استكمال المجلس العسكري وتسليمه اجراء الانتخابات...هل يحل الازمة؟

يوسف فارس

المركزية – في ظل هذا الاستعصاء الداخلي ومضي المكونات السياسية في تنابذها وتباعدها، لا وجود لمعطيات تبشر اللبنانيين باقتراب الفرج او الحل لأي من المشكلات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية التي يتخبط فيها منذ سنوات، انما جمود على كافة الصعد والمستويات. الفضيخة الكبرى مضي المنظومة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد في نهجها العقيم وتقاسمها مراكز السلطة وخيرات الوطن وتعاميها عما يجري في الاقليم والعالم ويحضر للمنطقة وللبنان.

وسط هذه المشهدية المؤلمة باتت ايام اللبنانيين متشابهة والازمات تستنسخ نفسها وتدور في المتاهة ذاتها، ولا باب مفتوحا امام اي انفراج على اي صعيد. وبات المسلّم به في ظل هذا الواقع المقفل والعاجز سياسيا ان الانفراج، ان كان سيأتي، فمن الخارج ودول الخماسية التي تتهيأ بحسب المعلومات للانعقاد وتفعيل مساعيها لدفع الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة العالق فيه وانتخاب رئيس للجمهورية يواكب مجريات المنطقة وتطوراتها التي لا بد ان تلفح وجه لبنان بعدما بات شريكا في حربها الدائرة في غزة واشتعال جبهته الجنوبية.

النائب اديب عبد المسيح يرى عبر "المركزية" ان الاستعصاء والارباك القائمين في لبنان يطاولان المنطقة والعالم اجمع نتيجة الخلاف بين المحورين الإيراني والإسرائيلي والناجم عن الحرب الأميركية – الروسية الدائرة في أوكرانيا. من هنا لا أرى جديدا في لبنان على مستوى وقف الانهيار وانتخاب رئيس للجمهورية قبل جهوز التسوية في المنطقة وانتهاء الحرب على غزة. ان لم يتم ذلك قبل حلول شهر رمضان فان الاوضاع ستبقى كما هي الى ما بعد الانتخابات الاميركية. لذلك يجهد الفريق الأميركي - الاسرائيلي لقلب المعادلة وتحقيق نصر في الحرب على غزة وجنوب لبنان، في حين يسعى محور الممانعة المأزوم راهنا الى الحفاظ على الستاتيكو القائم بانتظار فك العزلة الدولية عن ايران. وقد تبدى ذلك في زيارة وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الى لبنان وطلبه من حزب الله عدم الانجرار الى الحرب الشاملة واستمرار الامساك بتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس الجمهورية.

ويتابع: مشكلتنا في لبنان اننا نعمل كل يوم بيومه على تغذية خلافاتنا الداخلية من دون التطلع الى الغد ومن غير رؤى استراتيجية. لذلك من الضروري العودة الى الدستور وتطبيق الطائف كاملا والمعبر لذلك يكون باستكمال المجلس العسكري الممثل لكافة المكونات وتسليمه زمام الامور لفترة محددة تجري خلالها انتخابات نيابية جديدة ثم رئاسية وتشكيل حكومة قادرة تطبق اتفاق الطائف وتنهض بالبلاد.