Feb 25, 2024 11:50 AM
خاص

"مفاوضات باريس": اسرائيل وحماس لن تعترفا بخسارة الحرب منذ اليوم

طوني جبران

المركزية  - بين النفي والتأكيد تراوحت المعلومات حول الحصيلة الايجابية او السلبية التي إنتهت اليها  الاجتماعات التي عقدت في العاصمة الفرنسية على مستوى رؤساء اجهزة المخابرات من اجل معالجة الوضع في قطاع غزة وفلسطين المحتلة وجنوب لبنان. إذ ليس هناك ما تحقق وما هو ثابت سوى ان الاجتماعات عقدت في حضور المدعوين اليها. وان كان الاسرائيلي آخر الواصلين، فقد قدمت مشاركته اشارة بالغة لحجم الضغوط الاميركية الهادفة الى لجم التوجهات العسكرية الإسرائيلية لصالح الخيارات السياسية والديبلوماسية في المرحلة الراهنة ولو جاءت متأخرة بغية احداث خرق في جدران المفاوضات التي لم تنته بعد إلى اي خطوة ايجابية.

وفي وقت متأخر من ليل امس تلقت بيروت بعضا من البرقيات العاجلة والتقارير الديبلوماسية التي اطلعت "المركزية" على البعض منها وهي تعطي حظوظا محدودة  لامكان التوصل الى اتفاق سريع يجمد العمليات العسكرية مؤقتا ويفضي الى عملية تبادل بين الأسرى والرهائن العسكريين لدى حماس ونظرائها من الفصائل وما في السجون الإسرائيلية من  معتقلين فلسطينيين. ولفتت هذه التقارير إلى ان العقبات التي حالت دون التوصل في اجتماعات القاهرة والدوحة  الى اي اتفاق ما زالت قائمة على قاعدة الرفض المتبادل بين اسرائيل وقادة حماس لما لا يمكن لأي منهما توفيره مخافة اعتراف اي منهما بخسارته للحرب منذ اليوم، قياسا على مجموعة السيناريوهات التي يتم تسويقها من دون ان تقنع احدا بأن اي منهما قد حقق ما خطط له  مسبقا، كما نقل عن مسؤولين اميركيين وفرنسيين وصفوا الطرفين الأساسيين بأن عنجهيتهما لا توحي بأنهما على قدر عال من المسؤولية تجاه ما يحصل في قطاع غزة وما انتهت إليه وما يمكن ان تجره من ويلات ان توسعت الحرب .

وعليه، قال احد التقارير الذي تضمن جدول مقارنة بين ما أراده الطرفان  منذ اللحظة الاولى لاعلان "طوفان الاقصى" والرد عليها بـ "السيوف الحديدة" تضمن العناوين التالية:

-لم يتوقع الفلسطينيون ولم يحتسبوا  جيدا حجم رد الفعل الاسرائيلي وما يمكن ان تقوم به الحكومة الحالية بتوجهاتها المتشددة ،و هولذلك يبدو واضحا ان "حماس" قد وقعت في شر اعمالها وما خططت له في السابع من تشرين الاول الماضي لم يكن دقيقا بعد أن  انتهجت تل ابيب استراتيجية جديدة لا تشبه أيا من تلك التي اعتمدت في المواجهات السابقة مع الفصائل الفلسطينية. ولذلك ولأسباب أخرى متعددة لن تجني الحركة ما أرادته من مطالب ولو  احتسبت بأنها محدودة ومتواضعة ان تم حصرها باطلاق سراح آلاف المعتقلين وتصفير السجون من قياداتهم ومختلف الفصائل الفلسطينية. ولكن ما انتهت إليه الحرب من تدمير واستشهاد واصابة وفقدان اكثر من 115 ألف فلسطيني حتى هذه اللحظة، ١وسط توقعات غربية تقول ان من بينهم ما لا يزيد على 8000 مقاتل من حماس ونظرائها من الفصائل  الأخرى التي انخرطت في الحرب.

- لن تحقق اسرائيل ايا من اهدافها بالسقوف العالية التي حددتها عند اعلان الحرب على القطاع وفي الضفة الغربية ولا سيما عندما تحدثت عن القضاء النهائي على حماس وتفكيك الجهاز العسكري والتخلص من قادته وهي لم تثبت أنها قتلت أيا من كبارهم حتى اللحظة. وإن اكتفت بقتل اقل من 20 % من القدرات العسكرية لحماس فانها لم توفق سوى بقتل اربعة او خمسة قادة ميدانيين ما بين القطاعين الشمالي والأوسط من القطاع وهو أمر لا يقاس بالكلفة التي ترتبت على الإقتصاد الإسرائيلي وعلى أمن سكانها في غلاف غزة والمنطقة الشمالية.

على هامش اللقاءات رصدت التقارير التي تحاكي الحراك الذي شهدته باريس أمرين مهمين للغاية طال انتظار التثبت منهما وهما يعنيان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وهما:

- بالنسبة الى اسرائيل ثبت ان الحكومة الحالية تخلت عن الاسرى والرهائن العسكريين الباقين منذ ان انتهت عمليات التبادل الاولى ولم تراع مصيرهم لمجرد تجاهل كل التحذيرات بتجنب مناطق احتجازهم فكانت عرضة لاقسى الضربات الجوية التي أودت بحياة العديد منهم وهو ما ستثبته اي عملية تبادل للاسرى في اي وقت يمكن ان تبدأ.

- وبالنسبة الى الجانب الفلسطيني فقد ثبت بالوجه الشرعي ان المكابرة تحول دون اعتراف اي من قادتهم بنظرية "لو كنت اعلم" التي يفهمها اللبنانيون أكثر من غيرهم وهو ما عبرت عنه سلسلة من المواقف التي تهدد تحالف "وحدة الساحات".  أمر  سيقود قريبا الى التثبت بأن ما حصل ربما كان وسيكون من اولى وآخر التجارب الفاشلة لـ "محور الممانعة" وخصوصا ان صدقت المعلومات المتبادلة عن حجم الخيبة  التي جنتها حماس مما جرى، وما يمكن ان يجنيه حزب الله من "حرب الاسناد والإلهاء" من "أوهام" تضاف الى استشهاد اكثر من مئتين من خيرة قادته وشبابه وتدمير ما تم تدميره من قرى الجنوب ان تكررت "التجربة العراقية" التي انتهت "باشارة ايرانية" ولم يحصدوا سوى مقتل عدد من قادتهم. وكل ذلك يجري بانتهاء جلاء "التجربة اليمنية" وما يمكن ان تؤدي اليه من نتائج قد تمس اقتصادات الدول الصديقة والحليفة أكثر مما  تلحقه من أضرار  باسرائيل.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o