Jan 03, 2024 3:45 PM
خاص

نتنياهو رد اعتباره باغتيال العاروري...بدء مسار وقف النار فالتسوية؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- كثيرة هي القراءات السياسية والتحليلات والتوقعات التي انهمرت دفعة واحدة عبر شاشات التلفزة ووسائل الاعلام في اعقاب اغتيال اسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت مساء امس. منهم من سارع الى اعتبارها مؤشرا الى تدحرج دراماتيكي نحو حرب واسعة مع حزب الله ونقل نيرانها الى لبنان، واخرون تجاوزا للخطوط الحمر سيشعل المنطقة برمتها وثمة من نعى معها مبادرات التسوية الجاري نسجها في الدوحة لوقف حمام الدم في غزة. جميع هؤلاء ومعهم شعوب لبنان والاقليم ينتظرون اطلالة السادسة مساء اليوم لتلقي الخبر اليقين من امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي تلقى ضربة توازي بحجمها ثقل اغتيال العاروري لحركة حماس، من خلال اصابة هدف بهذه الدقة في قلب مربعه الامني. ضربة مزدوجة لحماس بالاغتيال وللحزب  بتوجيه رسالة مفادها ان اسرائيل قادرة على خرق امنه وهي تملك ادق التفاصيل في شأن كل تحرك في منطقته وقد تتبعت  مسار وصول المسؤولين في سياراتهم، ثم في  الموقف فمدخل المبنى والطابق الثاني منه حيث كان يعقد الاجتماع. فأصابت الصواريخ الثلاثة  التي تردد انها من نوع "ام. كيو وان" الموجهة بالليزراهدافها بدقة متناهية، وتبعا لذلك يمكن ان تصيب اي هدف اخر في المنطقة قد لا يكون هو بعيدا منه، خصوصا ان جهاز امن حزب الله يتولى حماية قادة حماس والفصائل الفلسطينية  في بيروت، علما ان معلومات إسرائيلية تحدثت عن أن الاغتيال جاء عشية لقاء العاروري بحسن نصر الله.

وفي حين يتوقع ان يُصعد نصرالله لهجة التهديد والوعيد ردا على الاغتيال، تماما كما صعّد في اعقاب اغتيال قاسم سليمان وغيره من قادة المحور،تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان سقف الخطاب لن يعلو فوق القرار الاميركي- الايراني بمنع توسيع  رقعة الحرب في المنطقة وترفض الربط بين الاغتيال وفتح جبهة لبنان على مصراعيها، على رغم التأهب الاسرائيلي على الحدود الشمالية تحسبا لأي رد فعل . وفي هذا المجال، تشير الى مسارعة مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهوالى الاعلان مباشرة في اعقاب الاغتيال "إننا لا نستهدف لبنان، ولا (حزب الله)، بل كل من تورط في هجوم 7 أكتوبر" في رسالة واضحةٌ ابعادها ، في حين اعلن الحرس الثوري الايراني اليوم  "ان اغتيال العاروري جريمة لن تجعل حسابات المقاومة تقع في خطأ استراتيجي". شأن يعني عمليا ان لا نية لدى الطرفين بالتصعيد الميداني، ولو ان الخطوط الحمر خُرِقت وقلب بيروت استُهدِف، فللحرب حسابات اخرى اوسع من عملية اغتيال مهما علا شأن المُستهدف.

حدث الامس الكبير  سمّم اجواء المفاوضات والمبادرة االمصرية لوقف النار في غزة من دون شك، لكنه منح انتصارا  وهميا  يحتاج اليه بقوة رئيس وزراء اسرائيل  بنيامين نتنياهو الذي سعى منذ عملية طوفان الاقصى الى رد اعتبار، نتيجة الصفعة التاريخية التي تلقاها انذاك. وهنا تشير المصادر الى ان الاغتيال من شأنه ان يلجم الحرب لا ان يوسعها، علما ان قرار توسيعها ليس في يده اساساً بل تملكه فقط واشنطن وطهران. وتعزيزا لقراءتها هذه، تلفت المصادر الى

تزامن العملية الامنية مع مغادرة حاملة الطائرات يو اس اس جيرالد فورد المنطقة، في  دليل اضافي الى انتفاء اي أمل بالحرب الشاملة وهي استُقدمت انذاك خشية اندلاعها في غفلة من الزمن.

يمكن القول، تختم المصادر ان نتنياهو وبعدما احترق فى الداخل الاسرائيلي بنيران طوفان الاقصى وبرد المحكمة العليا تعديلاته  وبفشله في تنفيذ ما وعد به في غزة بعد نحو ثلاثة اشهر، سعى من خلال اغتيال العاروري الى اعادة تعويم نفسه ،الا ان انتصاره الوهمي لن يمكّنه من فرض قراره وخياره العسكري ، لا بل سيضطر في نهاية المطاف  للقبول بالهدنة فوقف اطلاق النار ثم بحل الدولتين الذي تؤيده واشنطن وترى فيه الخيار الامثل لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني ، وقد بات الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل من الزمن الغابر، لا سيما اثر رفض الكونغرس التصويت على قانون لصالح اسرائيل. فهل يكون اغتيال العاروري نقطة تحول في مسار الحرب على غزة ويحمل الانفراج عوض الانفجار؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o