Mar 19, 2024 4:06 PM
خاص

بوتين يتربّع على عرش روسيا مجدداً ويطمح الى عالم متعدد الأقطاب!

يولا هاشم

المركزية - "روسيا لن تسمح بأن يرهبها خصومها". بهذه الكلمات توجّه فلاديمير بوتين إلى شعبه، في الخطاب الذي ألقاه بعد انتخابه رئيسا لولاية جديدة من ست سنوات، وحصوله على أكثر من 87 بالمائة من أصوات الناخبين. وصرّح بوتين (71 عاماً) بأنه سيكون قادراً على الترشّح مرة أخرى بعد هذه الولاية الجديدة للبقاء في السلطة حتى عام 2036. فما هي الأهداف التي سيسعى إلى تحقيقها خلال السنوات الست المقبلة من عهده؟

مصادر معنية بالشأن الروسي تؤكد لـ"المركزية" ان بوتين سيستمر بسياسته المتبعة، والتي أكدها في خطابه عندما أعلن الفوز. بالنسبة لاوكرانيا أكد بوتين ان هذه الحرب ضرورية وان روسيا من غير الممكن ان تتخلى عن أبنائها الروس، مؤكداً ان هذه العملية أثبتت أنها ضرورية ويجب استكمالها، وإنشاء منطقة آمنة للمناطق الروسية، بحيث لا تطال الصواريخ الاوكرانية الاراضي الروسية، لأن الغرب كلما اعطى صواريخ طويلة المدى، فإنها ستصل إلى مسافة أعمق في الأراضي الروسية. ولن يتوقف بوتين قبل ان يصل إلى إحكام السيطرة على مناطق اوديسا وإقفال البحر الأسود على اوكرانيا، كي يضمن الأمن لبلاده، وحتى الجزء المتبقي من اوكرانيا يجب ان يكون محايدا، ولن يقبل بأن يكون للغرب على حدوده أي مركز للصواريخ والاسلحة. هذا ما أكده في خطابه.

أما بالنسبة الى الشرق الاوسط، فإن موقفه واضح من الصراع في غزة، وان لا حلّ ولا سلام في الشرق الاوسط بدون حلّ الدولتين وتنفيذ قرارات الامم المتحدة التي تنص على بناء دولة فلسطينية وأخرى اسرائيلية.

في ما خص البحر الاحمر، يعتبر بوتين ان بنتيجة حرب غزة وعدم حل الدولتين ستبقى الاوضاع في الشرق الاوسط متوترة على الدوام. وفي حال لم يتم إنتاج حلّ نهائي وتأمين دولة للشعب الفلسطيني، وهذا ما قاله بوتين لاسرائيل، فإن كل فترة معينة سينبثق جيل جديد يحاربكم وسيكون هناك دائماً 7 اكتوبر جديد ومعارك مستحدثة. من هنا، ترى المصادر ان العلاقة الروسية – الاسرائيلية متشجنة بسبب الموقف الروسي تجاه غزة وحلّ الدولتين، وهذا ما يزعج الاسرائليين.

وتشير المصادر الى ان بوتين يرى حتى في موضوع سوريا والمنطقة ككل، ضرورة محاربة التطرف، والذي على أساسه دخلت روسيا الى سوريا، لأن التطرف في حال سيطر على بلد ما، فسيسيطر على المنطقة ككل، ولذلك روسيا مستمرة بهذا النهج.

وتعتبر روسيا ان معركة بشار الاسد الاساسية منذ البداية كانت ضد التطرف وضد الأخوان المسلمين. وبما ان حركة "حماس" وقفت الى جانب الاخوان ضد النظام السوري وحاربت ضده، لذلك نجد ان الاسد لا يتحدث حول مسألة غزة. من هذا المنطلق ساندتها روسيا، وعندما زار وفد حماس موسكو، شكر الموقف الروسي، فقال لهم بوتين: "توقفوا، لا حاجة للشكر، نحن لم نقف الى جانبكم بل مع الشعب الفلسطيني وضد الارهاب. انتم قمتم بعملية في 7 اكتوبر ونحن انتقدناها، في المقابل انتقدنا الهجوم الاسرائيلي، لكننا لا ننسى انكم حاربتمونا في سوريا وقتلتم البعض منا ووقفتم ضدنا. نحن غضضنا النظر عن كل هذا بسبب موقف الشعب الفلسطيني". وبالتالي فإن الموقف السوري متناغم مع الروسي والخليجي لأنه يعتبر ان معركته كانت مع التطرف الاسلامي.

أما في موضوع لبنان، فإن روسيا تقوم، بحسب المصادر، بكل الاتصالات لمنع توسع الحرب خاصة على الجبهتين اللبنانية والسورية لأن من شأن ذلك ان يؤثر عليها. اولا لأن لبنان يمر بحالة اقتصادية سيئة جدا وثانيا لأن تبعات الحرب ستنعكس تلقائياً على سوريا. فهي تتواصل مع ايران واسرائيل وكل الاطراف المؤثرة لعدم توسيع دائرة الصراع، لكن في الوقت عينه لديها خوف لأن ايران برأيها والولايات المتحدة ليس لديهما مصلحة في توسعة الحرب، والوحيد الذي لديه مصلحة هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها تراهن على أن الولايات المتحدة والخلاف داخل اسرائيل لن يسمحا بأن يقدم نتنياهو على هذه الخطوة.

في المقابل، روسيا تعتبر ان على لبنان الإسراع في انتخاب رئيس ليستقيم العمل الدستوري في البلد، وترى ان اللجنة الخماسية لن تأتي بنتيجة لأن على اللبنانيين ان يتحاوروا فيما بينهم ويتفاهموا بدون اي تدخل خارجي، لأن تدخل الدول يعيق الامور بدل حلها، وتعتبر روسيا ان الخماسية لن تصل الى نتيجة بل بالعكس ستعقد الامور أكثر، وإذا كان لا بد من حل، فهناك دول أخرى مؤثرة في لبنان، يجب ان يكون لها دور أيضاً، لتحقيق المساواة في التدخل. بما معناه ان الخماسية من دون ايران وحتى من دون روسيا لا طعم لها. لأن هناك قوى مؤثرة لا ترضخ لهذه الدول الخمس، ولذلك ترى روسيا ان الحل لدى اللبنانيين أنفسهم الذين يجب ان يجتمعوا ويحلوا مشاكلهم من دون اي تدخل خارجي.

على صعيد المواجهة، ترى المصادر ان بوتين مستمر في سياسة تعدد الأقطاب، وبرأيه كل ما يجري حالياً يقوم على سياسة القطب الواحد اي ان الاميركي يحاول مواجهة السير باتجاه تعدد الاقطاب، ولهذا السبب تحتدم المعارك في اوكرانيا والعالم، لكن في النهاية سنتجه نحو عالم متعدد الاقطاب، وبرأي بوتين الامور أصبحت محسومة، وستكمل روسيا بهذا النهج حتى النهاية.

الانتخابات أثبتت ان الشعب الروسي مؤيد كليا لنهج الرئيس بوتين بمواقفه الداخلية والخارجية والتف حوله في حربه ضد اوكرانيا وحلف شمال الاطلسي لأنه اكتشف ان هدف الناتو توسعة عمله والوصول الى داخل روسيا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o