الوفد الاميركي في بيروت مستبقاً ديفيد هيل...امن وسياسة مع بري
استشهاد اربعينية وطفلة في غارة اسرائيلية والحزب يستهدف جنود العدو
لبنان يرد على اسرائيل: لم نرد الحرب يوماً...والمولوي في صيدا
المركزية- في مفكرة اليوميات اللبنانية ، وباستثناء التطورات الامنية المتأتية من الجبهة الجنوبية، حيث تمضي اسرائيل في استهدافاتها الوقحة والمجرمة حاصدة المزيد من الابرياء من اطفال ونساء انضمت اليهم اليوم اربعينية وابنة خمس سنوات في مجدلزون، لا جديد في السياسة المجمّدة في ثلاجة انتظار التسويات الاقليمية. اجتماعات خماسية وزيارات لمسؤولين اجانب لا تقدم قيد انملة في مجال كسر ستاتيكو المراوحة الصلب في الملف الرئاسي.
في بيروت اليوم وفد اميركي ديموقراطي يسبق وصول السفير ديفيد هيل في الاسبوع الاول من شهر اذار، جاء مستطلعاً المناخ اللبناني واجوائه الملبّدة عسكريا بأمن الجنوب وبنقص الدعم لقواه العسكرية والامنية، في حين تستعد شريحة واسعة من اللبنانيين من فئة العاملين في القطاع العام والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين للتصعيد في الشارع احتجاجا على "اقترافات" الحكومة في حقهم، مهددة بمنع مجلس الوزراء ن الانعقاد يوم الجمعة ان لم تلتفت اليهم السلطة التنفيذية.
الوفد الاميركي: غداة اجتماع سفراء الخماسي الدولي في قصر الصنوبر، شغل وفد اميركي الحركة الدبلوماسية السياسية المحلية اليوم حيث عرض مع المسؤولين اللبنانيين لتطورات الجنوب ولملف دعم الجيش اللبناني. فقد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بعد الظهر الوفد الذي ضم السناتور ريتشارد بلومنتال والسناتور كريستوفر كونز والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل لعداونها على قطاع غزة والقرى والبلدات اللبنانية الجنوبية. كما تابع بري المستجدات السياسية والاوضاع العامة خلال استقباله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب .
شهيدتان: في الاثناء، استمر التصعيد جنوبا مع تكثيف لعمليات الحزب وللغارات الاسرائيلية التي تسببت اليوم باستشهاد امرأة وطفلة. فقد شن غارة استهدفت أم التوت وشيحين. كما استهدفت الطائرات الحربية المعادية منزلا في حي المشاع في بلدة مجدل زون ونقلت سيارات الاسعاف التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية اصابة متوسطة جراء الغارة، الى احد مستشفيات صور، فيما نقل الدفاع المدني اللبناني اصابة أخرى. على الاثر، افيد عن استشهاد المواطنة خديجة سلمان في العقد الرابع من العمر، والطفلة أمل حسين الدر (5 سنوات) جراء الغارة على البلدة. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي اليوم أطراف بلدات علما الشعب والضهيرة والجبين وطير حرفا ومجدل زون في القطاع الغربي جنوبي لبنان. واعلن الجيش الإسرائيليّ "اننا قصفنا بالمدفعية مواقع في عيتا الشعب والضهيرة جنوبي لبنان لإزالة التهديدات". وكانت سجلّت غارة اسرائيلية فجراً على جبل صافي بين جزين وجباع. واطلق الجيش الاسرائيلي ايضا، نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي.
حزب الله يرد: في المقابل، و"رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها في قرى حولا وبليدا وعيتا وكفركلا والخيام"، اعلن حزب الله انه "استهدف مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابتهما إصابةً مباشرة وايضا مستعمرة المطلة حيث يتموضع جنود العدو فيها بالأسلحة المناسبة وحقق إصابات مباشرة". كما استهدف "تموضعًا عسكريًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شوميرا واخر في مستعمرة إيفن مناحم وكذلك موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية وايضا موقع زبدين وحقق إصابات مباشرة".
لتجنب كأس الحرب: وسط هذه الاجواء، وفي وقت بلغت الغارات الغازية في صيدا مطلع الاسبوع، أكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، التضامن الكامل مع الأبرياء في الجنوب، لافتاً الى أن كل عدوان يطال الآمنين هو مدان ومصيره أن ينتهي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ترؤسه اجتماعاً امنياً في سرايا صيدا، "الدولة اللبنانية تعمل بالإمكانيات الموجودة لمساعدة النازحين من الجنوب، ونؤكد ان الجنوب الصامد وأهله سينتصرون ونحن معهم والى جانبهم". ودعا مولوي الى تجنيب الجنوب ولبنان كأس الحرب، معتبرًا أن الظلم الذي يتعرض له الأبرياء غير مقبول.
