Jan 17, 2024 4:54 PM
تحليل سياسي

فرنسا تنصح بتجنب توسيع رقعة الحرب وتطبيق القرارات الدولية
ميقاتي يلتقي غوتيريش وبلينكن وعبد اللهيان: التهدئة في غزة اولا
توافق جنبلاطي- ارسلاني... وغارات مكثفة وقصف جنوبا

المركزية- بالمواقف والزيارات وبالرسائل والمؤتمرات يتصدر امن لبنان اهتمام الدول الخماسية الضاغطة والدافعة في اتجاه ابعاد كرة النار الاسرائيلية عن ميدانه، وجديدها اليوم رئاسي فرنسي على لسان الرئيس ايمانويل ماكرون، فيما تقبع حكومة لبنان في موقع رفض فك ارتباط امن لبنان بوقف النار في غزة وقد شدّ الرئيس نجيب ميقاتي حزام الربط من دافوس بالتذكير لمن فاته " أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة، مشددا في المقابل على حتمية تنفيذ القرارات الدولية والتزام لبنان بالقرار 1701."

فرنسا ولبنان:  المجتمع الدولي لا يزال يسعى اذا الى منع تمدد رقعة الحرب نحو لبنان.  وهو ما شدد عليه الرئيس ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده في قصر الاليزيه، اذ اكد على الاهمية التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب وقال "بالنسبة الى قرارت مجلس الامن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب ان يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد امن اسرائيل وان ينتشر النزاع في لبنان". واضاف ماكرون "ان فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من اجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد انه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار  ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه". وذكّر ماكرون بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلاً "نحن متمسّكون مع الامم المتحدة بمهام القوة وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد".

للضغط على اسرائيل: في المقابل، يواصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الربط بين التهدئة في الجنوب والتهدئة في غزة. اليوم، وبينما واصل اجتماعاته ولقاءاته الديبلوماسية الدولية والعربية خلال مشاركته في أعمال "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس في سويسرا، شدد خلال هذه الاجتماعات على "أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع تمهيداً للعودة الى البحث في حل سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطن آمن". ودعا ميقاتي "الدول الفاعلة الى الضغط على اسرائيل لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية". وجدد "تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701  وسائر القرارات الدولية"، مطالباً "بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949"... وكان رئيس الحكومة إجتمع في هذا الإطار مع  الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس،  وعقد اجتماعات مع كل من رئيس وزراء الاردن بشر الخصاونة، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر ورئيس وزراء هولندا مارك روته. والتقى كلا من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية انتوني بلينكن، وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس ووزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرغ.

وقف النار: من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه زعيم "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلونشون على رأس وفد نيابي من الحزب: "نثمن تضامن كلّ الشعب الفرنسي مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه". أضاف: "إتفقنا على أهمية وقف إطلاق النار في غزة وعدم توسع الحرب".

جعجع والقرار الاستراتيجي: في المقابل، صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، البيان الآتي: يتنقّل التصعيد العسكري من منطقة إلى أخرى في الشرق الأوسط وبشكل متزايد، فيما المواطن اللبناني يعيش بقلق كبير جراء هذا التصعيد، حيث تقاتل إيران وأذرعها من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى. وحزب الله في لبنان، كأحد أذرع إيران، منخرط في التصعيد العسكري تبعًا لمنطق المواجهة الحالي بين إيران وأميركا وإسرائيل. حتى الآن الأمر مفهوم على رغم كونه مرفوضًا، ولكن ما ليس مفهومًا أن تقوم الحكومة اللبنانيّة بتجيير القرار الاستراتيجي، أي العسكري والأمني، إلى حزب الله، وبالتالي أن تضع الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا في مهبّ رياح المنطقة والصراعات المفتوحة بين أطرافها كافّة.
وفي الوقت الذي تنأى كل الدول العربيّة ، من أكبرها إلى أصغرها ، بنفسها عن الصراع الدائر حاليًّا في غزة والشرق الأوسط، لا نفهم بأيّ منطق يجري إقحام لبنان في هذه الحرب، وبخاصّةٍ أنّه في الوقت الراهن أصغر وأفقر دولة بسبب أزمته الماليّة والاقتصاديّة والسياسيّة المستمرة؟ حبذا لو يفسِّر لنا أحدٌ بأيّ حقٍّ ومنطق يتمّ إقحام لبنان في هذا الصراع الدمويّ في الشرق الأوسط؟ ربما لا تستطيع حكومة تصريف الأعمال، كونها حكومة تصريف أعمال، القيام بمشاريع تنمويّة ومبادرات اقتصاديّة وتجديد البنى التحتيّة أو ما شابه، ولكن يأتي في صلب مسؤوليّاتها إبعاد شبح الحرب عن لبنان ومواجهة الأمور الخطرة التي تهدِّد المواطن بأمنه وحياته وعائلته ورزقه ومصالحه ومستقبل بلده. إنّ القوى السياسيّة المكوّنة لهذه الحكومة، وتحديدًا محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن "خنفشرياتهم" الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان ، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها لموقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط.

