Feb 08, 2024 12:39 PM
أخبار محلية

القضاء يُنصف طلال المقدسي ويُبرئه من الافتراء عليه وتهم الهدر والفساد.. والشورى: الرياشي تجاوز صلاحياته

أكد مدير عام تلفزيون لبنان السابق طلال المقدسي أن القضاء العادل والنزيه هو عماد الدولة الحديثة، وأحد أبرز عوامل الإستقرار والإزدهار في بلد مثل لبنان. يْعاني من آفة المحسوبية والفساد. 

كلام المقدسي جاء في معرض  إشادته بوجود قضاة من أصحاب الضمائر الحرة، ويتمتعون بالكفاءة والجرأة على تخطي التدخلات والضغوط السياسية، ووضع الحق في نصابه الصحيح، وتحقيق العدالة ضد المفترين، ورفع الظلم عن المضطهدين. 
وكان المقدسي قد تعرض لدعوى إفتراء من وزير الاعلام السابق ملحم الرياشي، بتهمة الفساد والهدر في إدارة تلفزيون لبنان، في الفترة بين ٢٠١٣ و ٢٠١7 واتخاذ إجراءات مجحفة ضده متجاوزاً صلاحياته القانونية . كما ورد في مطالعة مجلس الشورى عوضاً عن تكريمه على انجازاته وانقاذ تلفزيون لبنان من موته السريري. وأخذت الدعوى مسارها القضائي الطويل والمتشعب، بدءا من النيابة العامة المالية، إلى قضاة التحقيق، وصولاً إلى الهيئة الاتهامية. 

أدّى هذا الافتراء إلى فرض حجز قضائي احتياطي على أموال المقدسي وعائلته في المصارف اللبنانية، وعند الإعتراض على هذا القرار، حسب الأصول القضائية، وبعد تسعة اشهر من الحجز بطلب النيابة العامة المالية تم رفع السرية المصرفية عن حساباته،  قرار رحب به المقدسي لأنه لطالما نادي بإعتماد قانون الاثراء غير المشروع ويتمنى معاملة المفترين بالمثل ورفع السرية المصرفية عن حساباتهم، فهل هناك من يتجرأ على ذلك.وإستمرت تطورات الدعوى والتحقيقات المختلفة تتنقل طوال ثلاث سنوات، بين النيابة المالية وقضاة التحقيق، وإنتهت عند الهيئة الإتهامية التي أصدرت القرار الفصل بثبوت البراءة، وإلغاء كل الإجراءات التي إتخذت بحقه، بما فيها الحجز على أمواله، بعد أن طارت مع ودائع اللبنانيين في إنهيار الليرة وتداعياته على النظام المصرفي! 

فكان أن ثبُتَت براءة  طلال المقدسي، ولكنه خسر جنى العمر لأنه لم يستطع إنقاذ مدخراته من المصارف، كما أصاب الأكثرية الساحقة من اللبنانيين. 

ولكن الأهم بالنسبة لرجل الأعمال العصامي، كان إثبات براءته من التهم المفبركة ضده، والحفاظ على تاريخه المهني ناصعاً، ونظيفاً من الشوائب التي تفرزها،عادة، الوظيفة في القطاع العام. لا سيّما وأن تقارير الخبراء في المحاسبة والشؤون المالية، المكلفين من الهيئة الاتهامية، أثبتت، بلغة الأرقام، عدم وجود اي هدر او فساد او اي مخالفة مالية او ادارية في مالية تلفزيون لبنان خلال إدارة المقدسي، بل على العكس أوردت تلك التقارير عدة وقائع عن عمليات توفير وضبط نفقات، تُقدر بمئات الألوف من الدولارات، سواء في تأمين شراء معدات جديدة ومتطورة، مثل سيارة النقل المباشر OB Van، التي تم تخفيض ثمنها إلى النصف تقريباً، بمفاوضات شاقة اجرتها إدارته مع الشركة المعنية، وكذلك بالنسبة لتجهيز الإستديوهات والكاميرات الجديدة. 

وثمة واقعة أحدثت ضجة إعلامية كبيرة في لبنان وفي الخارج، حيث بادر مدير التلفزيون اللبناني الرسمي يومها طلال المقدسي إلى نقل مباريات المونديال عام ٢٠١٤ دون تكليف الدولة فلساً واحداً، في حين حامت شبهات الفساد، بعد مغادرته إدارة التلفزيون، حول الصفقات التي عُقدت في الدورات اللاحقة للمونديال، وكلفت إحداها الخزينة عشرة ملايين دولار، ذهب معظمها إلى جيوب مسؤولين فاسدين.  

إيمان الرجل ب"لبنان الرسالة" لم يتزحزح في وجدانه، رغم الضغوط وخيبات الأمل والصدمات التي تلقاها في وطنه، فقرر العودة إلى الوطن واتخذ بيروت مقراً جديداً لادارة شركاته التي تتعاطى الإعلان والإعلام والعلاقات العامة والتسويق... مجموعة تعدى عدد موظفيها ال 1200 موظف، يعملون ب 49 شركة /في 16 بلداً مع عودة الأمن والسلام ، وإنطلاقة ورشة الإعمار والإنماء كانت الحافذ الأول . ولكن سنوات الأمل سرعان ما إندثرت مع إستشهاد الرئيس رفيق الحريري رجل الرؤيا والإنجازات. وكانت الصدمة موجعة عندما إحترقت مكاتب مؤسساته، وأتت النيران على ملفاته المهنية والشخصية، في حريق مبنى السفارة الدانمركية في الأشرفية، عام ٢٠٠٦. 

ولكنه لم ييأس، فإنتقل إلى منطقة سن الفيل، وتابع نشاطه المهني في البلاد العربية، وعمل على تأسيس "جمعية طلال المقدسي الخيرية الإجتماعية" لخدمة أبناء منطقته في قضاء بعلبك، على مختلف المستويات الصحية والتربوية والمعيشية... وعمل مع زملاء

على انشاء جمعية "اخضر دايم" ، التي امنت شراء 3 طائرات هليكوبتر لاطفاء الحرائق والبحث والإنقاذ. وترؤسه جمعية "حياة لانسان" التي تعنى بالمساجين وتهتم بتسديد غراماتهم المالية بعد انتهاء مدة محكوميتهم.

قصة طلال المقدسي مع محاربة الفساد هي حكايات لا تنتهي، وهو بصدد التحضير لمؤتمر صحفي يبرز من خلاله ما جرى معه قضائياً وتبرئته اولاً من قبل قاضي التحقيق وتكراراً، ومن ثم الهيئة الاتهامية... مؤتمراً يضيء على خطواته المستقبلية.

المصدر: اللواء

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o