Feb 07, 2024 12:22 PM
خاص

الدولة تستخف بجيشها: هل هو فعلا عاجز عن حماية الجنوب؟

لارا يزبك

المركزية- لم يعد لبنان الرسمي يكتفي بالوقوف وراء حزب الله في طروحاته السياسية ومشاريعه الميدانية – العسكرية، بل انتقل في الساعات الماضية الى مرحلة جديدة تتمثل في "الاستخفاف" بقدرات الجيش اللبناني، اي القوات المسلحة "الشرعية" اللبنانية.

امس، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب "ان لن تكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لأن ذلك سيؤدي لتجدد الحرب". وشدد خلال مداخلة تلفزيونية، على "اننا لن نقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع إسرائيل". واذ اعتبر أن "الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة الكافية للانتشار على الحدود"، اشار بوحبيب إلى "وجود مشكلة يعاني منها الجيش ألا وهي النقص بالعدة والعتاد".

بإقرار رسمي اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، الجيش غير قادر على حماية امن الجنوب. وفي هذا الموقف، تبنّ صريح لنظرة حزب الله الى المؤسسة العسكرية، "القاصرة" و"غير المؤهلة" لردع العدو الاسرائيلي.

بحسب المصادر، حتى ولو كان هذا الواقع صحيحا، مِن المستغرب لا بل المستهجن، ان ينطق وزير خارجية بلد ما، بهذه العبارات، التي تقلل من دور وهيبة وقدرات، جيش هذه الدولة. 

فالتمويل والتسليح والتدريبات والمساعدات التي تأتي للجيش اللبناني من اكبر عواصم العالم وابرزها واشنطن ولندن، ومن الدول العربية والخليجية، لا تنقطع منذ سنوات، حيث بات يتمتع بقدرات بشرية ولوجستية من الافضل في المنطقة. صحيح انه يعاني ماليا الا ان هذه المشكلة تمكّن قائد الجيش العماد جوزيف عون من ايجاد حل ولو موقت لها. اما مسألة العديد، للانتشار جنوبي الليطاني، فسيعمل المجتمع الدولي - متى حزمت الدولة امرها وقررت تسليم الحدود للشرعية- على تقديم الدعم الكافي، لتهسيله.

هذا اضافة الى ان المجتمع الدولي يقف قلبا وقالبا، الى جانب الجيش اللبناني والى جانب قائده، ويثق بهما، ويدفع في اتجاه نشر عناصر المؤسسة العسكرية على الحدود.. اي ان العالم، والحالة هذه، سيلعب هو، دور المدافع عن الجيش في حال قرر العدو، الاعتداء عليه لخرق سيادة لبنان والاعتداء على اراضيه.

لكن على ما يبدو، لا نية لبنانية رسمية، لا لنشر الجيش اللبناني جنوبا، ولا لايجاد حل سريع للتوتر على الحدود اليوم ولا للتجاوب مع المساعي الدولية التي تُبذل لهذه الغاية، ولا لاغضاب "حزب الله"، تختم المصادر.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o