غارات: ميدانيا، طاول القصف الإسرائيلي صباحا مرتفعات كفرشوبا وبلدات كفركلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة. وشنت مسيّرة معادية قرابة العاشرة الا ربعا من قبل الظهر، غارتين متتاليتين على أطراف بلدتي الضهيرة ويارين. وأغارت مسيّرة معادية على منزل بالقرب من المسجد في الحارة الفوقا في بلدة عيتا الشعب ما أدى الى احتراقه. وعلى الأثر، توجهت فرق الاطفاء الى المكان للسيطرة على الحريق. ولم يبلغ عن خسائر بشرية. وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على حولا مستهدفا المنازل، الا ان اي اصابات لم تسجل واقتصرت الاضرار على الماديات. وألقى الجيش الاسرائيلي خمس قذائف دخانية على عمال سوريين كانوا يعملون في بستان عنب في محلة العمرة في سهل الوزاني.  كما قصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي سهل مرجعيون. ايضا، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على المنطقة بين راميا ومروحين ولم يستثن القصف دور العبادة، اذ طال اليوم الكنيسة الانجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب ، وأحدث اضرارا كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب . واستهدفت المنطقة الواقعة غرب خراج بلدة ديرميماس لجهة بلدة الطيبة بثلاث قذائف مدفعية.واستهدف القصف المدفعي اطراف بلدة البستان. وحلقت مسيرة اسرائيلية في اجواء قرى وبلدات قضاء صور.

حزب الله:  من جهته، اعلن حزب الله "اننا إستهدفنا ‌‌‌‌‌‌تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب بالأسلحة المناسبة". ونعى حزب الله في بيان صادر عنه صباحا أحد عناصره ويدعى رشيد محمد شغليل الملقب بـ"ذو الفقار".

في خلدة: سياسيا، استقبل رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان في دارته في خلدة رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد من اللقاء. ورداً على سؤال، قال النائب هادي أبو الحسن بعد الاجتماع "تم البحث في موضوع رئاسة الأركان ضمن الإطار العام وهو ليس مطلباً فئوياً بل عاماً، وعندما كنا نطالب بتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية، كنا نطرح هذا الأمر، وكنا رأس حربة في تأكيد أهمية تلافي الفراغ وحسناً أنه حصل التمديد لقائد الجيش، ونحن اليوم نطالب بملء الشغور في المجلس العسكري ورئاسة الأركان من ضمن المواقع الأساسية والضرورية، ولم نتداول موضوع الأسماء، كما وأن هناك رأي لقائد الجيش في هذا الموضوع واحترام للأقدمية أيضاً". بدوره، وردا على سؤال، أوضح الوزير السابق صالح الغريب " انه ليس من المفروض ان يكون هناك ارتباط بين استحقاق رئاسة الجمهورية والعمليات العسكرية على غزة وجنوب لبنان، انما واقع الحال اليوم يشير إلى ارتباطهم بكل اسف".

المساعي لم تفشل: رئاسيا، أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى الى ان "المساعي الديبلوماسية لم تفشل حتى الساعة في الملف الرئاسي، لكن تداعيات حرب غزة والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تؤثر على الملف الرئاسي". واكد في حديث اذاعي ان "التعويل هو على حركة الموفدين والاجتماع المقبل للجنة الخماسية"، مؤكداً "ضرورة ان تتوقف العمليات الإسرائيلية وينعم الجنوب بالهدوء، الا ان الخوف يبقى من ان يقوم الإسرائيلي بمغامرة تستوجب الرد عليها".

رواتب الدبلوماسيين: حياتيا، أعلنت وزارة المال في بيان انها "بعدما استحصلت من وزارة الخارجية على المستندات  التي تحتاجها   بحسب الاجراءات الادارية والمالية الملزمة،  للتمكن من صرف رواتب الدبلوماسيين في الخارج،  فإنها ستباشر  تحويل هذه الرواتب الى مصرف لبنان في غضون ال  ٤٨ ساعة المقبلة".

المرفأ: قضائيا، افيد ان مكتب الادعاء في ملف تفجير المرفأ سيقدّم طَعنًا في قرار استرداد مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السّابِق يوسف فنيانوس أَمام محكمة التمييز.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o