Jan 22, 2024 6:26 AM
صحف

مفاوضات تبريد الجبهة الجنوبية تسابق خديعة "الهدنة" المنفصلة

في خط سير الحروب، التي تنتج اتفاقيات يجري التوقيع عليها، وتؤسس لمرحلة استقرار تلي الحرب يمكن رسم الخط التالي، حرب- مفاوضات- اتفاقيات.
في المعلومات التي يجري تداولها على نطاق العواصم المعنية بالمفاوضات وما ستؤول اليه، يجري الحديث عن مسار تفاوضي يبدأ في الأيام الأخيرة من هذا الأسبوع، ويتضمن تدرجاً في اطلاق الاسرى ووقف النار، ليس لفترة أسبوعين، كما تقترح اسرائيل، بل خلال مدة زمنية لا تقل عن 60 أو 70 يوماً، يفتح فيه المسار السياسي المتعلق بدولة فلسطينية، (حرة وذات سيادة بالتعبير الأميركي)، مقابل تطبيع للعلاقات مع اسرائيل  بعد وقف الحرب، واطلاق الاسرى الفلسطينيين والرهائن والجنود والاسرائيليين والأجانب.
ومعالم خطة التفاوض هذه، برزت خطوطها العريضة خلال المحادثات والجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، مع اطلاق آلية فرنسية- أميركية للعمل المشترك على جبهتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي، في ما خص لبنان.
أما في لبنان، فانطلاق الترتيبات في غزة، سيكون له صدى مباشر على الجبهة اللبنانية إذ دخلت مفاوضات التبريد على الجبهة الجنوبية في سباق، مع محاولات ارتفاع لهيب الحرب في ضوء الهدنة المقترحة، من المستوى العسكري الاسرائيلي لمدة يومين في الجنوب، يليها هجوم كبير اذا لم يلتزم حزب الله بها.
ووصفت الهدنة المقترحة بأنها أشبه بخديعة، ومحاولة مكشوفة لجهة رفض الحزب بمجرد البحث بها.
واعتبرت مصادر سياسية ان زيادة تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال كوادر من الحزب خارج منطقة ما كان يطلق عليه قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، واستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله منذ اسابيع وصولا إلى توجيه الضربات الموجعة إلى مسؤولي وضباط المخابرات الايرانية المتمركزين في دمشق مؤخرا، انما يعبر بوضوح عن زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب،ليقبل بمطالب إسرائيل الانسحاب من أماكن انتشاره على طول الحدود الجنوبية اللبنانية إلى عمق سبعة كيلو متر ليتسنى الامر لإعادة المستوطنين الإسرائيليين، إلى المستوطنات التي غادروها بعد عملية طوفان الأقصى، والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل،ضمن المطالب والشروط التي نقلها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، وتلقى عليها تعديلات وأجوبة الجانب اللبناني وحزب الله من خلاله، وغادر لبنان بعدها لابلاغ الإسرائيليين بالجواب اللبناني. 
وعبرت المصادر عن اعتقادها بأن التصعيد الحاصل من قبل إسرائيل،انما هو بمثابة التفاوض بالنار تحت مظلة التصعيد والاغتيالات، لتسريع افاق التسوية التي حملها هوكشتاين،وكلما طال الامر وتعقدت الامور ،كلما زادت الاشتباكات المسلحة على جانبي الحدود وتصاعد تجاوز الحدود والاغتيالات، ما يؤشر إلى مرحلة حساسة وخطيرة دخلت فيها المشكلة على الحدود الجنوبية، بينما يعرف الجميع ان إنهاء التوتر والاشتباكات مع الاسرائيليين، بحاجة إلى موافقة النظام الايراني ، الذي يوجه حزب الله ويحدد خياراته، التي تتماشى مع مصالحه في النهاية.
وتبدي المصادر خشيتها من تحول عمليات الاغتيال الإسرائيلي لمسؤولين وقادة عسكريين بارزين في الحزب بلبنان وحرس الثورة الاسلامية في دمشق وغيرها، في حال لم تتوصل الديبلوماسية التي يتولاها اوكشتاين وغيره إلى نتائج ملموسة قريبا، وطالت الحرب على غزة والمواجهة المحتدمة ،إلى انفلات الاوضاع المتدهورة جنوبا، وتوسع نطاق الحرب باتجاهات غير محسوبة، تضر بلبنان كله. 
مشاورات نيويورك
دبلوماسياً، تعقد في نيويورك غداً جلسة لمجلس الامن الدولي على المستوى الوزاري يشارك فيها وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وتتناول الاوضاع في الشرق الاوسط، في ضوء مضي اكثر من 100 يوم على حرب اسرائيل العدوانية على غزة، والوضع الملتهب في الجنوب، ومناطق اخرى في الشرق الاوسط.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأوضاع على الجبهة الجنوبية لا تزال تستنفر تحرك القوى السياسية التي لا تزال تعبر عن خشيتها من توسع رقعة الحرب، في الوقت الذي لم تظهر  فيه حل قريب بعدما تم ربط ساحتي غزة والجنوب،  فضلا عن  تهديد العدو الإسرائيلي بقدرته على فتح أكثر من  جبهة.
ولفتت المصادر الى أن هناك ممن بدأ يتحدث عن تفعيل خطة الطوارىء التي وضعتها الحكومة في بداية احداث الجنوب تحسبا لأي طارىء.  وقالت أن زيارة النائب السابق وليد جنبلاط لرئيس مجلس النواب نبيه بري تركزت على هاجس الحرب وحماية لبنان والعمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي،ومعلوم أن هناك حركة سياسية  يقوم بها الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في سياق الإنفتاح والحوار. وفي الملف الرئاسي، أوضحت أن أي تطور جديد متوقف على المسعى المحلي الجديد ونشاط اللجنة الخماسية .

المصدر- اللواء

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o