هدنة غزة على الابواب وجبهة الجنوب على سخونتها
مجلس الوزراء يتجه لسحب مشروع قانون هيكلة المصارف
رواتب القطاع العام قيد البحث... و"الاعتدال" عند "التوافق"
المركزية- هي مسألة ايام وربما ساعات سيعلن خلالها الاتفاق على ارساء الهدنة في غزة، عقب تقديم الاطراف المعنية كلها تنازلات تفضي الى التقاء مصالحهم على التهدئة. لكنّ هدنة غزة لا تنسحب بالضرورة على جبهة لبنان الساخنة والمربوطة على الارجح بمكاسب سياسية في الداخل.
في الانتظار، اتجهت الانظار الى السراي، حيث عقدت جلسة لمجلس الوزراء عرضت الاوضاع الاقتصادية والمصرفية والمطالب المعيشية والحياتية، في وقت بدأ اضراب موظفي القطاع العام يتهدد حياة المواطنين وصحتهم ولقمة عيشهم وعمل القطاعات المحلية، وفي حين سيحول اضراب موظفي "المالية" دون تقاضي موظفي "العام" رواتبهم.
سحب القانون: قرابة الرابعة، عقدت الجلسة في السراي وعلى جدول أعمالها 27 بنداً من بينها إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين. ولدى وصوله قال وزير المهجرين عصام شرف الدين: سجلتُ اعتراضاً خطياً على مشروع قانون تنظيم المصارف والأرجح أن القانون سيسحب لمزيد من الدرس وهذا هو رأيي ورأي وزير الاقتصاد أيضاً. بدوره، قال وزير الاقتصاد أمين سلام: انا مع إعطاء المتقاعدين العسكريين زيادة ٨ ملايين نقداً و٨ ملايين عبر بطاقة الإئتمان.من جانبه، قال وزير الصناعة جورج بوشكيان: سحب مشروع قانون تنظيم المصارف وارد ونؤكد للعسكريين المتقاعدين أننا سنبذل ما في وسعنا لإنصافهم.
لا مانع: قبيل الجلسة، تجمّع العسكريون المتقاعدون في شارع المصارف في بيروت الا انهم اشاروا الى انهم لن يقطعوا الطريق الى السراي. اذ اعلن العميد المتقاعد أندريه بو معشر عبرمواقع التواصل الاجتماعي "تبلغنا بأن لا مانع لدى حاكمية مصرف لبنان من تنفيذ اقتراح العسكريين المتقاعدين بشقه المرتبط حصرا بموضوع دفع قسم من الزيادة المقترحة بواسطة بطاقة الائتمان بهدف عدم رفع سقف الانفاق والذي ينص على: منح المتقاعدين اربعة معاشات على ان لا تقل عن ١٦ مليونا ، تدفع على الشكل التالي ٨ ملايين نقدا و٨ ملايين بواسطة بطاقة الائتمان. لذلك أصبح موضوع تأمين الحد الأدنى الإنساني للمتقاعدين والمعوقين وعائلات الشهداء بعهدة مجلس الوزراء مجتمعا. نتمنى على مجلس الوزراء تلبية مطلب العسكريين المتقاعدين من خلال تأمين الحد الأدنى الإنساني للعيش الكريم لكل المتقاعدين، تمهيدا وافساحا في المجال أمام إقرار اليوم المطالب المحقة لباقي موظفي القطاع العام".
الاضراب والدورة الاقتصادية: حياتيا، اشارت نقابات الافران والمخابز في بيان الى "ان الإضراب المفتوح الذي ينفذه موظفو الإدارات الرسمية والوزارات بدأ يؤثر سلباً على الدورة الاقتصادية في البلاد في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها. إن هذا التحرك محق، نظراً للاجحاف اللاحق بالعاملين في القطاع العام لجهة قيمة الرواتب والاجور التي يتقاضونها والتي لا تكقي لتأمين الحد الأدنى من حاجاتهم اليومية". اضافت: برزت تداعيات هذا الاضراب بتوقف العمل في الوزارات الاساسية التي تؤمّن مصالح الأفران والمخابز وتؤمّن المواد الغذائية من الخارج من جهة، وإخراجها من مرفأ بيروت من جهة أخرى، مما قد يحمّل المستوردين والتجار أعباء مالية كبيرة سيتحملها بالنهاية المستهلك اللبناني.
