Dec 18, 2023 4:40 PM
خاص

ستاتيكو جديد في الجنوب وشرارة الحرب على لبنان بيد إسرائيل...هل يعلنها نتانياهو ويورط أميركا؟

جوانا فرحات

المركزية – حتى اللحظة لا يبدو أن حزب الله مصمم على  توسيع رقعة الحرب في الجنوب لأن كلمة السر لم تأت بعد من إيران وقد لا تأتي مطلقا لأنها تدرك أن تخطي التكتيك العسكري الذي يعتمده الحزب يعني فتح جبهة إقليمية وربما دولية. والأكيد أن لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا حتى إيران يريدونها حربا شاملة.

وما بين احتمالات سيناريوهات الحرب المطروحة يضاعف الجانب الإسرائيلي تهديداته وليس أخرها ما صدر اليوم عن جريدة التايمز نقلا عن ضابط إسرائيلي من أن الجيش الإسرائيلي وضع خططاً لغزو لبنان. وكأنه أيقن أن تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحويل بيروت إلى غزة-2، لم تثنِ الحزب عن إطلاق المسيرات وقتل عدد من جنوده في ما يمعن الجيش الإسرائيلي بقتل المدنيين والأطفال وحتى المصلين في الكنائس!.

يحصل كل ذلك على وقع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان حيث وصلت إلى بيروت بعد زيارة إسرائيل وستطرح الرسائل التي حملتها من حكومة نتنياهو على المسؤولين اللبنانيين الذين ستلتقيهم وفي مقدمة العناوين وقف التصعيد في جنوب لبنان كما يرجح أن تبحث في مشاريع تهدف إلى الضغط على حزب الله بهدف الإنسحاب من الجنوب إلى شمال نهر الليطاني.

هذه الطروحات ما كانت لتضعها كولونا على طاولة المباحثات مع السياسيين اللبنانيين الذين بدأت تلتقيهم تباعا بحسب البرنامج المقرر لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على نقل رسالة "نارية" مفادها، إما إبعاد الحزب عن حدودها بالطرق والوسائل الديبلوماسية أو يكون البديل باللجوء إلى القوة.ويتزامن ذلك مع كلام يدور في أروقة الديبلوماسية الفرنسية-الأميركية عن جهود تُبذل من قبل الطرفين لتغيير الواقع الأمني في جنوب لبنان. فهل يعني ذلك إعادة إحياء وتفعيل القرار 1701، أم يفعلها نتانياهو ويعلنها حرباً "عليّ وعلى أعدائي"؟.

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد المتقاعد هشام جابر يميّز بين معادلتين عسكريتين :من يبدأ العدوان ومن يدافع؟ ويؤكد عبر "المركزية" أن إسرائيل تسعى بكل عدوانيتها لحث حزب الله على الإنزلاق إلى حرب قد تتطور إلى إقليمية وربما دولية، في حين أن الحزب لا يريد الإنزلاق ولن يكون أول من يطلق شرارة الحرب الموسعة لأنه حريص على عدم إقحام لبنان بهذه الحرب وتداعياتها وإن كان يدفع الثمن وحيدا اليوم".

عدم النية بإعلان الحرب على إسرائيل لا يعني أن الحزب سيكتفي بالرد المنتظم ضمن قواعد الإشتباك المتعارف عليها منذ العام 2006. "فالقصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلا في بلدة حومين التحتا كان يؤشر إلى أن الإسرائيلي فقد صبره وبدأت التحركات المعارضة للحكومة الإسرائيلية تؤثر عليه لا سيما بعد مقتل ثلاثة من رهائنه عن طريق الخطأ على يد الجيش الإسرائيلي والخسائر البشرية عدا عن الأسرى المحتجزين حتى الساعة لدى "حماس". كل هذا بدأ ينعكس على استراتيجية الحرب الإسرائيلية على غزة والضربات الموجهة نحو الجنوب اللبناني. فلمن يعود قرار الحرب على لبنان؟

"من سيبدأ هذه الحرب الشاملة ستقع عليه مسؤولية تاريخية تجاه شعبه والعالم. واتصوّر أن نتنياهو قرّر أن يحسبها جيدا ويعدّ للعشرين في انتظار الوصول إلى شهر شباط 2024، لأن الولايات المتحدة أبلغته أنه ابتداء من شهر كانون الثاني المقبل ستبدأ بتخفيف دعمها المعنوي والمادي لا سيما المعلن وذلك على خلفية انطلاق معركة الإنتخابات الرئيسية في أميركا".

باختصارإسرائيل تريدها حربا والحزب لا يريد أن يتحمل مسؤولية تدمير لبنان ويكتفي برد الصفعة  صفعتين. "حتى إيران تريد أن تتفادى هذه الحرب وتفضل عدم التورط فيها لأنها تدرك خطورة تداعياتها إقليميا ودوليا إلا أن التحديات الداخلية المحيطة بنتنياهو قد تدفعه إلى البحث عن مخرج ما من الحلقة المقفلة".

ومن السيناريوهات المطروحة بحسب جابر، أن يعلن نتنياهو وقف العمليات الكبرى في غزة ويحولها إلى حرب أمنية قوامها تنفيذ عمليات اغتيال وبذلك يصبح الوضع القائم أخف وطأة عليه وأقل خسائر على جنوده وتتوقف بذلك المجازر على المدنيين في غزة. لكنه في الوقت نفسه يريد أن يحقق انتصارا على جبهة أخرى وهذا سيكون حتما في الجنوب لكنه لن يفعلها إلا اذا تأكد من الدعم الأميركي".

عن الرسائل التي تحملها كولونا إلى لبنان بعد زيارتها إسرائيل يؤكد جابر"أن فرنسا فقدت دورها في المنطقة وهي خسرت موطئ قدمها الوحيد في لبنان بعدما تحولت من فاعل وسيط إلى حامل رسائل إسرائيلية. ويوضح بأن لبنان لن يوافق على شروط إسرائيل  بتراجع الحزب نحو جنوب الليطاني إلا بشرط واحد في المقابل هو أن تحترم إسرائيل القرار 1701 وإلا لن ينسحب الحزب ويترك الساحة للعمليات الإسرائيلية.

ويؤكد جابر بأن دور قوات حفظ السلام محدود جدا وهي عاجزة عن رد أي عدوان إسرائيلي، "وهذا ما أثبتته الأحداث منذ 45 عاما تاريخ وجودها في الجنوب. أما الجيش اللبناني فوجوده رمزي مع اليونيفيل".

يوما بعد يوم تتوضح الصورة عن وجود ستاتيكو جديد في الجنوب"صحيح. فإما حرب تبدأ بها إسرائيل أو لا حرب. وإذا أرادت إسرائيل أن تضمن أمن حدودها الشمالية وتحفظ أمن سكان مستوطناتها ما عليها إلا إعادة ما قضمته من لبنان والإنسحاب من بلدة الغجر وإلغاء الخط الأزرق واحترام الـ1701 بعدها لا يعود من جدوى لسلاح الحزب في الجنوب"يختم جابر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o