Dec 15, 2023 1:12 PM
خاص

واشنطن تلوّح بالانسحاب من العراق: بغداد مع او ضد؟!

 لورا يمين

المركزية-  رفعت السلطات العراقية حالة التأهب العسكري لأقصى مستوياته بدخول القطاعات العسكرية درجة الإنذار "ج". وحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية ، فإن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بدخول القطاعات العسكرية درجة الإنذار. وأضافت الوكالة، وفق وثيقة رسمية اطلعت عليها، أن السوداني أمر بإيقاف الإجازات ودخول قطاعات الجيش الإنذار "ج"، اعتبارا من 14 كانون الأول حتى 20 من الشهر نفسه. وذكرت أن التوجيهات تضمنت التحاق كافة المجازين بوحداتهم فورا، وحضور القادة والآمرين على رأس قطعاتهم. وتعد درجة الإنذار "ج" أعلى وأشد حالات التأهب في العراق وتهدف لحماية الدولة والشعب من أي خطر قد يمسهما، وفق تصريحات صحفية للمتحدث باسم الجيش اللواء يحيى رسول.

واذ لم تتضح أسباب رفع حالة التأهب العسكري لهذه الدرجة، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان اكثر من عامل قد يكون دفع بالسوداني الى هذا التدبير. فالعراق يشهد انتخابات محلية في 18 كانون الأول الجاري بمشاركة 16 مليون ناخب، وهي المرة الأولى التي ستجرى فيها منذ 10 سنوات.

غير ان العمليات العسكرية التي تستهدف القوات والقواعد الاميركية في العراق قد تكون ايضا خلف هذا القرار. فالسفارة الاميركية استُهدفت منذ اسابيع، كما ان صواريخ بالجملة أطلقت منذ اندلاع طوفان الاقصى في 7 تشرين الماضي، على الجيش الاميركي في العراق.

اتصالات كثيرة اجراها المسؤولون الاميركيون مع السلطات العراقية، للجم الفصائل العراقية الموالية لايران وضبطها ومنعها من مواصلة ما هي في صدده، غير ان المصادر تشير الى ان الدولة العراقية لم تبد التجاوب اللازم او اقلّه هي لم تتخذ التدابير الكافية لطمأنة واشنطن. وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تواصل مع السوداني مرارا لهذه الغاية، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ايضا.

وقد نبه الاخير في محادثاته مع رئيس الوزراء العراقي من أن تكرار الهجمات سيعني انسحاب الأميركيين وباقي قوات التحالف من العراق لأن الأمر غير مقبول.. ومع ان السلطات العراقية، تعتبر في الخندق "الممانع"، حتى ان بعض المعطيات افاد بأنها لم تعترض على الاجراء الاميركي هذا، تشير المصادر الى ان السوداني قد يكون طلب "التأهب العسكري لأقصى مستوياته"، في خطوة هدفها إراحة "الاميركي"، وإفهامُه بأنها (اي السلطات العراقية)، تقوم فعلا باتخاذ تدابير لضبط التفلت الامني والعسكري على اراضيها. فهل تكون كافية؟ ام اننا على اعتاب انسحاب اميركي من العراق؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o