بو عاصي: نرفض وضع مصير لبنان بيد مكون إرتباطاته إيرانية

المركزية- أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن قواعد الإشتباك القائمة بين طرف متفرّد هو "حزب الله" وعدو هو إسرائيل لا تعنيه بل ما يعنيه خرق السيادة اللبنانية وإحتمال توسّع الصراع.

وفي مقابلة عبر منصة SBI، شدّد على ان "لبنان لا يريد الحرب" ليس فقط شعاراً بل هو مرتبط بالمصلحة الوطنية العليا ومصلحة الشعب اللبناني، مضيفاً: "لبنان يعيش على إيقاع القضية الفلسطينية منذ 76 سنة وهذا ما لم تشهده دولة أخرى. هنا أذكّر أننا إستقبلنا اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، شرّعنا إقامة "فتح لند" عام 1969 وأُقمح لبنان بحرب مفتوحة عام 1976. لذا عاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس وإعترفا أن الفلسطينيين أخطأوا بأدائهم في لبنان. الحرب ستدمر لبنان ولن تخدم القضية الفلسطينية لذا يجب ان يكون لبنان ضد الحرب".

بو عاصي كشف عن الأجواء التي تصل الى "القوات اللبنانية" عبر علاقاتها الدبلوماسية والدولية قائلاً: "أصدقاؤنا في العالم ينقلون عن إسرائيل قولها: "إن سياسة الاحتواء دون السيطرة التي إستعملت في غزة وجنوب لبنان أثبتت فشلها في القطاع في 7 أكتوبر وبالتالي ستفشل في الجنوب. لذا لن أقبل بإستمرار هذه السياسة ولا أمزح بموقفي هذا ولو إضطر الامر ان أكرّر سيناريو غزة لحماية حدودي الشمالية. أنا جاهز لتوجيه ضربة كبيرة". في المقابل، يقول "حزب الله": "لن أنسحب الى شمال الليطاني، لن أتخلى عن الاشتباك المباشر ولا أريد الدخول في حرب". لا أدري مدى حظوظ نجاح المساعي بالتوصّل الى خلق مساحة مقبولة بين الطرفين. لكن بما يعنيني كمكوّن أنني لا أقبل وضع مصير البلاد بيد مكون لبناني إرتباطاته الايديولوجية والعسكرية والامنية والمالية هي مع إيران. عبر التاريخ لم يسعَ أي مكوّن لبناني الى أن يكون مستقلاً كدولة بذاته. رَفضُ زجنا بحرب كغزة أو كـ"تموز 2006" لا نقاربه من باب موازين القوى بل من ناحية المبدأ ومصلحة الشعب اللبناني المستدامة".

وأشار بو عاصي الى ان الدعم الاميركي لإسرائيل ليس مفاجئاً ويجب ان ننظر الى ذلك بشكل واقعي رغم أننا نعيب على المجتمع الدولي غيابه الفعلي عما يحصل إنسانياً في غزة وهذا الامر مرفوض بكافة المقاييس. 

كما لفت الى ان اي دولة لن تساهم هذه المرة بإعادة إعمار لبنان كما جرى عقب حرب تموز 2006 لأن وزارة الخارجية التي يسيطر عليها جبران باسيل منذ سنوات عزلت لبنان عن كل دول العالم لذا لا يمكن طلب مساعدة هذه الدول. 

تعليقاً على حادثة المطار، أشار بو عاصي الى أن لبنان مكشوف على المستوى السيبراني وهذه ارض معركة مفتوحة كما ميادين البر والبحر والجو، مضيفاً: "لا استطيع التعليق على اتهام بعضهم "حزب الله" بالوقوف خلف ذلك طالما لا املك المعطيات".

ردّاً على سؤال، أجاب: "لا علاقة بتاتاً لـ"القوات اللبنانية" بـ"جنود الرب"، نحن حزب سياسي لدينا تاريخنا وواقعنا وتطلعاتنا وثوابتنا وكتلتنا البرلمانية ومشاركتنا الوزارية سابقاً. نحن لم نعتد ان نخفي يوماً علاقاتنا". 

هذا وأشار بو عاصي الى ان كثراً في البيئة المسيحية أصبحوا يطالبون باللامركزية أو الفدرالية أو التقسيم، ولا يمكن إلا ان نتوقف عند هذا الطلب وهذه المقاربة الناجمة عن يأس من مقاربة الادارة المركزية للشأن اللبناني، عدم إحترام الشراكة من قبل "حزب الله"، معادلة "تغطية السلاح مقابل تغطية الفساد" وخنق مساحة الحرية في لبنان. 

تابع: "لكننا كمسؤولين لا ننجر وراء رغبات الشارع بل يجب ان نفكّر بالمصلحة الوطنية العليا ومصلحة المسيحيين المستدامة. الدولة اللبنانية إستطاعت تحقيق امرين هما حماية الدور والوجود. اليوم هناك خيبة امل كبيرة، فالدولة المركزية فشلت تقريباً في كل شيء وهناك إعادة نظر من مكون خلق لبنان الكبير وهذا امر خطير جداً".

ختم بو عاصي: "نحن نريد الحفاظ على الدولة اللبنانية ولكن فشل الادارة المركزية يدفعنا للدعوة بشكل واضح لإدارات لا مركزية. كيف لنا أن نتأمل خيراً بدولة فاشلة حتى بجمع النفايات؟ مع الاشارة الى انه مهما وسّعنا اللامركزية سيبقى هناك مشاكل مركزية كسلاح حزب الله وضبط الحدود. اللامركزية ليست حلاً سحرياً ولكنها مطلب ونحن معه من الجانب الانمائي".