لا دخان بلا نار.. هدنة جديدة في غزة على السكة؟

لورا يمين

المركزية- ثمة ما يطبخ في الكواليس للتوصل الى هدنة انسانية جديدة في غزة. المعطيات الصحافية في هذا الخصوص كثيرة، صحيح ان لا شيء رسميا بعد، لكن "لا دخان بلا نار"، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

الجمعة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن هناك مقترحاً جديداً لصفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. ولم تكشف الهيئة عن الجهة التي طرحت المقترح الجديد، لكنها نقلت عن صحيفة يديعوت أحرونوت أنه يتضمن أيضاً الإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين وعودة النازحين إلى منازلهم في شمال القطاع، بالإضافة إلى إنشاء إدارة بتمويل دولي لإعادة إعمار غزة. وذكرت الهيئة أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لم يردا رسمياً بعد على هذا التقرير. وكانت هيئة البث أفادت الأربعاء بأن مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث مقترحاً جديداً من قطر لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس. وأوضحت الهيئة أن تفاصيل المقترح، الذي وصفته بأنه "جديد للغاية"، تشمل بنودا عدة أهمها خروج قادة حماس من قطاع غزة وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منه وإطلاق سراح المحتجزين في القطاع على دفعات.

بحسب المصادر فإن قطر تعمل في الكواليس، بزخم، للتوصل الى احياء الهدنة الانسانية، الا ان واشنطن بدورها، تضغط في هذا الاتجاه. خلال زيارته الاخيرة الى الاراضي المحتلة، حثّ وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الجانب الاسرائيلي على التهدئة، في وقت كشف المبعوث الرئاسي الاميركي الى المنطقة اموس هوكشتاين، لمن التقاهم في بيروت، ان ثمة جهدا اميركيا لاقناع تل ابيب بالانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، والتي تقوم على حصر العمليات العسكرية وتخفيف وتيرتها وجعلها اكثر دقّة بحيث تطال حماس ومراكزها وقادتها فقط لا غير، وتبتعد عن المدنيين والمستشفيات والابنية السكنية.. ويريدها الاميركيون ان تعلن في بيان هذا التبدّل.. وفي رأي واشنطن، خطوة من هذا القبيل، ستعطي تلقائيا، زخما لمساعي الهدنة، وستعزز حظوظها بإبصار النور.

انطلاقا من كل ما تقدّم، تقول المصادر ان الامور في غزة، وتاليا في المنطقة ككل، تبدو ذاهبة نحو احتواء للتصعيد وللمعارك والمواجهات، الا اذا استمر رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في "المعاندة" وفي رفض التجاوب مع مطالب حليفته الاولى دوليا، واشنطن. لكن بحسب المصادر، مهما "كابر"، فإنه لن يتمكن من الوقوف طويلا في وجه مَن يمدّه بالسلاح والمال...