الجنوب: ميدانيا، شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت منطقة "الخريبة" بين مدينة الخيام وراشيا الفخار". كما استهدفت غارة اسرائيلية بنت جبيل وأخرى بلدة عيناتا جنوبي لبنان. وافيد بأن غارة إسرائيلية استهدفت منزل القيادي في حزب الله علي وهبي في بنت جبيل. من جانبها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، حماس، أنها أطلقت رشقتين صاروخيتين مكونتين من 40 صاروخ غراد من جنوب لبنان على شمال إسرائيل. وذكرت في بيان على تيليغرام، أنها قصفت مقر قيادة اللواء الشرقي 769 وثكنة المطار في بيت هلل. الى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي انفجارات عنيفة في كريات شمونة وتفعيل الدفاعات الجوية، وعن وقوع أضرار في أحد المباني جراء سقوط صاروخ في كريات شمونة. توازيا، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على دفعتين مستهدفا اطراف بيت ليف، كما سمعت أصوات الانفجارات في اجواء قرى القطاع الشرقي نتيجة انفجار صواريخ اعتراضية اطلقتها القوات الاسرائيلية. وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على حسابه عبر منصة "إكس" "أغارت طائرات حربية قبل قليل على مستودع أسلحة ومباني عسكرية لحزب الله في منطقة رامية جنوب لبنان". وأضاف "خلال ساعات الليلة الماضية أغار جيش الدفاع على موقع لانتاج أسلحة لحزب الله في منطقة خربة سلم". وتابع أدرعي، "متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة كريات شمونة تم رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية من لبنان نحو الأراضي الاسرائيلية حيث اعترضت الدفاعات الجوية عدة قذائف بنجاح. قوات جيش الدفاع قصفت مصادر النيران داخل لبنان".
سليم لدعم الجيش: ليس بعيدا، وردا على مقال صحافي، اوضح المكتب الاعلامي لوزير الدفاع الوطني موريس سليم في بيان ان "الصحيح ان وزير الدفاع تحدث عن الصعوبات التي تواجه العسكريين في ادائهم لمهامهم الدفاعية وابرزها عدم كفاية تعويضاتهم المالية وانعكاس الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد على حياتهم مع عائلاتهم وضعف التجهيزات العسكرية والحاجة الى دعم الدول الشقيقة والصديقة كي يتمكن الجيش من القيام بكل ما يطلب منه لاسيما ما ورد في القرار 1701". وتابع ان "وزير الدفاع الوطني، ابن المؤسسة العسكرية والذي عايش مسيرتها المشرّفة وتضحيات شهدائها ورجالها، يعتز بابناء هذه المؤسسة ويفاخر بانجازاتهم الوطنية القديمة منها والحديثة، وهو عندما يطالب المجتمع الدولي بدعم الجيش انما يدرك ان مثل هذا الدعم يعزز قدرات الجيش القتالية ويؤمن الجهوزية المطلوبة، وهذا ما قاله في تصريحه الى الشرق الاوسط، فاقتضى التوضيح".
"بعض التساؤلات": سياسيا، يواصل تكتل الاعتدال الوطني جولته على القوى السياسية والمرجعيات الروحية، عارضا مبادرته الرئاسية. في السياق، زار وفد التكتل اليوم أعضاء تكتل "التوافق الوطني" وبعد اللقاء، قال عضو تكتل التوافق النائب عدنان طرابلسي "نحن ننظر بايجابية الى هذه المبادرة، وطبعا لدينا بعض التساؤلات التي طرحناها خلال الاجتماع، ونحن كتكتل سنتداول في ما بيننا وسنتابع التواصل مع الاخوة في كتلة الاعتدال الوطني وباذن الله سنسعى جميعاً للاتفاق والتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى العمل السياسي والى العمل الدستوري". ولفت طرابلسي الى أن "من الضروري التذكير دائما بأن لبنان هو بلد الحوار، وكل لبناني مسؤول هو مدعو الى السعي الى الحوار، وما قامت به كتلة الاعتدال هو سعي مشكور، ويبقى ان نؤمن لهذا الحوار الظروف والمناخات الداعمة لنجاحه لان لبنان لا يحتمل المزيد من الاخفاقات على المستوى السياسي والوطني".