Jan 06, 2024 6:15 PM
أخبار محلية

بوريل يجول لبنانيا ويتخوّف من التصعيد: لبنان في خطّ المواجهة في الصراع الحالي .. بري: نلتزم الـ1701.. ميقاتي: لسنا دعاة حرب

زار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في دارته في بيروت. وشارك في اللقاء الوفد المرافق لبوريل ومستشارو رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر والسيد زياد ميقاتي. وكان بحث في التعاون بين الحكومة اللبنانية والاتحاد الاوروبي في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والاصلاحات الادارية.

ميقاتي: وشدد رئيس الحكومة على "وجوب حل ملف النازحين السوريين عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة".

وفي ملف العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان ، قال ميقاتي: "نحن طلاب سلام لا دعاة حرب ونتطلع الى تحقيق الاستقرار ونقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد، لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة الى تفجير شامل".

وشدد على "التزام لبنان تطبيق القرار الدولي الرقم1701، وعلى أن التطبيق الكامل لهذا القرار يستوجب أولا وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها".

ودعا الى "العمل لارساء حل شامل للقضية الفلسطينية عبر إعطاء الفلسطينيين حقوقهم العادلة".

بري: بعدها، توجه الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبله في حضور سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال ، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة والمناطق اللبنانية الجنوبية ، اللقاء بين الرئيس بري والموفد الاوروبي إستمر على مدى ساعة وعشر دقائق 
 أبدى خلاله بوريل قلقه الكبير من إستمرار الحرب على قطاع غزة ، وحرصه على عدم توسعها بإتجاه لبنان ، معرباً عن تخوفه من التصعيد الإسرائيلي مشدداً على وجوب أن تكون الأولوية هي لوقف الحرب على قطاع غزة لان ذلك هوالمدخل لعودة الهدوء الى لبنان وحينها يسهل البحث بتطبيق كامل لمدرجات القرار 1701 .
 بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري نوه بمشاركة دول الإتحاد الاوروبي في عداد قوات اليونيفل ودورها على مدى عقود كشاهدة على الخروقات والإعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني وأهله كما تفعل اليوم .
رئيس المجلس جدد التأكيد لبوريل على إلتزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة لا سيما القرار 1701 ، مؤكداً ان المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وإنسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل .

وعلى المستوى السياسي الداخلي شدد الرئيس بري على أهمية إنجاز الإستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل ، كاشفاً انه على إستعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسيه لإنجاز هذا الإستحقاق .

الخارجية: وبعدها انتقل الى وزارة الخارجية حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب، حيث اعرب بعد اللقاءعن تقدير الاتحاد للأداء الملفت للجيش اللبناني الذي يراعي التقاليد العسكرية اللبنانية في الخدمة والمهنية.

وقال: "تذكرون يا معالي الوزير، التقينا قبل بضعة أسابيع وقلتم لي إن كل ما يحدث في الشرق الأوسط يتردد صداه في لبنان، وله عواقب على لبنان، للأفضل أو للأسوأ. وطلبتم مني تعزيز المشاركة السياسية والحوار السياسي بين الاتحاد الأوروبي ولبنان. 

لهذا السبب أنا هنا اليوم، بعد زيارة إسرائيل وفلسطين. 

وأنا هنا في الوقت الذي نشهد فيه تكثيفاً مقلقاً لتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأعتقد أنَّه يمكن منع الحرب، ويجب تجنبها، ويمكن للدبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل.

من الضروري تجنُّب التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط، ومن الضروري تجنُّب جرِّ لبنان إلى صراع إقليمي. وهذا آخر ما يحتاجه لبنان.

لقد نزح أكثر من 70 ألف مدني في لبنان، وأكثر من 200 ألف في شمال إسرائيل. وتم حرق نحو 50 ألف شجرة زيتون على الحدود. تخيّلوا، 50 ألف شجرة زيتون؛ أنا قادم من بلد تكتسب فيه أشجار الزيتون أهمية كبيرة. لذلك أنا أفهم مدى أهمية فقدان 50 ألف شجرة زيتون.

لن يربح أحد من صراع إقليمي. وأنا أبعث هذه الرسالة إلى إسرائيل أيضاً. لن يربح أحد من صراع إقليمي.

أنا هنا لتقييم الوضع وإيجاد مخرج من الأزمة. 

أكرِّر ما قلتموه يا معالي الوزير: يجب أن تكون القنوات الدبلوماسية مفتوحة للإشارة إلى أنَّ الحرب ليست الخيار الوحيد، بل الخيار الأسوأ، ويجب مواصلة العمل على حل دبلوماسي.  

يتعين على الأسرة الدولية العمل من أجل إحداث تغيير في الشرق الأوسط. 

لا يمكننا الاستمرار على نفس نهج العام الماضي، أو العقود الماضية. ولا يمكننا الاستمرار في مشاهدة معاناة النساء والأطفال الأبرياء والمدنيين الآخرين في غزة. ولا يمكننا الاستمرار في مشاهدة العنف المتزايد من جانب المستوطنين ضد المدنيين في الضفة الغربية. 

علينا أن نتحرَّك لإنهاء معاناة المدنيين في غزة وإطلاق سراح الرهائن.  كما يتعين علينا تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 2712 و2720، وكذلك القرار 1701 في لبنان.
إنَّ الوضع الإنساني في غزة يتجاوز الكارثة. وقد هالتني معاناة الكثير من المدنيين الأبرياء. فالناس لا يتعرضون للقصف فحسب، بل يتضورون جوعا الآن.

فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني 100% من سكان غزة الآن من انعدام الأمن الغذائي. ونحن بحاجة إلى وقف الحرب بشكل يمكن أن يصبح دائماً، وإلى زيادة دعمنا لغزة.

حتى الحرب لديها قوانين، وهناك قوانين إنسانية دولية يجب احترامها. وكما قلت مراراً وتكراراً، فإن عملاً يوقع الرعب في النفوس في مكان ما لا يبرر عملاً مشابهاً في مكان آخر. وعلينا أن نفهم أنَّ السلام وحده هو الذي سيجلب السلامة والأمن إلى الشرق الأوسط.

لا يمكننا التعامل مع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، فغزة جزء من "المسألة الفلسطينية" الأوسع. إنَّ غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويجب أن تكون غزة جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وتتفق الأسرة الدولية بأسرها على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي يمكن أن يجلب السلام والأمن لإسرائيل وفلسطين.

ويجب أن نضاعف جهودنا لإعادة إطلاق عملية السلام. لقد أعلنت إسرائيل عن هدف للقضاء على حماس. ويجب أن تكون هناك طريقة أخرى للقضاء على حماس؛ طريقة أخرى لا تؤدي إلى مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء.

والسبيل الوحيد هو إنشاء دولة فلسطينية تعطي أملاً للفلسطينيين. لذلك صوتت 172 دولة لصالح هذا الأمر في الجمعية العامة للأمم المتحدة - أي نسبة 90٪ من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ونحن لن ندَّخر جهداً لجعل حل الدولتين حقيقة واقعة.

سأزور المملكة العربية السعودية غداً، وأتطلَّع إلى إجراء نقاش موضوعي في شأن كيفية البناء على مبادرتنا الأوروبية العربية المشتركة، والخطوات الملموسة التي يمكنها تحفيز جهود سلام دولية جادة.

يقف لبنان على خط المواجهة في٤ هذا الصراع. فلبنان أكثر استقراراً سيكون أكثر قدرة على الدفاع عن مصالحه والحفاظ على استقلاله والمساهمة في الاستقرار الإقليمي.

واسمحوا لي أن أشير إلى دعم الاتحاد الأوروبي لبعثة اليونيفيل التي تساهم فيها معظم دولنا الأعضاء بقوات على الأرض.

أودُّ أيضاً أن أشيد بالتعاون مع الجيش اللبناني وأيضاً بالأداء الملفت لجيشكم، والذي يراعي التقاليد العسكرية اللبنانية في الخدمة والمهنية والتفاني.

بشكل عام، لا يزال الاتحاد الأوروبي، معالي الوزير، مستعداً لدعم لبنان، لأن دعم لبنان هو وسيلة للمساهمة في الأمن والسلام في المنطقة.

بوحبيب
من جهته قال الوزير بوحبيب: "مرحبا بكم في بيروت.  إن زيارتك لبنان تحمل رسالة مهمة.  إن أمن ورخاء لبنان وأوروبا مترابطان: إذا عطس أحدهما أصيب الآخر بالزكام.  لقد أكدت بقوة أن السلام في لبنان أمر ضروري وأن جميع اللبنانيين متمسكون بالسلام.  وتسعى الحكومة اللبنانية جاهدة إلى وقف التصعيد، ويمارس اللبنانيون ضبط النفس".

اضاف: "دارت مناقشتنا حول القضايا المشتركة:
 - الأول هو تجنب حرب ستكون لها عواقب وخيمة إقليميا ودوليا.
 - والثاني هو التأكيد على أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً للصراع الفلسطيني على أساس قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

 وبتعبير أدق، ناقشنا السبل الكفيلة بضمان التنفيذ الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما كررت التزام لبنان بوجود قوة اليونيفيل وسلامتها.  وقد أبرزت للسيد بوريل التصور السلبي للتصريحات التي أدلى بها بعض أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وعواقبها الوخيمة.  وقد أكدت من جديد أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً لدوامة العنف المستمرة منذ عقود.  ولتحقيق هذه الغاية، أكدت على أهمية التزام الاتحاد الأوروبي القوي تجاه الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وتابع بوحبيب: "كما سلطت الضوء على أهمية إعادة تفعيل وتعزيز الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي وأولويات الشراكة التي ستضمن عودة لبنان.  ونحن نؤمن بأهمية تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الاتحاد الأوروبي.  كما شددت على ضرورة وضع الحقائق الجديدة على الأرض في لبنان وسوريا في سياقها.  ومن الأهمية بمكان إيجاد حلول مستدامة وتشجيع تضافر المساعدات الإنسانية بطريقة تضمن العودة الآمنة والسريعة للنازحين السوريين إلى وطنهم.  لقد تجاوز الضغط الذي يتحمله لبنان من أزمة النزوح كل الحدود التي يمكن تصورها.  وبالنظر إلى قدرة لبنان، والآثار المتراكمة للعديد من الأزمات، وموارده الشحيحة، فإن أزمة النزوح، إذا لم يتم حلها، ستمس جوهر لبنان".

حزب الله:  ومساء، التقى بوريل وفداً من "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد.

لازارو: وكان القائد العام لليونيفيل الفريق أرولدو لازارو التقى اليوم بوريل. وناقشا الوضع الحالي على طول الخط الأزرق وأهمية منع المزيد من التصعيد. وقالت اليونيفيل إن السعي إلى حل دبلوماسي ليس ممكنا فحسب، بل ضروري أيضا.

وكان الدبلوماسي قال "الأولوية هي تجنب التصعيد الإقليمي ودفع الجهود الدبلوماسية لخلق الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o