Jan 19, 2024 12:58 PM
خاص

ايران تجاوزت سيادة دول "صديقة": ماذا عن سياسة حسن الجوار؟

لورا يمين

المركزية- لم تسكت باكستان طويلا عن خرق ايران لسيادتها، الامر نفسه حصل مع العراق ايضا، الذي ورغم علاقته الجيدة مع طهران، انتفض ضد الضربات التي وجهها الحرس الثوري الى اهداف في اربيل.

الخميس، نفذت باكستان هجوما صاروخيا على منطقة حدودية في جنوب شرق إيران، وفق ما أعلنت وسائل إعلام رسمية. وأفاد التلفزيون الرسمي بأنّ "باكستان هاجمت قرية حدودية إيرانية بصواريخ. ونفّذت ضربات ضدّ أهداف لـ"إرهابيّين" في إيران، وفق ما أعلنت وزارة خارجيّتها، بعدما شنّت طهران ضربات داخل الأراضي الباكستانيّة. وقالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إنّ "باكستان نفّذت هذا الصباح (امس) سلسلة ضربات عسكريّة منسّقة جدّاً ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابيّة في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانيّة"، مضيفةً أنّ "عدداً من الإرهابيّين قد قُتِلوا". وذكرت وكالة مهر الإيرانيّة للأنباء أنّ "دويّ انفجار سُمع، وقد أعقبه هجوم بمُسيّرات وصواريخ على مدينة سارافان في سيستان بلوشستان بجنوب شرق البلاد، ما أدّى إلى إصابة عدد من الأشخاص". ونقلت وكالة "رويترز " عن مصدر أمني باكستاني كبير  "إن الجيش الباكستاني في حالة تأهب قصوى للغاية وإن أي مغامرة غير محسوبة من الجانب الإيراني سيتم التصدي لها بقوة".

اما العراق، وقبل ساعات من تقديمه شكوى بحق إيران في مجلس الأمن، فندّد وزير الخارجية فؤاد حسين " باعتداء إيران على أربيل، عادَّاً التصعيد "محاولة إيرانية لتصدير مشاكلها الداخلية". وقال حسين، الذي كان يتحدّث على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن بلاده اتّخذت إجراءات سياسية ودبلوماسية للرد على القصف الإيراني الذي أسقط 4 قتلى مدنيين في أربيل مساء الاثنين، نافياً ادّعاءات طهران حول وجود "الموساد" الإسرائيلي على الأراضي العراقية. وربط كبير الدبلوماسية العراقية الهجوم على إقليم كردستان العراق بتصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب على خلفية الحرب في غزّة، مرجّحاً وجود "قواعد اشتباك بين الإيرانيين والإسرائيليين".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن سلوك طهران بات مزعجا حتى لدول لا تعتبرها "عدوة"، لا بل "صديقة". فإذا كان استهدافها الاميركيين والغرب ومصالحهما، عبر اذرعها، مبررا، ومفهوما، الا ان تجاوزها سيادة دول المنطقة، تحت ستار محاربة الارهاب وضرب تنظيمات تتهدد امن الجمهورية الاسلامية، شكّل نسفا لكل اسس حسن الجوار وللقواعد التي تحكم العلاقات بين الدول، والتي تتحدث طهران بنفسها، عنها دائما. فبدلا من استخدام القنوات الدبلوماسية لتطلب من العراق او باكستان، التحرك ضد هذا الهدف او ذاك، قررت ان تستبيح الدول واجواءها وسيادتها، تماما كما تفعل اسرائيل، لتنفّذ عملياتها بـ"سواعدها". فهل من ضوابط او قرارات زاجرة يمكن ان تتخذ لمنع ايران من تكرار فعلتها؟

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o