خرق الـ1701: ليس بعيدا، وردا على التهديدات التي أطلقها مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، حول نية إسرائيل تنفيذ القرار ١٧٠١ بالقوة خلال الأسابيع المقبلة، اوضحت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك في بيان، أن من يقوم بخرق القرار ١٧٠١ هي إسرائيل، وخروقاتها البرية، البحرية والجوية موثقة لدى مجلس الأمن منذ سنة ٢٠٠٦ وقد تجاوزت ال٣٠ الف خرق"، إضافة للاعتداءات اليومية على القرى الجنوبية اللبنانية، التي أدت الى قتل عشرات المدنيين، وتهجير عشرات آلاف المواطنين ودفعهم للنزوح عن قراهم، بسبب القصف المركز والغارات اليومية وإستعمال المسيرات الهجومية الذكية، وقذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، والتي أتت على أكثر من مئة الف شجرة زيتون. اضافت: أكد لبنان مرارا" وتكرارا" على لسان كبار المسؤولين بأنه لم يرد يوما" الحرب ولا يسعى اليها اليوم أو مستقبلا"، وأبدى لبنان التزامه الكامل بالتفاوض والبحث عن حلول سلمية تحفظ حقوقه المشروعة من خلال التطبيق الشامل والمتوازن لمندرجات القرار ١٧٠١، كما ضمن وزير الخارجية والمغتربين في خطابه أمام مجلس الأمن بتاريخ 23 كانون الثاني ٢٠٢٤ حول الوضع في الشرق الاوسط ، تصورا للحل المتكامل للوضع في جنوب لبنان ضمن سلة واحدة غير مجتزأة. وعليه يسأل لبنان ألم يحن الوقت لتعطي اسرائيل العقل، والمنطق، والسلام فرصة بدل الاستمرار بسياسة القوة، والإحتلال، والتهديد، والقتل، والحرب؟ كما يطالب لبنان الاجهزة المعنية في الامم المتحدة، بالاخص مجلس الامن، بإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وخروقاتها لسيادة لبنان، والبدء بمفاوضات من خلال الأمم المتحدة للالتزام بالقرار ١٧٠١ كاملاً، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، بحثا" عن الحل السياسي المنشود وحفاظا" على السلم والامن الاقليميين.
دعوة متأخرة: من جهة ثانية، تفاعلت اليوم مواقف التيار الوطني الحر السلبية من سياسة حزب الله ربط الساحات. فقد أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان، أن الجنرال ميشال عون تأخر كثيراً بدعوة “حزب الله” الى عدم ربط مصير لبنان بغزة وبرفضه وحدة الساحات ومقولة إن الإشتراك بالحرب إستباق لإعتداء إسرائيلي على لبنان. ولفت في حديث صحافي الى أن "القوات” كان لها موقف منذ اليوم الاول للعملية في 7 تشرين حيث رفضت فتح جبهة الجنوب وطالبت بتطبيق جدي للقرار 1701 وأكدت حصرية حمل السلاح للدفع عن لبنان بيد الجيش اللبناني. وتابع “آن الاوان ان يحدد عون وتياره خياراتهم الوطنية وإستراتيجية التعاطي مع سلاح حزب الله. لا يستطيع المرء أن يكون مع المقاومة ويرفض إنتشار الحزب في الجنوب مثلاً. على التيار ان ينضم الى الداعين لحصرية السلاح بيد الدولة والمطالبين بتطبيق القرارات الدولية على رأسها القرار 1701 علّه يمكن تجنيب لبنان الكوارث".
مداخيل دفترية: اقتصاديا، عشية جلسة مجلس الوزراء الجمعة التي تبحث الاوضاع المعيشية والمصرفية، الاضرابات بدأت بشل اكثر من وزارة وقطاع رسمي. في الاثناء، لفت الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف إلى أن "الخسائر الضخمة التي تكبّدها مصرف لبنان هي نتيجة قيامه بعمليات مالية هدفت إلى جذب تدفقات رأس المال للحفاظ على سعر الصرف الثابت المُبالغ في قيمته ولتمويل العجز في الموازنة"، وبالتالي من المُسَلّم به، بحسب خلف، أن "المصارف تحتفظ فقط بالفارق بين الفوائد المقبوضة على ودائعها في مصرف لبنان والفوائد المدفوعة للمودعين، وبالتالي فإن الجزء الأكبر من عوائد الهندسات المالية قد آل إلى كل من استفاد من الفوائد المرتفعة وليس إلى المصارف نفسها"، وأكد في السياق أن "مداخيل المصارف من الهندسات المالية، دفترية وبالليرة".
الدوائر العقارية: ليس بعيدا من الواقع المعيشي – الحياتي، اشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى"اإن الاهتراء الحاصل في الدولة مرده إلى سببين، الأول وجود فريق يمنع قيام دولة فعلية، والثاني وجود بعض المسؤولين ، ليسوا بمسؤولين ، يساهمون من خلال عملهم في المزيد من تمدُّد الاهتراء في الدولة"، مضيفا "المثال الساطع على هذا المستوى ، ما يحصل منذ نحو عام ونصف العام في الدوائر العقارية في جبل لبنان، إذ وعلى رغم المواقف المندِّدة والمستنكرة والرافضة، وعلى رغم الاجتماعات واللقاءات والمتابعات، ما زالت الأزمة تدور في الحلقة المفرغة ذاتها، من دون الإقدام على خطوات عمليّة وجديّة لإعادة الأمور في هذه الدوائر إلى طبيعتها، ولا سيّما أن هذا الوضع ترتّب عنه تعطيل نحو مئة ألف معاملة في هذه الدوائر ، كما أن الخسائر الناجمة عن هذا التعطيل تقدّر بنحو ألف مليار ليرة شهرياً. وقال جعجع في بيان "نحمِّل الحكومة عموماً ووزارة المالية خصوصاً مسؤولية التقاعس"، واعتبر ان "كل الأعذار التقنيّة التي تساق مردودة، لأنه لو كانت فعلا تقنية لكان وجب حلّها منذ أشهر، ولا يوجد أي مبرّر ، لا من قريب ولا من بعيد ، لهذا التعطيل المتمادي للدوائر العقارية في جبل لبنان، خصوصا أن إقفالها أدى ويؤدي إلى تعطيل 63 مرفق إقتصادي مرتبط بشكل مباشر بهذه الدوائر". وشدّد جعجع على "ضرورة وضع خريطة طريق واضحة وسريعة جداً لإعادة فتح الدوائر العقارية، اليوم قبل الغد ، ويتحمّل مباشرة وزير المالية مسؤولية التأخير والخسائر الماليّة والإقتصاديّة الناجمة عن إقفال هذه الدوائر".