بالموضوع.

أما الرسالة الثانية فوصلت في الأمس مع عثور أحد أبناء البلدة على عبوة ناسفة بوزن 12 كيلوغراما جاهزة للتفجيرعن بعد، قرب منتجع "سكاي بلازا" السياحي وكانت موضوعة داخل دلو في كيس بلاستيك. وبعد تبليغ الجيش حضرت عناصر وعملت على تفكيكها.

مصادر مطلعة تكشف لـ"المركزية" أن المكان الذي زرعت فيه العبوة المعدة للتفجير عن بعد تعتبر منطقة مكشوفة عند أطراف بلدة رميش وتقع تحديدا بين عيتا الشعب وموقع الراهب وقد وُضعت بمحاذاة موقف يتسع لحوالى 300 سيارة تابع لمنتجع "سكاي بلازا" السياحي. وتضيف أن واقعة اكتشاف رعيان من المنطقة العبوة يوم أمس ليست الأولى، إذ سبق أن اكتشف رعيان ومزارعون من البلدة عبوتان معدتان للتفجير في نفس المكان لكن لم يعلن عن الأمر في حينه.

المصادر تستغرب خلفيات وضع عبوات ناسفة على هذا الطريق كونه ليس طريقا عاما ولا منطقة عسكرية، وهذه المنطقة الخالية من سكانها منذ اندلاع الحرب. حتى أن المنتجع السياحي الذي يفترض أن يكون في ورشة استعداد لموسم الصيف حيث كان يستقطب عددا كبيرا من السياح عدا عن حفلات الأعراس خال بدوره. إنطلاقا من ذلك ترجح المصادر أن تكون هذه العبوة تستهدف قوات اليونيفيل التي تقوم بدوريات على هذا الطريق وتجول في الموقف التابع للمنتجع. لكن اللافت أن كل دورية لقوات الطوارئ ترافقها في العادة دورية تابعة للجيش اللبناني. فهل أراد مهندسو مخطط زرع العبوة توجيه رسالة مزدوجة على خلفية اتهام الجيش ضمنا بأنه يفكك عبوات ومنصات صواريخ تابعة للحزب والفصائل المسلحة الموالية له؟

الهدف الثاني استباقي بحيث يتم تفجيرالعبوة في حال حصول أي عملية إنزال إسرائيلية في أرض موقف المنتجع الذي يمكن أن يستوعب طائرتين من نوع الهيليكوبتر.

يبقى الهدف الأساسي وهو ترهيب أهالي بلدة رميش والمزارعين الذين يقصدون هذه البقعة لتفقد أراضيهم الزراعية والعمل فيها لتأمين لقمة عيشهم. وما يعزز هذا الإحتمال حملات التخوين التي شنتها بيئة الممانعة على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي واتهمت فيها أهالي البلدة بالعمالة والقوات اللبنانية بزرع العبوات الناسفة. لكن لا خوف ولا ترهيب ولا حتى دفع أبناء رميش إلى اعتماد الأمن الذاتي. وهم يودعون أمنهم وسلامتهم الشخصية للجيش اللبناني والقوى الأمنية عدا ذلك"ما في غير الملائكة اللي بتحرسنا ولسنا مضطرين للأمن الذاتي"تختم المصادر.

إبن بلدة رميش رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية في لبنان طوني نيسي يوضح لـ"المركزية" أن "مشهدية الصمود والحياة التي جسدها أبناء بلدة رميش في مناسبتي الشعانين والفصح ازعجت بيئة حزب الله ومن يدور في فلكه". ويلفت  إلى أن الداخلين إلى المنطقة التي زرعت فيها العبوة الناسفة يفترض ان يمروا في مناطق الحزب وهي قريبة من منطقة عمليات قوات الطوارئ الدولية وهناك مركز تابع للجيش اللبناني ويمكن الوصول إليها من بلدة عيتا الشعب أيضا. فهل كان المقصود تفجيرها بأشخاص معينين يتواجدون هناك أو أن الهدف هو قوات أليونيفيل والجيش اللبناني؟

ترجيحات وأسئلة تطرح، لكن ثمة هدف مكشوف منذ 7 تشرين الثاني الماضي وهو " إقحام بلدة رميش والقرى شبه الآمنة وتوريطها في الحرب الدائرة بين الحزب وإسرائيل ،إضافة إلى محاولات ترهيب الأهالي وأصحاب الأراضي الزراعية ووقف دورة الحياة مع اقتراب موسم الصيف وتعطيل الحركة السياحية".

أبعد من ذلك، يرى نيسي أن "زرع عبوة في هذه النقطة تحديدا ليس عمل مقاومة،والخشية أن يكون الهدف توريط أهالي رميش وتهجيرهم و، نأمل أن لا يكون وراء هذه الأعمال محاولة خلق فتنة في قلب المنطقة ". ويرجح أن يكون الأهالي بعد هذه الواقعة أكثر حذرا ووعياً . لكن مهما حاول "المنزعجون" من إرادة الحياة لدى أبنائها لن يقبلوا بأن يكونوا متاريس رمل لحرب تحت شعار مساندة أهالي غزة في حربها ضد إسرائيل في حين لم يتمكن"حماتها من تحقيق ذلك"

في الأمس عبوة ناسفة قرب منتجع سياحي،و قبلها محاولة وضع منصة صواريخ في منطقة آهلة بالسكان. هل يكون "الغد" يوم آخر لأهالي رميش؟

"علينا أن نكون أكثر حذرا ونرفع الصوت عاليا ولن نسمح باستعمال أراضينا منصات لصواريخ الحزب ومن يدور في فلكه . وكما أن لكل طائفة الحق في حماية بيئتها، فالمسيحيون أيضا من أصحاب هذا الحق ويملكونه. ثم كيف يطلبون من شعب لا يملك أدنى مقومات الصمود القتال معهم؟

ويختم" صمودنا  وإيماننا هو الرد المباشر على كل محاولات إقحام رميش والقرى الحدودية الجنوبية التي يصر أهلها على البقاء في أرضهم.  فهذه أرضنا وسنحافظ عليها ولن ننجر إلى الفتنة التي يشعلون فتيلها على نار هادئة" يختم نيسي.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o