Feb 12, 2024 7:06 AM
أخبار محلية

لحود طلب في عهده وسوريا استجابت: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانيّتان

شكّل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 25 أيّار 2000 محطّة تاريخيّة مهمّة. ولا تزال تفاصيل وكواليس عدّة من هذا الحدث غير معلومة بتفاصيلها، منها اجتماعات حصلت قُبيل وبعد الانسحاب، بشأن ملفّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، سنعرض بعضها في السّطور الآتية.

بدأ المسار في بداية أيّار من عام 2000، حيث طلب المبعوث الخاصّ للأمين العامّ للأمم المتّحدة تيري رود لارسن موعداً من رئيس الجمهوريّة السّابق العماد إميل لحود. وحين عُقد اللّقاء، كانت إسرائيل أبلغت الأمم المتّحدة أنّها ستنسحب قبل تمّوز 2000 من لبنان. وكان فحوى الاجتماع أنّ لارسن يريد إبلاغ الدّولة اللّبنانيّة أنّ الإسرائيليّين اتّخذوا قرارًا بشأن هذا الموضوع وأنّ الأمم المتحدة قلقة من ردّة فعل ضدّ بعض الأهالي القاطنين عند الشّريط، حيث سيجري الانسحاب.

وعندها، ردّ لحود على لارسن، مؤكّداً أنّ "ليس من شيم المقاومة الانتقام من الأبرياء وأذيّتهم"،  وأضاف: "أنا أكيد أنّه لن تحصل أي "ضربة كفّ" ولا أي تعاطٍ انتقاميّ بأيّ شكل من الأشكال، ولكن الملفات المرتبطة بمن تدخّل في قضايا أمنيّة وكان سبباً في الأذى سيعود إلى القضاء، وسأكون الشّخص الأوّل الموجود على الأرض، لأنّه في النتيجة، هؤلاء لبنانيّون ويعودون الى أرضهم ويجب أن نعطيهم فرصة".

وبعدها، غادر لارسن، ثمّ عاد في اجتماعٍ ثانٍ، بعد الانسحاب، في بداية حزيران من العام 2000، برفقة ليلى بنقيان، المستشارة القانونيّة التّابعة للأمين العامّ للأمم المتّحدة آنذاك كوفي عنان، وفريق عملها. وضمّ الاجتماع، بالإضافة إليهم، لحود ورئيس الحكومة السّابق سليم الحص، الذي كان أيضاً وزيراً للخارجيّة آنذاك، واللواء جميل السّيّد.

وخلال الاجتماع، قال لارسن: "الإسرائيليّون سينسحبون، وهذه الخرائط، لكنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا غير مشمولتين بالانسحاب"، فردّ لحود: "هذه الأراضي لبنانيّة وهي تعود، وفق خرائطنا، إلى لبنان".

وتنبّه لحود إلى هذا الأمر، لأنّ هذه المنطقة تحتوي على المياه، والإسرائيليّون يريدون سرقتها لأنّهم بحاجة إليها، وسيتحجّجون بأنّ هناك نزاعاً على الأرض كي يحصلوا عليها.

وتوجّه لحود إلى المستشارة، قائلاً: "أنا مهندس بحريّ والتّرسيم البحريّ هو من ضمن تدريبنا بشكل أساسيّ، ويسري أيضاً على البرّ، والقانون الدّوليّ يقول إنّ في أيّ نزاع على أراضٍ بين دولتين، يجب أخذ موافقتهما على التّرسيم، قبل أي جهة أخرى، وهذه الأرض موضوعها بيننا وبين سوريا، ونحن نتواصل معها للاتّفاق بهذا الشّأن ونبلّغكم، ودوركم أنتم فقط المصادقة على الموضوع"، فوافقته المستشارة الرّأي، بينما ارتبكَ لارسن.

وعند انتهاء الاجتماع، طلب لحود من الحصّ أن يتواصل مع الخارجيّة السّوريّة وأن يقول لهم إنّ هناك نقاشاً بشأن هذا الموضوع و"لنرسّم هذه النقطة".

وفوراً وبكلّ تجاوب، أبلغت الدّولة السّوريّة سفيرها في الأمم المتّحدة آنذاك وليد المعلّم، الذي أبلغ بدوره الأمم المتّحدة وصرّح علناً، من على منبرها، بأنّ سوريا تعترف بأنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانيّة، ويجب أن تعود إلى لبنان وأن تكون ضمن الأراضي اللّبنانيّة، وخُتم الملف وحُسم آنذاك، ولذلك ما من داعٍ لمناقشته من جديد، إذ أنّ هذا النقاش يدخل اليوم في إطار المزايدات السياسيّة، بينما الملف محسوم: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانيّتان، باعترافٍ رسميٍّ سوري.

المصدر - موقع MTV

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o